تعليقا علي الإعلان الدستوري الذي أصدره عدلي منصور بالأمس، وعلي المؤتمر الصحفي للمتحدث باسم وزارتي الداخلية والدفاع، أكد أحمد عبد الجواد، مؤسس حركة لم الشمل المصري والمتحدث الرسمي باسمها، أننا تأكدنا بما لا يدع أي مجال للشك أن الردة عن الديمقراطية واحترام إرادة الشعوب لم تقتصر فقط علي الانقلاب العسكري علي الرئيس المنتخب، بل أصبح واضحا لكل صاحب عقل ورؤية أن مصر الآن تؤسس لدولة البلطجية والكذب والعودة لعصور الظلام لنصل للدولة البوليسية الغاشمة. وأضاف، في بيان له، "سبق وأن حذرنا في بياننا الأول أن مصر قابلة للانفجار والانشطار وأن بعض المهاويس من الجنرالات والنظام البائد (مبارك وفلوله)، ومشتاقي السلطة، (حمدين ومجموعته)، وعملاء المشروع الصهيوني (البرادعي ورفاقه) يدفعون البلاد دفعا للاحتراب الأهلي، وأصبح يقينا لدي الجميع أن ما يحدث هو حرب علي الهوية الإسلامية، لأن المشروع الإسلامي إذا ما سقط في مصر تحديدا سقط في كل أنحاء العالم. وقال :"ما أشبه الليلة بالبارحة، فقد رأينا هذا السيناريو حدث في الجزائر في التسعينيات الأمر الذي أدي لازهاق أكثر من ربع مليون مواطن جزائري، وشاهدنا هذا السيناريو أيضًا في رومانيا وفنزويلا، وفي هذه البلاد كان الجنرالات يتصدرون المشهد، وحدث في مصر 1954 عندما تم الاطاحة بأول رئيس مصري هو اللواء الراحل محمد نجيب، لذلك نؤكد أننا سنظل صامدون متأكدون من نصر الله، دفاعا علي الشرعية والمشروع الإسلامي، وعن أهم مكتسبات ثورة 25 يناير العظيمة في أن يختار الشعب بإرادته فقط من يتولي إرادة البلاد، وسنستمر في مقاومة انقلاب يونيو الذي يذكرنا بما حدث في يونيو 1967 عندما انتكست الأمة أيضًا علي أيدي الجنرالات، حتي جاء "السادات" وأعاد ترتيب البيت من الداخل، وتمسك بنصر الله، فرد لنا الكرامة في أكتوبر 1973". وبالنسبة لبيان المتحدث العسكري في تعليقه علي مجزرة دار الحرس الجمهوري، شدّد "عبد الجواد" أن هذا كذب بواح، وتلفيق واضح، وتزوير فاجر، لأن المشاهد التي زعموها فيها أن المسلحين قد هاجموا دار الحرس الجمهوري بات واضحا للعيان أنها جاءت في أحداث العباسية، بدليل أن ملابس الجنود لا يرتدونها الآن، وجغرافيا المكان لا تتطابق أبدا مع جغرافيا منطقة دار الحرس الجمهوري، وإذا ما كان المتحدث العسكري يقول أن هناك من أرتدي زي القوات المسلحة لمهاجمة دار الحرس فهذه مسئوليتهم أيضًا، ولماذا لم يتم القبض علي هؤلاء من قبل- إذا ما كانت تلك الراوية المزعومة صحيحة أصلا-. وبالنسبة للإعلان الدستوري الذي أصدره عدلي منصور الذي لا نري له أي لون أو طعم أو رائحة، فهذا الإعلان فاقد لشرعيته، وهو والعدم سواء مثل الذي أصدره، فما بني علي باطل هو باطل، لأنه صدر من رجل أغتصب سلطة بغير حق، وجاء علي دبابات العسكر ليحكم مصر، وبالتالي فهو بيان لا يستحق منا التعليق أصلا، لأننا لا نري من أصدره. وتؤكد حركة لم الشمل المصري أنه للمرة الرابعة وسنظل نكرر أننا نقصد لم شمل مصر الثوري، الذي قام بثورة عظيمة في 25 يناير ضد مبارك وعصابته، نتحدث عن لم شمل الشرفاء من أبناء هذا الوطن، نتحدث عن الذين وهبوا دمائهم وأرواحهم فداء لمصر، نتحدث عن من يريد أن يحفظ لمصر كرامتها وشموخها، نتحدث عن من أرتوي دماء هذا الوطن، وعناقت دمائه أرضه ورماله، ولا نتحدث عن من جاءوا لمصر حاملين المشروع الصهيوني الأمريكي، الذين يريدون دحر الإسلام، وتنفيذ مخطط إركاع وتدمير مصر، وهؤلاء الأقزام لم نكن نسمع لهم صوتا في عهد مبارك، ومن كان يتحدث منهم كان يأخذ الأذن من أمن الدولة، نتحدث عن القضاة الشرفاء لا الذين وصفوا من يريد أن يستن بسنة الرسول عليه الذهاب لجبلية القرود، نتحدث عن الذين يحافظون عن القيم المصرية لا الذين يريدون تقنين الزواج المدني وصنع تماثيل ومعابد لبوذا، والاحتفال بالهولوكست، ولم الشمل تتحدث عن كل من يريد إعلاء قيمة الوطن وعودة مصر لمكانه الطبيعي في صدارة الأمم. وتحذر الحركة أن أي مساس تلميحا أو تصريحا أو قولا أو فعلا ضد الرئيس رسي سيقابل بما لايحمد عقباه ولا يتصوره أحد، لذا ندعو الانقلابيون بضرورة الحفاظ علي الرئيس سالما معززا مكرما. وأوضح "عبد الجواد" أن النصر قادم لا محالة، ونناشد الثوار الحقيقيون وجموع الشعب المصري الالتفاف حول اختيارهم في مصر يناير، وهو الثورة ضد الظلم والاستبداد والطغيان، ونهمس في أذن من لوح بالاعتكاف احتجاجا علي ما يحدث في مصر ويدعو لمصالحة وطنية لماذا لم تتخذ هذا الموقف ضد الانقلاب الذي باركته وشاركت فيه وأعطيته شرعية مزيفة، ونهمس في أذن رجل الدين الاخر الذي لم يعلق بحرف علي مجزرة الحرس الجمهوري بل وباركه إن الله سيحاسبكم والشعب سيلفظكم، ولن تدوم الغمة ولا الظلام وسيشرق فجر الحرية علي أرض مصر الكنانة الأبية.