بعد مرور عامين فقط على تأسيسه فى (6-6-2011)، صعد حزب "الحرية والعدالة" -الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين- إلى منصة الأحزاب السياسية فى مصر، فعدد أعضائه بلغ قرابة نصف مليون، كما أنه الأكثر شعبية بعد حصوله على الأكثرية البرلمانية فى مجلس الشعب السابق، فيما حصد الأغلبية البرلمانية فى مجلس الشورى الحالى، وانتخب من بين أعضائه أول رئيس لجمهورية مصر بعد ثورة 25 يناير، وهو الدكتور محمد مرسى الرئيس السابق لحزب الحرية والعدالة. وتعود أولى إشارات جماعة الإخوان المسلمين لتأسيس حزب سياسى إلى العام 1996، إلا أنه تلت تلك الإشارة عملية اعتقالات فى صفوف الجماعة ومحاكمات عسكرية لأعضائها، وبعد فوز الإخوان بقرابة 20% من مقاعد مجلس الشعب 2005 قامت جماعة الإخوان المسلمين فى عام 2007 بالإعلان عن برنامج لحزب سياسى -لكنها لم تعطه اسما فى ذلك الوقت- وتم توزيع مسودة لبرنامج ذلك الحزب على عدد من الشخصيات السياسية بمصر والخارج، وأثار ردود فعل متباينة بين مؤيد ومعارض ومتحفظ. وعقب تنحى حسنى مبارك ب10 أيام، أعلن المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين د. محمد بديع، أن مكتب الإرشاد اتخذ قرارا بالبدء فى الإعداد لإنشاء حزب سياسى يحمل اسم "الحرية والعدالة"، واختيار د. محمد سعد الكتاتنى وكيلا للمؤسسين، تلبية لرغبات وطموحات الشعب فى مستقبل أفضل وغد مشرق، يعيد لمصر دورها ومكانتها وريادتها، وأن عضوية الحزب ستكون مفتوحة لكل المصريين الذين يقبلون ببرنامج الحزب وتوجهاته. وفى 30 إبريل 2011، اختار مجلس الشورى العام للإخوان د. محمد مرسى رئيسا للحزب، د. عصام العريان نائبا، د. الكتاتنى أمينا عاما، قبل أن يتم اختيار د. رفيق حبيب -المفكر القبطى- نائبا ثانيا لرئيس الحزب. ورفع الحزب منذ يومه الأول 13 هدفا تضمنت تحقيق الإصلاح السياسى والدستورى، وإطلاق الحريات العامة، واعتبار الأمة مصدر السلطات، ونشر وتعميق الأخلاق والقيم والمفاهيم الحقيقية، وتحقيق دولة المؤسسات، والنهوض بالاقتصاد المصرى، وتوفير الحياة الكريمة للمواطن، والارتقاء والاعتناء بالتعليم والبحث العلمى، والاهتمام بقطاع الشباب، وبناء الإنسان المصرى، وتعزيز الأمن القومى ببناء وتطوير القوة الشاملة للدولة، والحفاظ على البيئة، وبناء نسق من العلاقات الدولية، فضلا عن استعادة الدور الريادى لمصر. وفى أول انتخابات لمجلس الشعب عقب الثورة، فاز حزب "الحرية والعدالة" بأغلبية كاسحة فى "الفردى" وأغلبية نسبية فى "القوائم"، مما مثل أكثرية برلمانية، حيث حصل على إجمالى 213 مقعدا، بعد أن قاد تحالفا انتخابيا ضم عددا من الأحزاب ذات التوجهات المختلفة تحت اسم "التحالف الديمقراطى"، كما نجح فى حصد أغلبية فى مجلس الشورى ب106 مقاعد. وعقب الانتخابات البرلمانية، دفع الحزب بالاتفاق مع جماعة الإخوان المسلمين بالمهندس خيرت الشاطر مرشحا لانتخابات الرئاسة، وقرر الحزب فى 7 إبريل الدفع بالدكتور محمد مرسى مرشحا احتياطيا، كإجراء احترازى؛ خوفا من احتمالية وجود معوقات قانونية تمنع ترشح الشاطر، الذى رفضت أوراقه وقبلت أوراق مرسى ليكون مرشحا، وتصدر "مرسى" انتخابات الجولة الأولى مع الفريق الهارب أحمد شفيق، ما اقتضى إجراء جولة ثانية، أعلنت نتيجتها فى 24 يونيو 2012 بفوز رئيس حزب الحرية والعدالة بمنصب رئيس الجمهورية بنسبة 51.7%، بعدها بساعات أُعلن د. مرسى استقالته من رئاسة الحزب. بعد استقالة الدكتور مرسى، ظل د. عصام العريان قائما بأعمال رئيس الحزب حتى إجراء انتخابات بينه وبين د. محمد سعد الكتاتنى، فى 19 أكتوبر 2012، فاز فيها الأخير بنسبة 67%، قبل أن تجرى انتخابات أخرى على منصب أمين الحزب يوم 10 يناير بين د. حلمى الجزار وحسين إبراهيم فاز فيها الأخير بنسبة 65%. وقبل شهور بدأت انتخابات داخلية عامة داخل الحزب أسفرت عن انتخاب أمناء جدد للشياخات والمراكز، ثم أمناء للمحافظات، وأخيرا انتخاب د. أحمد دياب أمينا للعضوية، ود. هدى غنية أمينة للمرأة، وم. أيمن عبد الغنى أمينا للشباب، لينضموا لأعضاء المكتب التنفيذى المنتخب الذى يضم: د. فريد إسماعيل ود. محمد البلتاجى ود. أسامة ياسين وم. سعد الحسينى وسهام الجمل. فى 25 يناير الماضى، دشن الحزب مع جماعة الإخوان المسلمين حملة تنموية حملت اسم "معا.. نبنى مصر" استفاد منها قرابة أربعة ملايين مواطن فى خدمات متنوعة تضمنت قوافل طبية وعلاجية وأسواقا خيرية وقوافل بيطرية وحرفية فى جميع محافظات الجمهورية، بالإضافة إلى تجميل وتطوير الشوارع والمدارس والكبارى فى عدد من المحافظات.