قال الدكتور عصام العريان، زعيم الأغلبية بمجلس الشورى: إن السد الإثيوبي يهدد الأمن القومي المائي، في الوقت الذي أهملت مصر خلال قياداتها السياسية في العصور السابقة لإفريقيا بعد المحاولة الفاشلة لاغتيال مبارك في إثيوبيا، واتجاه الرئيس الرحل أنور السادات إلى الغرب شيئًا ما، وهو ما راعته القوى الثورية والشعبية لمعالجة الخطأ بزيارات متكررة لإثيوبيا وأوغندا، فضلاً عن زيارة رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عصام شرف لإثيوبيا، في الوقت الذي تنتظر فيه دول القارة السمراء لإقامة علاقات جيدة مع مصر تقوم على المصالح المشتركة. وأضاف العريان، خلال اجتماع اللجنة الخماسية المشتركة المكونة من "الدفاع والزراعة والصناعة والشئون الإفريقية" أن سد النهضة قد يكون ضارة نافعة لنقيم علاقات مشتركة للتنمية مع دول إفريقيا، مؤكدًا أنه لا يجب أن يكون نهر النيل أداة للصراع بين دول الحوض سواء منبع أو ممر أو مصب لكن يكون أداة للتعاون المشترك في الري أو الزراعة أو الطاقة الكهربائية، مؤكدًا أننا أمام تحد كبير، فلا يمكن أن تتنازل مصر عن قطرة مياه واحدة بل نبحث عن الزيادة ولدينا مشروعات للري في السودان، ويجب أن يكون لنا مشاريع أخرى لتعظيم حصتنا من مياه النيل، وشدد على أن الموقف المصري ثابت بعدم جواز التنازل عن حصتنا وهي 55 مليار متر مكعب بل يجب أن نزيدها. وأكد العريان أن دراسات اللجنة الثلاثية والفنية والقوى الدولية والشركات والمؤسسات التمويلية التي تمول مشروع سد النهضة يجب أن تدرك أنها لا تكون في حالة صراع مع مصر لأنها أحد أكبر 34 دولة في إفريقيا وأحد أكبر الدول في العالم، ولا يجب أن ترصد مليارات الدولارات سواء من الصين أو إيران أو أمريكا أو حتى مؤسسات التمويل الدولية؛ لأن الشعب المصري سيدافع عن حقوقه في المياه وسيكون البوابة الطبيعية لإفريقيا كلها ولدينا مشروعات طموحة بإنشاء خط سكة حديد ليمر بإفريقيا كلها ومشروعات تنموية قيد الدراسة تأخذ جزءًا كبيرًا وتنمي مصالح مشتركة بين الدول الممولة والدول الإفريقية، موضحًا أن اليابان رصدت 18 مليار دولار لتمويل المشروعات في إفريقيا. ولفت العريان أن إفريقيا أصبحت مسارًا للصراع بين الدول في العالم؛ حيث أعلن القادة الأفارقة أن المحكمة الجنائية الدولية تتصيد لرؤساء الأفارقة فقط، ولا تحاكم إلا الزعماء الأفارقة، فاليوم تترصد لكينياتا في كينان، وأمس البشير في السودان، فنحن أمام صراع دولي على الموارد الطبيعية في إفريقيا وليس أمامنا كمصريين إلا أن نضع أيدينا في أيدي الأفارقة للتصدي للأطماع الاستعمارية، وبالتالي أي أحد يحاول أن يجرنا لصراع مع إثيوبيا أو أي دولة في حوض النيل يجرنا لحرب لا ناقة لنا ولا جمل بل ناقتنا هي التعاون مع الشعوب الإفريقية وتنمية هذه الدول لصالحنا ولصالح هذه الدول.