"هل وأد نصر الله المقاومة؟".. تساؤل مطروح فى الشارع السياسى عامة واللبنانى خاصة بعد خطاب حسن نصر الله الأمين العام للحزب فى25 مايو الجارى فى ذكرى الاحتفال بالانسحاب الإسرائيلى من لبنان؛ حيث وعد بالنصر فى المعركة التى يخوضها الحزب بجانب نظام الأسد فى سوريا ضد المعارضة والتى وصفها ب"التكفيريين". بجانب دوره فى لبنان وتعطيله للحكومة، ومحاولته جر البحرين لأتون المعركة بدعم المعارضة التى تطالب بإسقاط النظام، وتشجيعها على الانسحاب من الحوار الوطنى. ورغم أن نصر الله وحزبه كان له مكانة فى قلوب الكثيرين بعد هزيمة إسرائيل فى جنوب لبنان، إلا أن دوره "المشبوه" فى سوريا أثار تساؤلات حول الحزب ودوره من بينها: هل انتحر الحزب فعلا؟ وهل تصريحات نصر الله الأخيرة تعد وأدا للمقاومة؟.. رغم أن نصر الله يتشدق زعيمه دائما بمعاداة السامية والديكتاتورية. وتعليقا على الخطاب، قال سعد الحريرى -زعيم تيار المستقبل- إن نصر الله أعلن "نهاية المقاومة فى عيد المقاومة"، مشيرا إلى أن الحزب يصر على جعل ذكرى التحرير مناسبة فئوية خالصة. واعتبر أن المقاومة أعلنت انتحارها سياسيا وعسكريا فى القصير السورية، فى إشارة للمعركة التى يخوضها الحزب وسط اتهامات بارتكاب "مجزرة" بالمدينة. من جانبها، رفضت جماعة الإخوان المسلمين بشدة تدخل الحزب فى سوريا ورأت أن تورطه بسوريا إحراق ما تبقى من مصداقية الحزب لدى الكثيرين. وأكدت الجماعة -فى بيان رسمى لها- أن حزب الله كشف عن وجهه الطائفى البغيض بتحريك مُسلَّحِيه، لمساندة النظام الطائفى الظالم ضد الشعب السورى الأعزل. فى حين طالب إخوان الأردن الحزب بوقف تدخله فى سوريا، محذرين من خطورة تحويل الصراع فى هذا البلد إلى "حرب طائفية". وقال همام سعيد -المراقب العام للجماعة بالأردن- فى تصريحات صحفية: "نرى أن ما يفعله حزب الله من اختراق للأراضى السورية ونقل سلاحه ومقاتليه إلى هناك يصب باتجاه تحويل القضية السورية وجعلها حربا طائفية". نقل المعارك وردا على استفزاز نصر الله وحزبه، هدد العقيد عبد الجبار العكيدى -قائد المجلس العسكرى الثورى فى حلب- بنقل المعركة داخل الأراضى اللبنانية ردا على تورط حزب الله فى المعارك الدائرة فى القصير وريف دمشق وريفى حلب ودرعا، مطالبا الحكومة اللبنانية بتلجيم ميليشيات حزب الله -حسب كلامه. وقال العكيدى -فى بيان أصدره المجلس العسكرى- أول أمس: "إنه وجه لواء التوحيد التابع للجيش الحر باستهداف مقرات حزب الله فى أى مكان على الأراضى اللبنانية والسورية". فى حين أمهل اللواء سليم إدريس -رئيس هيئة الأركان العامة فى الجيش الحر- الرئيس اللبنانى ميشيل سليمان وأمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربى وأمين عام الأممالمتحدة بان كى مون 24 ساعة لإخراج عناصر حزب الله من الأراضى السورية، وقال إن الجيش الحر سيلاحق ميليشيات نصر الله حيثما حلت، محملا الرئيس اللبنانى مسئولية ما يحدث فى سوريا، ونفى إدريس ما صرح به مصدر من حزب الله عن سيطرة قوات النظام وعناصر الحزب على 80% من مدينة القصير فى ريف حمص. انقلاب شيعى من جانبها، انقلبت قيادات شيعية فى لبنان والعراق على الحزب وزعيمه بسبب تورطه فى سوريا وتصاعدت لهجة الاستنكار والاستهجان من مختلف القيادات الشيعية. وذكرت مصادر أن الخلافات تصاعدت مؤخرا بين رجل الدين مقتدى الصدر وحسن نصر الله بسبب تورط الأخير فى أحداث سوريا وأنها وصلت إلى درجة تبادل الشتائم والاتهامات بالعمالة والخيانة. وفى لبنان، عبرت قيادات شيعية بارزة عن رفضها لتدخل "حزب الله" السافر فى سوريا، مؤكدة أن تدخل الحزب جاء لتحقيق مصالح سياسية لدول المنطقة ومنها إيران التى تساند النظام فى سوريا وتقف معه، وطالب المرجع الشيعى اللبنانى محمد حسن الأمين -فى لقاء تليفزيونى- أبناء حزب الله وبقية الأحزاب الشيعية بعدم المشاركة فى القتال السورى وقال: "سوريا ليست أرض جهاد لنا". عدو للعرب والمسلمين وكشف استطلاع للرأى -أجراه موقع الجزيرة نت- أن حزب الله أصبح عدوا فى نظر غالبية العرب والمسلمين، بسبب دوره المشبوه فى سوريا، وأجاب 72.8% من عينة الاستطلاع ب"نعم" على سؤال: هل تعتقد أن حزب الله أصبح عدوا فى نظر العرب والمسلمين؟ فى حين أجاب 27.2% من المشاركين ب"لا"، وبلغ إجمالى المصوتين 623.548 فى الاستطلاع الذى شمل عدة دول عربية وأوروبية.