من المعلوم أن منهج الإخوان والبرنامج الرئاسى يهتمان برعاية الشباب وتمكين المرأة ومحاربة الفقر والأمية وتطوير التعليم وتربية النشء، كما يحوى الدستور المصرى الجديد عددا من المواد المتعلقة برعاية الأمومة والطفولة ونهضة التعليم ومحو الأمية وتمكين الشباب، ويحمل الصيف فرصا عظيمة لتحقيق هذه الأهداف؛ حيث تتعطل المدارس والجامعات، ويرجع كثير من المدرسين والأطباء والعاملين بأسرهم من الخارج لقضاء إجازة الصيف فى بلدهم الحبيب، كما تنشط السياحة الداخلية وتنظم معسكرات الشباب. لذلك يمكن وضع برامج لتوظيف هذا الفائض البشرى العظيم، فالنجاح الذى حققته حملات التشجير والنظافة وإصلاح المدارس والقوافل الطبية التى نظمتها جماعة الإخوان المسلمين مؤخرا يبشر بفرص عظيمة لبرامج التنمية والتطوع والعطاء الصيفية، فمثلا يمكن استغلال طاقة الشباب فى إحياء مجموعات التقوية الصيفية، لا سيما لطلبة الدور الثانى، ومراكز تحفيظ القرآن، كما يمكن دمج الترفيه بالتعلم والتدريب فى معسكرات الصيف التى تنظمها الجامعات والمجتمع المدنى فى المصايف، فيمكن أن يشمل كل معسكر على برنامج تدريبى معين يركز على إتقان إحدى الحرف أو المهارات الأساسية كأن يشمل على برنامج تدريبى لإتقان إحدى لغات برمجة الكمبيوتر، ويمكن إعطاء المشترك شهادة تفيد اجتيازه الدورة التدريبية لمساعدته فى الحصول على وظيفة، أو برنامج تدريبى آخر لصيانة الغسالات وآخر لصيانة الحاسوب أو الإسعافات الأولية أو الاقتصاد المنزلى أو رعاية الأمومة والطفولة أو محو الأمية. وتصور أخى القارئ لو تم تنظيم حملة قومية تهدف إلى تقديم برامج تدريبية لأطفال الشوارع تمول من تبرعات أهل الخير، أضف إلى ذلك تكوين كتائب من الشباب فى كل قرية للتطوع فى حملات التشجير والنظافة، ومساعدة المحتاجين فى زراعة وحصاد المحاصيل، ويمكن إشراك أطفال الشوارع وأبناء الأسر الفقيرة بمقابل بسيط يدفع من أموال الزكاة والصدقات، كما يمكن استغلال تعطل المدارس فى تنظيم حملات لصيانتها. "أندية شباب المعرفة" ورغم جهودها المتميزة، ما زالت وزارة الشباب والرياضة تركز على الأنشطة الرياضية التقليدية، غير أن كثيرا من منظمات المجتمع المدنى بدأت تهتم بالإنترنت وأندية الكمبيوتر ومراكز المعرفة والمعلومات؛ لذلك أقترح إنشاء أندية تسمى "أندية شباب المعرفة" بمراكز الشباب الحالية أو مقرات حزب الحرية والعدالة أو النقابات المهنية أو الجامعات، تكون عبارة عن حجرة تدريب ملحقة بأندية الشباب الحالية بها من 15 إلى 20 جهازا متصلة بالإنترنت، وتركز على برامج محو الأمية الرقمية والتدريب وبرامج التعلم الموجهة للأطفال، ويتلخص هذا البرنامج فى أن يقوم متطوعون بتجميع براعم الحى فى مراكز الشباب لمشاهدة فيلم علمى معين وشرحه للأطفال، كما يمكن تدريبهم على برامج لتعليم الرياضيات وبرامج العلوم وبرامج تعليم الطب للأطفال، أضف إلى ذلك إمكانية تجميع أهم برامج التعلم باللعب مفتوحة المصدر على "سى دى" وإعطائها للطفل هدية مجانا. وفى نفس السياق، يمكن تنظيم يوم للتطوع الإلكترونى لأبناء الحى، يدعو القائمون على أندية شباب المعرفة الشباب إلى التطوع الإلكترونى، ويمكن تقديم جوائز للمتميزين منهم، وتشمل مجالات التطوع تقديم خدمة أو مساهمة إلكترونية قد تكون المشاركة فى إصلاح أجهزة الحاسوب المعطوبة لمن يريد من أبناء الحى، أو تدريب بعض الأفراد على صيانة الحاسوب، أو المساهمة بمقالة على موقع "ويكيبيديا"، كما يمكن عرض مشاريع الشباب الإلكترونية ومطورى البرامج مفتوحة المصدر ومكافأتهم ماليا أو رمزيا بشهادة تقدير أو نحو ذلك. الأمومة والطفولة ومن البرامج التى يمكن أن تنجح فى الصيف برنامج رعاية الأمومة والطفولة، وتفصيلا، تقوم المتطوعات بتقديم برامج توعية للأمهات والحوامل فيما يخص الصحة العامة والتغذية وغيرها، فمثلا يمكن تقديم دورة تدريبية على كيفية البحث على الإنترنت عن موضوعات معينة مثل أعراض مرض معين، أو متابعة نمو الأطفال، كما يمكن عرض أهم مواقع الإنترنت والمنتديات المهتمة بالأمومة والطفولة، وإمكانية إشراك الأطباء العائدين من الخارج فى قوافل طبية خاصة. كما يمكن لكل منطقة إنشاء موقع لها على الإنترنت أو صفحة على فيس بوك لنشر الأخبار المحلية وتمكين المشتركين من التواصل أينما كانوا، أضف إلى ذلك إمكانية تأجير مراكز المعرفة بالساعة، لأساتذة الحاسوب والمدربين والشركات وكل من يريد تأجيرها، وذلك بهدف الحصول على عائد للصيانة واستبدال الأجهزة الهالكة. لذلك أقترح تخصيص جزء من ميزانية وزارة الشباب والرياضة لأنشطة وبرامج تجهيز الشباب معرفيا، والاهتمام بالمبتكرين والمبدعين منهم، ويمكن التعاون مع وزارات أخرى، مثل الثقافة والاتصالات والأوقاف والتربية والتعليم والنقابات المهنية والجامعات، وكل مكونات المجتمع المدنى لتنفيذ هذه البرامج وتحقيق أهدافها، كما يمكن إشراك شركات الصناعات الإلكترونية والاتصالات والبرمجيات والمجتمع الأهلى والعائدون من الخارج فى التمويل والتدريب، ولا يفوتنا إعطاء شهادات خبرة وتقدير للمشتركين وتوثيق كل هذه الجهود التنموية.