* خبراء يطالبون بفريق إعلامى متخصص ينقل الصورة الصحيحة عن الإسلام * ليلى عبد المجيد: أهميتها فى ابتعادها عن إثارة الخلافات الجدلية * محمود خليل: تقدم رؤية وقيما ومعانى دينية وسطية أعلن د. أحمد الطيب -شيخ الأزهر- أنه تم الانتهاء من الاستعدادات النهائية لإطلاق قناة فضائية أزهرية مع بداية شهر رمضان المبارك؛ فى محاولة لإظهار صورة الإسلام الحقيقية، ومنهجه السمح الوسطى. وأضاف الطيب أن القناة الجديدة ستأخذ على عاتقها مهمة التعبير عن توجه الأزهر الشريف الذى ظل منارة للعلم ونشر تعاليم الإسلام طوال تاريخه، مؤكدا أن القناة الجديدة ستكون القناة الرسمية للأزهر، وستتصدى لأى قناة فضائية تتحدث باسم الدين، وتسىء إليه بتصرفاتها وتعمل على توضيح رسالة الدين الوسطية السمحة التى حث عليها نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- بعيدا عن التشوهات التى قد يلحقها غير المتخصصين بالدين، وذلك من خلال توحيد جهة الإفتاء وهى الأزهر الشريف، بالإضافة إلى الرد على فتاوى الفضائيات غير الصحيحة وتصحيحها. وأشار إلى تطلع الأزهر لعقد مؤتمر إسلامى عالمى بالتعاون والتنسيق مع العلماء فى المملكة العربية السعودية وباقى الدول الإسلامية، يهدف إلى تدارس سبل التصدى لما يتعرض له الإسلام والمسلمون من مكائد وهجمات ظالمة، مشيرًا إلى أنه بحث مع ولى العهد السعودى الأمير سلمان بن عبد العزيز والعلماء فى المملكة فكرة هذا المؤتمر ووجد منهم كل ترحيب. وأكدت د. ليلى عبد المجيد -عميدة كلية الإعلام سابقا- أهمية وضرورة إطلاق قناة باسم الأزهر الشريف؛ لما لها من أهمية كبيرة فى أن تعمل بشكل غير توجيهى وبعيدًا عن المباشرة وفرض الهيمنة، وأن تبتعد عن الإثارة بالدخول فى الجدليات والمناقشات الفرعية ذات الطابع الساخن والتى من شأنها إثارة المشاكل والخلافات والمنازعات كونها قناة محترمة تابعة لجهة محترمة هى الأزهر الشريف. وأضافت أنه لا بد من أن يقوم على تقديم القناة للجمهور مجموعة من الإعلاميين المتخصصين ليحافظوا على مستوى ومضمون إعلامى جيد ومهنى بإشراف وتوجيه من علماء الدين لتحديد الرسالة الدينية التى يراد إيصالها للشعب المصرى من خلال القناة، مشيرة إلى أنه يتوجب على القائمين على القناة البعد عن القضايا التى من شأنها أن تزيد من انشقاق صف المجتمع. وبالنسبة للرسالة التى يجب أن تحملها قناة الأزهر لجمهورها والمواضيع التى يجب أن تتناولها، قالت عبد المجيد: "الدين مرتبط بجميع قضايا المجتمع (فالدين المعاملة)، ولكن يتوجب على المسئولين عن القناة الأخذ فى الاعتبار كل المحاذير السالف ذكرها". اتفق مع عبد المجيد فى الرأى د. محمود خليل -أستاذ الصحافة بكلية الإعلام- والذى طالب بضرورة إيجاد حوار دينى إعلامى جديد من خلال بعض المواد الدرامية والتسجيلية التى تقدم القيم والمعانى الدينية بشكل متواصل مع الجماهير. أشار خليل إلى أهمية الدور الريادى للأزهر الشريف وعلمائه فى الحفاظ على معانى وقيم الإسلام الوسطى عبر مراحل الزمن وتطوراته المختلفة، وكذلك فتح مساحات من الحوار مع المختلفين فى الأديان وغير ذلك، مؤكدا على ضرورة أن يحتشد الأزهر الشريف بمجموعة من علماء الدين القادرين على إنتاج رسالة إعلامية يمكن أن يكون لها دور مميز ونكهة مختلفة مقارنة بالفضائيات الأخرى المعنية بالشئون الدينية، وذلك لأن الإعلام الذى يقدمه الأزهر يؤكد على عقيدة وفكر أهل السنة والجماعة. ولفت خليل إلى الانتشار الواسع للفضائيات الدينية الشيعية فى الفترة الأخيرة وأهمية الدور الذى ممكن أن تلعبه مثل تلك القناة الأزهرية المرتقبة فى التصدى لمثل تلك الفضائيات وما تحمله من رسائل دعوية، بشرط ألا تكون قناة منبرية وعظية وحسب، بل يجب أن تعمل على تقديم تجربة إعلامية مميزة ومتنوعة من خلال الاهتمام بتقديم برامج الشباب والمرأة والبرامج التى تقدم قراء القرآن الكريم وتلك التى تناقش موضوعات تتعلق بالتقريب ما بين المذاهب. أما د. ياسر عبد العزيز -الخبير الإعلامى- فيرى أن من حق المواطنين المصريين أن يتلقوا محتوى دينيا سواء كان ذلك من خلال قنوات عامة أو من خلال قنوات دينية متخصصة؛ لأن القنوات الدينية موجودة فى جميع دول العالم حتى الدول الغربية، لكن المشكلة التى حدثت فى مصر هى ظهور بعض أنماط المحتوى الدينى الذى لا يلتزم بقيم ومبادئ الدين النبيلة، فضلا عن مشكلات أخرى تتعلق بالحس الطائفى والتركيز على الشكل مع غياب المضمون، بالإضافة إلى فوضى الفتاوى. كما أكد أن إطلاق مثل هذه القناة يمكن أن يزود الجمهور المصرى بمحتوى دينى معتدل ووسطى ويضع حدا لفوضى الفتاوى عبر تقديم رؤية شرعية تتسم بالوسطية.