أكدت جماعة الإخوان المسلمين، اليوم الأربعاء، أنه تمرُّ الذكرى الخامسة والستُّون لنكبة العرب والمسلمين في فلسطين التي تآمر عليها المستعمرون الغربيون، وعلى رأسهم بريطانيا التي كانت تحتلُّ فلسطين ووعدت الصهاينة بمنحهم فلسطين لإقامة وطن قومي لهم. وأشارت الجماعة في بيان لها إلى أنه علي الرغم من المقاومة الباسلة التي أظهرها شباب فلسطين ورجالها للدفاع عن وطنهم، إلا أن فارق القوة في السلاح والعتاد والتدريب وتآمر الدول العظمى؛ أدى إلى استشهاد عدد كبير من هؤلاء المجاهدين. وأوضح البيان "أنه رغم هذه النكبة، إلا أن مجاهدين متطوعين مدنيين من الدول العربية والإسلامية، كانت الغالبية العظمى منهم من جماعة الإخوان المسلمين، الذين أبلوا أحسن البلاء، وأذاقوا الصهاينة مرارة الذلِّ والهزيمة في كثيرٍ من المواقع، إلا أن تآمر الحكومات العربية المغلوبة على أمرها مع الحكومات الغربية أدَّى إلى عدم الوصول إلى الأهداف الكبيرة". وأضاف البيان "أن الدول الغربية الاستعمارية قامت بذلك لحلِّ المشكلة اليهودية في أوروبا، وتمزيق الأمة العربية ومنع تواصلها الجغرافي، للحيلولة دون اتحادها مرة أخرى، ولتعويض اليهود عما عانوه في أوروبا، لاسيما في ألمانيا النازية، معقبا وكأنَّما تعويض اليهود عما لحق بهم من مجازر يبيح لهم محاولة إبادة شعب أعزل بريء، وتحقيقًا لمسائل دينية عقدية يؤمن بها المتعصبون من اليهود والبروتستانت على حساب المسلمين وأرضهم ومقدساتهم". وأكد البيان، إلى أن هذا الظلم الدولي دفع عديدًا من الدول العربية، أن تهبَّ لنصرة إخوانهم في فلسطين، فسارعت إلى دفع قواتٍ للتصدِّي للزحف الصهيوني، ومنعه من الاستيلاء على أرضها، مستدركا أن هذه الدول العربية كلها كانت تقع تحت الاحتلال الغربي، وكانت حكوماتها لا تملك إرادتها، وتعرَّضت هذه الجيوش لمؤامرات دولية غدرت بها. وتابع البيان، إذا كانت نكبة 1948 قد هزَّت المنطقة كلها في ذاك الوقت، فإن استمرار الظلم والعدوان لن يؤدي إلا إلى استمرار المقاومة، للدفاع عن النفس والعرض والأرض والمقدسات، وإذا كانت مدة الاحتلال قد طالت ففي التاريخ عبرة، فقد احتلَّ الصليبيون الشام والقدس عدَّة قرون، ولكنهم رحلوا في النهاية، فلن يضيع حقٌّ وراءه مطالب. واختتم البيان: "لظروف التي يمرُّ بها العالم العربي الآن، لا ريب أنها ستغيِّر قواعد المعادلة، وستعيد الحقوق إلى أصحابها، وها هو شهر رَجَب، يحمل لنا ذكرى الإسراء والمعراج، تثبيتًا لهذه القيم، ويقيننا في وعد الله عز وجل إذا أدَّينا ما علينا، وإن غدًا لناظره قريب".