فى ظل التوتر بين كوريا الشمالية والولاياتالمتحدة، قضت محكمة فى كوريا الشمالية بالسجن 15 عاما مع الأشغال الشاقة ضد المواطن الأمريكى "كينيث باى" بتهمتى "ارتكاب جرائم ضد الدولة" و"محاولة الإطاحة بنظامها"، عقب العثور على معلومات حساسة لديه. واعتبرت إذاعة "فويس أوف أمريكا" أن حكم كوريا الشمالية ضد المواطن الأمريكى بمنزلة "ورقة مساومة" من بيونج يانج للضغط على واشنطن. ووصف محللون الحكم بأنه "حيلة مألوفة" تهدف لحصول كوريا الشمالية على تنازلات من الولاياتالمتحدة وتعزز أوراق بيونج يانج التفاوضية مع واشنطن. كانت كوريا الشمالية قد اعتقلت 6 أمريكيين منذ عام 2009، وبينما حكم على معظمهم بالسجن والأشغال الشاقة، إلا أن جميعهم تم الإفراج عنهم فى النهاية بعد زيارات متوالية لكبار المسئولين الأمريكيين السابقين. وقال "جريج سكارلاتوى" -عضو لجنة حقوق الإنسان بكوريا الشمالية-: "من الواضح أن النظام الكورى الشمالى ينوى من خلال هذه المحاكمة أن يستخدم كينيث باى وسيلة ضغط ومساومة وأيضا لجذب كبار المسئولين الحكوميين الأمريكيين السابقين لزيارة بيونج يانج من أجل التفاوض لإطلاق سراح المواطن الأمريكى المحكوم عليه، وهو الأمر الذى يعزز الموقف التفاوضى للزعيم الكورى الشمالى "كيم جونج أون" فى مواجهة الولاياتالمتحدة". وأضاف سكارلاتوى: "هذا النوع من التخطيط يُستخدم ليس فقط لإعادة إشراك وبدء نوع من الحوار مع الولاياتالمتحدة، ولكن أيضا لتعزيز أوراق التفاوض للقيادة الكورية الشمالية على أرضها". وتوقع مسئولون أمريكيون أن تستخدم كوريا الشمالية "كينيث باى" "عملة فى صفقة سياسية"، فى سياق التوتر الحاد فى المنطقة إثر التجربة النووية الثالثة التى أجرتها بيونج يانج فى فبراير الماضى. وقالت "فويس أوف أمريكا": إن كوريا الشمالية استخدمت هذا النمط نفسه سابقا؛ وتدخل الرئيس الأمريكى الأسبق "بيل كلينتون" عام 2009 للإفراج عن صحفيتين أمريكيتين "لورا لين" و"يوين لى" اللتين اعتقلتا بعدما عبرتا الحدود من الصين إلى كوريا الشمالية وحُكم عليهما بالسجن 12 عاما مع الأشغال الشاقة. كما توسط الرئيس الأمريكى الأسبق "جيمى كارتر" عام 2010 لإطلاق سراح "إيجلون مالى جوميز" الذى حُكم عليه بالسجن 8 سنوات مع الأعمال الشاقة وتغريمه 600 ألف دولار بتهمة دخول كوريا الشمالية من الصين بطريقة غير مشروعة.