جاءت الاشتباكات العنيفة التى وقعت بين قوات بشار الأسد ومقاتلى المعارضة قرب مدينة بانياس الساحلية ذات الغالبية العلوية شمال غربى سوريا، لتدق ناقوس الخطر، وتنقل نار الحرب المشتعلة فى سوريا منذ عامين إلى قلب البيت العلوى. وتعد المعارك هى الأولى من نوعها منذ اندلاع الثورة ومؤشرا على وصول النار إلى مناطق العلويين الموالين للنظام، إذ إن مدن الساحل الغربى التى تقطنها غالبية علوية لم تشهد أحداثا أمنية كبيرة خلال عامين من عمر الثورة. وقال المرصد السورى لحقوق الإنسان: "إن قوات الأسد ومسلحين موالين لها تحاصر قرية البيضا عند المدخل الجنوبى لمدينة بانياس، وإن معارك عنيفة بين الجيش والكتائب المقاتلة تهز المدينة، وهى الأولى من نوعها فى منطقة بانياس"، مشيرًا إلى أن "الأحياء الجنوبية من مدينة بانياس شهدت إطلاق رصاص كثيفا مصدره حواجز القوات النظامية وعناصر قوات الأمن الذين يجوبون شوارع المدينة". وأبدى المرصد خشيته من وقوع "إعدامات ميدانية" فى قرية البيضا تقوم بها عناصر قوات الأسد والشبيحة، وقال مدير المرصد، رامى عبد الرحمن: إن "النظام قطع الاتصالات فى القرية، ولذلك يصعب الحصول على أرقام دقيقة عن عدد الضحايا". وغادر غالبية الشبان السنة منطقة بانياس بعد الحملة العسكرية التى نفذتها القوات النظامية فى مايو 2011، بعد شهرين على اندلاع الثورة منتصف مارس، وشهدت الأحياء الجنوبية من بانياس أولى التظاهرات المعارضة للنظام فى مارس 2011، تزامنًا مع اندلاع الحركات الاحتجاجية فى درعا (جنوب) التى يعدها المعارضون "مهد الثورة" ضد نظام الأسد. ويرى مراقبون أن انتقال المعارك إلى قلب البيت العلوى فى منطقة الساحل ربما يجهض مخطط نظام الأسد فى الاحتماء بمناطق العلويين حال انهيار نظامه، ورسالة شديدة اللهجة من المعارضة للأسد، مفادها أنه لا مكان لك على الأرض السورية، وحتى المناطق العلوية لم تعد آمنة. محاصرة حمص من جهة أخرى، تقوم قوات نظام الأسد، يساندها ضباط إيرانيون ومن "حزب الله"، بإحكام الحصار على مقاتلى المعارضة فى مدينة حمص وسط سوريا. وقال المرصد السورى لحقوق الإنسان: "إن القوات النظامية السورية مدعمة بعناصر مما يسمى قوات الدفاع الوطنى وإدارة إيرانية وحزب الله سيطرت على أجزاء كبيرة من حى وادى السايح"، الذى يقع فى منتصف الطريق بين حى الخالدية وأحياء حمص القديمة المنطقتين اللتين تسيطر عليهما المعارضة ويحاصرهما الجيش منذ عام تقريبا". وأوضح المرصد أن السيطرة على وادى السايح يسمح للجيش السورى بعزل أحياء حمص القديمة المحاصرة عن حى الخالدية، مشيرا إلى أن الهدف من ذلك هو "تضييق الحصار على هذه المناطق والسيطرة عليها". وحذر من أن "حياة 800 عائلة محاصرة منذ نحو عام بينهم مئات الجرحى ستكون بذلك مهددة بخطر حقيقى فى حالة السيطرة عليها؛ خوفا من الانتقام على أساس طائفى"، موضحا أن ضباطا إيرانيين ومن حزب الله يشرفون على عمليات الجيش فى المدينة، خصوصا معارك الشوارع.