الذين تابعوا الحوارات المفاجئة التى أجرتها (قنوات الفلول) مع (كبار رءوس الثورة المضادة).. قناة النهار مع (الفريق) أحمد شفيق، وقناة الحياة مع (الفريق) ضاحى خلفان.. لا بد أنهم لاحظوا ثلاثة أمور: (الأول) هو توقيت الحوارات، وخروج هذه الرءوس الكبيرة للثورة المضادة للإعلام، بالتزامن مع احتراق "الرءوس الصغيرة" إعلاميا وكشف الشعب لها. و(الثانى) هو مغزى هذه الحوارات التى أظهرت أن الفلول ومدعى الثورية، ومعهم المطالبون بعودة حكم العسكر، والمرحبون بالتدخل الأمريكى فى شئون مصر، أصبحوا كلهم فى مركب واحد، وافتضح أمرهم. أما الأمر (الثالث) والأهم، فهو تركيز استهداف هذه الحملة التشكيك فى شرعية الرئيس مرسى ونتيجة الانتخابات الرئاسية، وفى شرعية النظام، وأن شفيق هو الأحق بالرئاسة، وإلا سيتم تدويل قضية تزوير الانتخابات الرئاسية!. هذه الأمور الثلاثة تشير إلى أنهم منزعجون من استمرار بقاء حكم الرئيس مرسى، رغم كل هذه الموجات الفلولية المتعاقبة، سواء عبر أساليب الحرق والتخريب أو الحملات الإعلامية الشرسة، فقرروا الظهور بأنفسهم، وهو ما ظهر بوضوح فى عصبية الفريق شفيق وحديثه غير المنظم أو المنضبط، وكشفه ضمنا لتحالفه مع أصدقائه فى جبهة الإنقاذ، ما يعنى أننا دخلنا مرحلة حرق الرءوس الكبيرة للثورة المضادة!. يكفينى هنا أن أشير إلى أن الهارب أحمد شفيق فضح فى حواره مع مصطفى بكرى جبهة خراب مصر، وعلى رأسها حمدين صباحى، ومخرجه الهابط خالد يوسف، عندما قال: إن خالد يوسف حضر إليه منذ عام ليرتب معه التحالف فى انتخابات مجلس النواب المقبلة، وهو أمر لا يمكن أن يفعله خالد يوسف وحده بالطبع دون مشورة أو أوامر صديقه حمدين صباحى، ما يعنى التعاون بين هؤلاء المدعين للثورية مع شفيق ونظام المخلوع عينى عينك بدعاوى منع الإسلاميين من الفوز! ولعلكم لاحظتم أن ما كشفه شفيق أزعج بعض حلفاء جبهة الإنقاذ، فخرجوا ينفون هذا الأمر الذى قاله شفيق، ويزعمون -كما قال أحمد فوزى الأمين العام للحزب المصرى، القيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى- أن زيارة الفنان خالد يوسف للفريق أحمد شفيق "تصرف فردى ليس له علاقة ب"جبهة الإنقاذ الوطنى"!! يكفينى أيضا أن ألفت النظر إلى أن كثيرا من هؤلاء المناضلين الناصريين الذين يحتفون بشفيق وخلفان الآن، وصدعوا رءوسنا بالحديث عن العدو الأمريكى، جلسوا يصفقون لأحمد الزند فى مؤتمره الصحفى الأخير وهو يستنجد بأوباما للتدخل فى شئون مصر وقضاء مصر، ولم ينسحبوا أو يحتجوا، كأن أمريكا باتت أرحم لهم من إخوانهم فى التيار الإسلامى الذين شاركوهم الثورة! ويكفينى كذلك أن أشير إلى أن ما قاله شفيق من أنه تم إبلاغه من صديق سعودى بالعائلة المالكة السعودية، أنه الفائز فى الانتخابات الرئاسية فى جولة الإعادة، وأن المشير قال لهذا الأمير السعودى بالنص: "شفيق جاى رئيس"، ليس له سوى معنى واحد، هو رفضهم جميعا فوز مرشح إسلامى فى الانتخابات، وأنهم فوجئوا بفوز الرئيس مرسى رغم ما رتبوه من حملات إعلامية وسياسية شرسة لدعم شفيق، بما فيها حشد أجهزة الدولة العميقة وشراء الأصوات بالمال الخليجى. أما ما قاله شفيق مع قناة "النهار" من أن الصديق السعودى الذى أبلغه بفوزه نقلا عن المشير طنطاوى الذى كان يصلى بجواره بعبارة "شفيق جاى رئيس"، فهو قد حدث فى جنازة الأمير نايف بن عبد العزيز، التى كانت قبل إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية ب6 أيام، وهو بالتالى مجرد تخمين من المشير لو حدث، لأن اللجنة الانتخابية كانت لا تزال تفرز الأصوات، وليس معنى توقعهم فوز شفيق أن يتمسك الجنرال الهارب بهذا الوهم، ويقول إنهم أكدوا له أنه هو الفائز فى انتخابات الرئاسة، وأنه قادم لحكم مصر!!. أما حوار ضاحى خلفان فلا يحتاج إلى تحليل، لأن الرجل كان أكثر وضوحا فى تحديد أهدافه عندما دعا ضمنا لعودة مبارك رئيسا لمصر قائلا: إن (مبارك بطل ورمز مصرى والإخوان يعاقبون قادة حرب أكتوبر)! أما حديثه الفج -فى تليفزيون مصرى دون أن يحتج المذيع معتز الدمرداش على ما قاله فى حق شعب مصر- عن أن المصريين الذين أتوا للإمارات معظمهم ميكانيكية، أو أن الإخوان عقدوا صفقة مع الأمريكان، فلا يحتاج لتعليق.