أكد الكاتب الصحفى فهمى هويدى، أن التشويه المستمر للثورة وبخسها حقها، بما يعطى انطباعًا بأنها مجرد مؤامرة دبرتها حركة حماس مع الإخوان هو إهانة كبيرة للثورة، وإهدار لدماء الشهداء، واستخفاف بآلاف المصابين والمعاقين، الذين قدموا ما قدموا من تضحيات دفاعًا عن كرامتهم وحريتهم. وقال هويدى فى مقال له بجريدة الشروق: إن هناك مَن يرفضون الإخوان ويكرهون حماس، والرفض حق لكل أحد، ولكن كراهية حماس التى غرسها ورعاها نظام مبارك لا تزال غير مبررة أو مفهومة، وما من كارثة أو مصيبة باتت تحل بمصر إلا ويحاول البعض الزج بحماس فيها. وأضاف هويدى إننا اعتدنا على الكذب والتلفيق فى التعامل مع ذلك الملف، لذلك ما عادت تزعجنا أمثال تلك الممارسات من حيث المبدأ، لكن ما يثير القلق حقا هو تدهور مستوى الكذب والتلفيق الذى يكشف مدى خيبة صاحبه وتدهور مستواه. والمكالمات السرية التى جرى إبرازها والتهليل بها أخيرًا من ذلك الصنف الأخير الذى يؤدى إلى فضح الفاعلين، بأكثر مما يسيء إلى الذين أريدت الإساءة إليهم. واستغرب هويدى أن تنسب إحدى المكالمات لقيادى إخوانى قوله لنظيره الحمساوى إن الفضل لهم فى إنجاح الثورة، مؤكدا أنه ليس مألوفا أن يختم القيادى الإخوانى اتصاله مع نظيره الفلسطينى بقوله سلام، فيرد عليه الآخر بنفس الكلمة: «سلام». وهو ما لا ينطق به «سلفيو كوستا هذا التلفيق، الذى لا يليق بكذوب محترم وما لا ينبغى له أن يغيب عن المسئولين فى أى جريدة محترمة، لكن التلهف على الوقيعة والإصرار على إعادة كتابة تاريخ الثورة بأى كلام كانا فيما يبدو وراء التسرع فى نشر المكالمات المزعومة دون أية قراءة متمعنة فيها.