أثار اتهام زعيم المعارضة الفنزويلية "إنريكى كابريليس" للحكومة بسرقة الانتخابات لصالح "نيكولاس مادورو" الصديق المقرب للرئيس السابق هوجو شافيز، المخاوف من أن تكون هذه الانتخابات بداية لصراع سياسى شرس بين القوى اليسارية والمتمثلة فى الرئيس مادورو والقوى اليمينية التى تسعى لسيناريو الفوضى عقب خسارتها الانتخابات. وقال كابريليس فى مؤتمر صحفي- الأربعاء الماضي- إن "الحقيقة الكبرى لبلادنا هى أنكم سرقتم منا الانتخابات.. هذه هى الحقيقة.. لقد سرقتم العملية الانتخابية ويجب أن تشرحوا ذلك للبلاد والعالم". وكان المجلس الوطنى الانتخابى أعلن فوز مادورو -الذى عينه الرئيس الراحل وزعيم اليسار فى أمريكا اللاتينية "هوجو شافيز" قبل وفاته- بحصوله على 50.75% من الأصوات مقابل 48.97% لكابريليس. وعقب إعلان النتائج أيدت المعارضة خروج المظاهرات التى تطالب بإعادة الانتخابات التى وصفتها ب"المزورة" لتشعل بذلك صراع سياسى مرير فى البلاد، ورغم التفاف معظم الفنزويليين حول مادورو أملا فى استكمال مشوار "النهضة والحرية" الذى بدأه تشافيز قبل 14 عاما. غير أن المخاوف من التوجه اليمينى الذى بدأ يستفحل داخل المجتمع الفنزويلي، وتأييده من قبل الطبقات الغنية المسيطرة على قطاع اقتصادى كبير، والراغبة فى إتباع فنزويلا نهجا جديدا، ينذر بتحول كبير فى سياسات فنزويلا خلال الفترة المقبلة بشكل يصب فى صالح الولاياتالمتحدة. وفى حال نجاح اليمين فى زعزعة القبضة اليسارية فى فنزويلا سيكون الفقراء أول الضحايا لأن اليمينيين سيركزون على الطبقة الغنية وهو ما كشفته المناظرات التى أجريت قبيل الانتخابات. ويعد نجاح المعارضة الفنزويلية فى إحراز أى تقدم خلال السنوات المقبلة، بمثابة رجوع فنزويلا عشرات الخطوات لأنها قد تكون فريسة سهلة للأطماع الأمريكية، إذا ما نفذ كابريلس اليهودى الأصل أجندته الخاصة والتى تبدأ سطورها الأولى بالتقرب من الولاياتالمتحدة على حساب إيران وسوريا وروسيا، تلك الدول التى تعهد كابريلس بمقاطعتها.