جاء حصول المعارضة الفنزويلية اليمينية علي49.6% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية في فنزويلا ليهدد بتهاوي القبضة الروسية التي تدعم القوي اليسارية في أمريكا اللاتينية وخاصة فنزويلا, طبقا لما نشرته مجلة تايم الأمريكية والتي حذرت في تقريرها من نشوب صراع سياسي شرس بين القوي اليسارية والمتمثلة في الرئيس الفنزويلي الجديد نيكولاس مادورو وبين القوي اليمينية التي تسعي الي سيناريو الفوضي عقب خسارتها في الانتخابات. ويأتي تأييد المعارضة لخروج المظاهرات التي تطالب بإعادة الانتخابات التي وصفتها بالمزورة, لتشعل الصراع السياسي. ويدل فوز مادورو بفارق بسيط كابريليس علي زيادة النفوذ اليميني في فنزويلا وهو ما قد يترك أثره علي ثقل ومكانة اليسار في أمريكا اللاتينية التي ينظر إليها وكأنها مدينة واحدة نظرا للتوافق الكبير بين دولها وكذلك التقارب السياسي ووحدة اللغة والأزمات الداخلية المتشابهة, وهو ما يعاد بالنفع علي المصالح الأمريكية التي تحارب المد اليساري. وزاد النفوذ الروسي في تلك القارة الجنوبية منذ10 سنوات تقريبا حينما ايدت حصول البرازيل علي مقعد دائم في مجلس الأمن وهو ما زاد من نفوذها في المنطقة حيث سرعان ما انتقلت العدوي اليسارية لباقي بلدان القارة التي ابرمت العديد من الاتفاقيات الاقتصادية مع موسكو وخاصة كوبا والبرازيل لتنجح موسكو في اختراق الفناء الخلفي للولايات المتحدة. وكان التدهور الكبير في العلاقات بين الولاياتالمتحدة وتلك القارة المجاورة منذ أكثر من14 عاما اي منذ تولي تشافيز الحكم لأنه كان من أشد المعارضين للتوجهات الأمريكية بل كان منحازا لروسيا صاحبة الأفكار اليسارية والتي استلهم من سياساتها المعادية للولايات المتحدة الكثير من المعتقدات ومنذ ذلك الوقت واصبحت القارة اللاتينية كالغصة في حلق واشنطن. وتعد تلك القارة الغنية بالنفط والبترول مطمعا لواشنطن التي لم تلق من قادتها سوي السباب والشتائم نظرا للسياسات الوحشية التي تمارسها بحق المسلمين في كثير من الدول العربية, حيث كانت فنزويلا ولاتزال تتبع النهج التحرري اليساري الذي جعل من القارة اللاتينية قوي عظمي قادرة علي الوقوف بوجه الولاياتالمتحدة. ورغم إلتفاف معظم الفنزويليين حول مادورو أملا في استكمال مشوار النهضة والحرية الذي بدأه تشافيز منذ14 عاما غير أن المخاوف من التوجه اليميني الذي بدأ يستفحل داخل المجتمع الفنزويلي, وتأييده من قبل الطبقات الغنية المسيطرة علي قطاع اقتصادي كبير, والراغبة في اتباع فنزويلا نهجا جديدا, ينذر بتحول كبير في سياسات فنزويلا خلال الفترة المقبلة بشكل يصب في صالح الولاياتالمتحدة. وفي حال نجاح اليمين في زعزعة القبضة اليسارية في فنزويلا سيكون الفقراء اول الضحايا لأن اليمينيين سيركزون علي الطبقة الغنية وهو ما كشفته المناظرات التي اجريت قبيل الانتخابات. ويعد نجاح المعارضة الفنزويلية في احراز أي تقدم خلال السنوات المقبلة, بمثابة رجوع فنزويلا عشرات الخطوات لانها قد تكون فريسة سهلة للاطماع الأمريكية, اذا ما نفذ كابريلس اليهودي الاصل اجندته الخاصة والتي تبدأ سطورها الاولي بالتقرب من الولاياتالمتحدة علي حساب إيران وسوريا وروسيا, تلك الدول التي تعهد كابريلس بمقاطعتها. رابط دائم :