نجح الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز في الاحتفاظ بزعامته لفنزويلا بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية التي اجريت مؤخرا والتي حصل فيها علي نسبة 55٪ أمام منافسه مرشح المعارضة انريكي كابريلس ليستمر في الحكم لفترة رئاسية جديدة مدتها ست سنوات. وأمضي شافيز اربعة عشر عاما في حكم فنزويلا استطاع خلالها أن يضع بصمته ليس داخل فنزويلا فقط بوصفه نصيرا للفقراء ولكن خارجها كأحد اهم معارضي الولاياتالمتحدة وسياساتها في العالم. ويعود له السبق في تحول وجه قارة امريكا الجنوبية الذي كان مواليا لأمريكا ليصبح يساري الفكر. بدأ شافيز مشواره السياسي بينما كان ضابطا في الجيش من خلال انقلاب فاشل عام 1992 ضد حكومة كارلوس بيريز، وأمضي عامين في السجن ثم خرج ليؤسس حركة يسارية تدعي حركة الجمهورية الخامسة. ثم انتخب رئيسا للمرة الأول عام 1999 وللمرة الثانية عام 2007 ونجح شافيز في أن يكسب تأييد الشعب علي تعديل الدستور الفنزويلي عام 2009 الذي سمح له بالحكم لفترات رئاسية غير محددة ، بينما خسر الاستفتاء الذي أجراه عام 2007 الخاص بتحويل فنزويلا إلي دولة اشتراكية. وقد تعرض عام 2002 لمحاولة انقلاب أطاحت به من الحكم ليومين قبل أن يعود مجددا لمنصبه رئيسا لفنزويلا عقب فشل الانقلاب. وقد فوجئ العالم عام 2011 بخطاب متلفز له من كوبا والذي أعلن فيه أنه أجري عملية أزال فيها ورما سرطانيا وأنه يتلقي علاجا كيميائيا للشفاء من المرض. وظن البعض أن مرضه سيؤثر بالسلب علي نتيجة الانتخابات الرئاسية الأخيرة ولكن لم يخذله الفقراء رغم فشله في علاج كثير من الملفات وعلي رأسها الملف الاقتصادي وقضايا الفساد وارتفاع معدلات الجريمة.و تعهد شافيز في خطاب النصر الذي ألقاه امام مؤيديه أنه سيواصل ثورته الاشتراكية وسيواصل اهتمامه بالشرائح المهمشة التي لم تحظ بالاهتمام في السنوات الاخيرة. وقد انقسمت دول العالم بين مرحب بفوز شافيز وبين معارض لنتيجة الانتخابات فحذرت الصحف الامريكية من ان اعادة انتخاب شافيز سيؤدي لتدهور الاقتصاد الفنزويلي. أستندت سياسة شافيز الخارجية طوال سنوات حكمه الماضية علي تقوية العلاقات مع الصين، وروسيا، والبرازيل وكوبا وحرص علي عدم اقامة علاقات مع من اطلق عليهم اسم القوي الاستعمارية الجديدة وعلي رأسهم أمريكا. بينما أثارت آراؤه مؤخرا الخاصة بالثورات العربية في ليبيا وسوريا سخط كثيرين حيث اعتبر ما حدث في ليبيا لنظام القذافي بأنه أمر وحشي كما أنه يؤيد بقاء نظام الرئيس السوري بشار الاسد ويدعم موقف كل من روسيا والصين ويصف المقاومة السورية بالإرهابية. ومع شراسة المنافسة والقوة التي أظهرتها المعارضة في الانتخابات الأخيرة من المتوقع ان يكون لها دور بارز في الفترة القادمة.خاصة مع مرض شافيز والذي ينص الدستور علي انه في حالة وفاة الرئيس خلال الأربع سنوات الأولي من الولاية، يتم إجراء انتخابات رئاسية جديدة، أما في حال وفاته خلال آخر عامين من ولايته، فيقوم نائبه بتولي منصب الرئيس حتي موعد الانتخابات القادمة. وقد قام شافيز لأول مرة بتعيين نائب له هو وزير الخارجية نيكولاس مادورو(49 عاما) الذي كان يعمل سائقا في بداية حياته ثم ناشطا عماليا ثم وزيرا للخارجية منذ عام 2006. ويري المحللون السياسيون ان شافيز اختار للشعب خليفته في حال ابتعاده عن المشهد السياسي لأي سبب. واعلن شافيز قبل يومين عن تشكيل الحكومة الجديدة التي ضمت وجوها جديدة في وزارات الإعلام والخارجية والداخلية والزراعة والبيئة. ويعد شافيز حالة خاصة من الرؤساء فهو الرئيس الوحيد الذي يقدم برنامجا تليفزيونيا اسبوعيا ويحرص علي التواصل مع الشعب عن طريق حسابه الخاص علي تويتر الذي ينشر عليه آخر قرارته واخباره وجولاته.