أشعر أننى كل يوم أخيب ظن أهلى بى، فلم أحصل على المجموع الذى يؤهلنى لدخول الجامعة التى كان يرجوها والداى، لا أستطيع تحمل مسئولية مهمة أكلف بها وحتى إن أنهيتها فأظل أسأل كل من حولى هل أديتها جيدا؟ وهل هى على قدر مستوى التوقع؟ هل أنت راضية عنى؟ فعلا لا أثق بقدراتى، على الرغم من أن البعض يشيدون ببعض ما أنجز، فأنا أحب الأشغال اليدوية كثيرا، لكنها تلقى إعجاب من يقدرونها فقط، فيخيب ظنى فى إمكانية أن أحصل على رضا الجميع وأدخل السعادة عليهم. حاولت الحصول على دورات فى تنمية الذات، لكنى وجدتها مجرد نظريات وكلمات تحفيزية تؤثر فى نفسى قليلا لكنها سرعان ما تنطفئ من جديد.. هل هناك سبيل لأحقق مبدأ الثقة بنفسى؟ تجيب عن هذه الاستشارة، رغداء بندق -المستشارة الاجتماعية- فتقول: بداية اعلمى أن مشكلتك ليست معقدة بل يتعرض لها الكثير، وليست من الصفات الفطرية لك (أقصد لم تولدى بها) لكنها للأسف من الصفات المكتسبة ممن حولنا، فكثرة الصراخ واللوم والتقويم على سلوكيات الأطفال تدفع الطفل لا شعوريا بالإحساس بأن كل ما سيفعله حتى لو كان صائبا سينال العقاب عليه.. ولا أدفعك هنا بالتأكيد على إلقاء اللوم على والديك لأننى واثقة من أنهما بذلا كل ما يستطيعان لتربيتك، وهى فى النهاية جهود ذاتية قد تصيب وقد تخطئ، وإن ظننتى أن كل محاولاتك قد وصلت لباب مغلق فكل ما تحتاجين إليه هو أن تستمرى بالطرق عليه. عزيزتى.. حتى تتمكنى من التخلص من شوائب زعزعة الثقة بنفسك، لا بد أن تستمرى وتواصلى العمل على شخصك، وابحثى فيمن حولك فلن تجدى شخصا مكتملا بكل ما هو إيجابى؛ لأن الكمال لله وحده، وتذكرى أن الله حينما صورك على أحسن تقويم لم يكن خِلقيا فقط وإنما تكوينيا أيضا، فاعطى لنفسك الفرصة ولا تقسى عليها باللوم، فابن آدم خطاء، واشحنى نفسك بكل ما هو إيجابى، وأسقطى من ذاكرتك كل ما هو سلبى. ابدئى بتغيير تلك الصورة التى تكونت فى ذهنك عن شخصيتك، فبإمكانك تعزيز ثقتك بنفسك التى ستجبر من حولك لتغيير فكرته عنك، وكما ذكرت من قبل هى ليست جينات ولدت بها وإنما هى صفات اكتسبت بالمحيط من حولك لذلك من الممكن بل من الواجب تغييرها. قد تجدين معوقات تشمل مخاوفنا وأفكارنا وإدراكنا للمشاكل من حولنا ولكن اتبعى الخطوات التالية: - تغلبى على هذه الصعوبات.. وتعاملى مع نفسك وكأنك أعز وأقرب صديقة لها، وابحثى داخلها -دون قسوة- عن عوامل الضعف والقوة، واسعى لتنميتها وتحويلها من نقاط ضعف إلى نقاط قوة. - قفى مع نفسك وقفة صادقة وعِدِيها بأنك ستتخطين المشاكل ولن تستسلمى، ويمكنك كتابة بعض الكلمات المحفزة فى أجندة أو ألصقيها على مرآتك. - اسعى لتصحيح المفاهيم والأخطاء التى سبق وأن وصفت نفسك بها فإن آمنت بأن مستوى جمالك مثلا ضعيف فستبقى كذلك ما لم تحسنى نظرتك لنفسك. - ابتعدى عن كل ما يبث لك طاقة سلبية حتى لو كانوا أصدقاء دراسة، فتجنبى العلاقات الإنسانية السلبية تساعدك على صفاء ذهنك وتحسين صورتك عن نفسك. - تدربى على الثقة بنفسك ليس داخليا فقط ولكن ترجميها بالكلمات واستعملى لغة جسدك ليكون كل كيانك مؤمنا بما تعتقدين، فلا داعى لتنكيس الرأس أو الانزواء بعيدا عن أعين الناس. - ثقى تماما بالله فما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك وهذا قمة الإيمان بالقضاء والقدر. - ذكرت من قبل أننا كبشر خطاءون، فاستغلى أخطاءك وأخطاء غيرك وتعلمى منها، ويمكنك الاستعانة بقراءة قصص الشخصيات العامة الناجحة فهى أقرب للواقعية. - ضعى أهدافا أسبوعية -ولو كانت بسيطة- وأنجزيها خلال الأسبوع وقيمى مستواك وكافئى نفسك عليها. - اعلمى أن احترامك وتقديرك لنفسك لا ينفصل عن احترامك للآخرين فهم لهم الحقوق نفسها. - إن كنت ترغبين فى الحصول على دورات تدريبية فى تنمية الذات فلا بأس، لكن عليك أن تثقى بقدراتك وإمكانياتك وإلا لن تحصلى أى جدوى منها. الثقة فى النفس تمكنك من التأثير على الآخرين بقدراتك وإقناعهم، الثبات على موقفك. أتمنى أن أكون أفدتك فى سؤالك وتابعينا بالمستجدات.