بعد استيلاء حركة "شباب المجاهدين" الصومالية مجددا على بعض المدن الجنوبية، وتعهد السلطات باسترداد هذه المناطق، يبدو أن الصومال قد عادت للمربع صفر، وأن الاضطرابات والتوترات الشائكة قد عادت مرة أخرى، وموجة التحسن الأمنى التى شهدتها البلاد عقب هزيمة حركة الشباب توشك على الانتهاء. وتصاعد التوتر العسكرى فى ولايتى "باى وبكول" الواقعتين جنوبى غربى البلاد؛ إثر انسحاب القوات الإثيوبية من مدينة "حدر" التابعة لولاية بكول ووصول قوات حركة الشباب إليها دون قتال، بينما بسطت الحركة سيطرتها العسكرية كاملة على مدينة أودينلى بولاية باى بعد اشتباكات مع الحكومة. وكانت القوات الإثيوبية سيطرت على "حدر" منذ عام تقريبا وتمركزت فيها، وتقول حركة الشباب: إن الانسحاب الإثيوبى جاء نتيجة حصار قواتها للمدينة، وكان من المقرر وصول وحدات تابعة لقوات حفظ السلام الإفريقية لمدينة حدر وتسلمها المدينة من الإثيوبيين وفقا لخطة عسكرية، ولكن ذلك لم يحدث. واستولت قوات الحركة على مدينة أودينلى بولاية باى إثر اشتباكات مسلحة دارت مع القوات الصومالية، أعقبها انسحاب الأخيرة إلى مدينة بيدوا الخاضعة لسيطرة قوات حفظ السلام الإفريقية. ويبدو أن القرار الإثيوبى المفاجئ بالانسحاب من بعض مدن الجنوب -الذى تسبب فى سيطرة حركة الشباب على هذه المدن- مرتبط بتوترات كبيرة مع السلطات الصومالية وممثليها المحليين فى المناطق الخاضعة للسيطرة الإثيوبية، كما أنه يرمى للتذكير بأن ما تفعله إثيوبيا فى الصومال له أهمية إستراتيجية، وأن الشباب لم يُهزموا بعد. من جانبه، تعهد رئيس الوزراء الصومالى عبدى فارح شردون، باسترداد المناطق التى سيطرت عليها حركة "الشباب" جنوبى غرب البلاد مؤخرا، لافتا إلى أن قوات الحكومة تستعد لمواجهة قوات الحركة فى حال الاشتباك. وأشار شردون إلى أن ما أسماه بالانتهاكات التى يرتكبها مقاتلو حركة الشباب فى حق المواطنين الصوماليين لن توقف عمليات الحكومة الصومالية الرامية إلى طرد الحركة من المدينة. ويثير الوضع الحالى المخاوف من عودة الصومال إلى حالة الصراع والتوتر الشديد؛ فقد بدأت التقارير الإخبارية فى رصد حالات القتل والاستهداف الدموى؛ وهو ما يعد دليلا بارزا على أن التوتر الحالى يهدد أمن واستقرار الصومال بأكمله، بل إن تفاقم الأمور قد يؤدى إلى تأزم الوضع إلى الأسوأ. يذكر أنه تم العثور مساء الأربعاء الماضى على جثتين من قوات الحكومة الصومالية قرب وزارة الدفاع فى مقديشو وهم فى زيهم العسكرى بدون سلاح، حيث قتلتهم جماعة مسلحة بمسدسات قرب مقر الوزارة.