ما أجمل الجنون عندما يرتبط بالعلم؛ حيث يكون طريقا إلى فتح آفاق جديدة وسبل وأبواب غير تقليدية فى التعامل مع المواقف والأحداث المختلفة! من هنا سلك الفيلم الوثائقى "العلماء المجانين" طريقه ليوثق من خلال أجزائه الكثيرة والمتعددة بعض الأفكار الجديدة التى تصل إلى درجة الجنون فى التعامل مع المواقف المختلفة، ويرصد طريقة جديدة لبعض المخترعين "المهووسين" بكل ما هو جديد . وبعد مقدمة تصل إلى دقيقة واحدة تعبر عن فحوى الاختراع محور الحلقة الوثائقية تأتى المقدمة الثابتة فى كل الحلقات وهى لأحد المخترعين الذى يقوم ببطولة الفيلم واسمه "جون باولو" يقول فيها "أنا أصنع الأشياء وأعمل بجانب المخترعين الهواة الذين يقومون بصنع شىء من لا شىء عبر طرق جنونية لتصبح أشياء لم يفعلها أحد من قبل فهل ستنجح أم لا؟". "الأخوان لوغان، جوردن" اخترعا "فقاعة" أو حجرة هوائية فى قاع إحدى البحيرات على بعد خمسة أمتار من بحيرة تاهو، فى نيفادا وهى فقاعة يمكن لمستخدمها أن يظل أطول فترة ممكنة داخل البحيرة دون أن يبتل بالماء ويكون الحصول على الهواء فيها معتمدا على خزانات الغوص التى أحضرها الأخوان المخترعان، وإذا حدث أى ثقب لجسم الفقاعة المصنوع من البلاستيك فليس له من شريط لحام سوى اللبان على حد ما جاء بالفيلم" . أكد الأخوان أن الاستمتاع هو الدافع الرئيس لما يقومان به، فعلى صعيد الصحراء قاما باختراع آخر عبارة عن "أرجوحة" وهى قاعة دوارة قاما برفعها على عمود صلب له طرفان طويلان تم صناعتهما من المخلفات الصلبة، طول العمود منهما 12 مترا، وقد قام بطل الفيلم المخترع المحترف بالتعاون مع الأخوين بتنظيم الفكرة وتنفيذها بشكل أفضل . ويتعرض الفيلم فى كل حلقة منه إلى المشاكل والعقبات التى تواجه المخترعين الهواة ومراحل الوصول إلى الاختراع نفسه بطريقة سهلة ومبسطة وشيقة، ومن خلال التصوير من العديد من الجوانب والزوايا تخرج الصورة النهائية للفيلم فى أفضل حال وبشكل محترف وكذلك كانت دبلجة الفيلم . وفى حلقة تحت عنوان "آلة الطيران" تناولت الحلقة اختراع "جولدن مازورى" الذى بنى فيه 21 طائرة قام فيها بتحويل هذه الطائرات من استخدام الطاقة البترولية إلى الطاقة الكهربائية بإزالة محرك الوقود من الطائرة ووضع بطاريات السيارات مكانه، واستعرض الفيلم هذه المراحل من الفشل فى البداية إلى النجاح . كما استعرضت حلقة بعنوان "سهم الحديقة" اختراعا وصفه الفيلم بالمتهور والمجنون والسريع والمثير تمثل فى صناعة سيارة سريعة جدا لا تضم محركا بل يوجد بها خزان للهواء لتنطلق من أول الحقل إلى آخره فى ثوان معدودة . أما حلقة "صاروخ مائى" فتناولت اختراع أحد العلماء ويدعى "تيمبكنز" وهو عالم مجنون كما وصفه الفيلم لأنه يريد أن يحلق فى الفضاء بقوة الرافعة عن طريق توليد وقود الصواريخ من أى شىء يحترق؛ حيث نجح فى البداية فى صنع حزام صاروخى فى يومين فقط، محاولا إطلاق هذا الصاروخ من إحدى البحيرات كنوع من الألعاب المبتكرة والجديدة . وقد تم تصوير أغلب هذه الحلقة فى الورشة الخاصة بالمخترع والتى وصفها المخترع نفسه بالقذرة لكنها مكان الأحلام بالنسبة له، حيث بنى أنظمة الدفع لهذا الصاروخ المائى مماثلا لما يحدث فى الدفع الصاروخى الحقيقى وبنفس الطريقة، ولكن بحجم أصغر، فالصندوق الذى يحترق الوقود بداخله لا يتجاوز 2 كيلو جرام، وعندما يحترق الوقود بداخله ينتج عنه دفع المحرك إلى الأمام بقوة هائلة، وهو فى ذلك لا يعمل إلا بالبلاستيك المقوى وغاز الضحك ولا يستخدم الوقود التقيلدى . بينما جاء اختراع فريق كريس تحت عنوان "نافخة أوراق الشجر الخارقة" لتصنع محرك مروحية طوله أكثر من مترين فى شاحنة صغيرة. أما "دون جان دى مينيكو" فاخترع كرسى مكتب بمحرك نفاث، وهى خطوة تالية لاختراعه دراجة بمحرك نفاث أيضا، فى حين جاء اختراع "جايرو جى" تحت عنوان "قارب المستنقع الطائر" ليبنى خلاله طائرات مروحية جنونية من الصفر ثم يطير بها فى الهواء وسط المستنقعات حتى إذا سقطت على إحداها لا تغرق وإنما تعوم لتصل إلى البر .