تشهد دولة ناميبيا صحوة إسلامية فى الفترة الأخيرة، حيث تنشط المراكز الإسلامية فى تنظيم القوافل الدعوية والتثقيفية فى معظم المناطق، وخاصة المستشفيات والسجون، وسط تعاون من الحكومة والتى يعرف عنها تسامحها مع المسلمين. ونشر موقع "أوول أفريكا" يوم السبت الماضى تقريرا موسعا حول أنشطة المسلمين فى ناميبيا، سلط فيه الضوء على نشاط المراكز الإسلامية التى تسعى لمقاومة موجات التنصير، عن طريق إلقاء محاضرات عامة فى الجامعات الحكومية بشكل شهرى، تتناول موضوعات تتعلق بأن "الإسلام دين الأنبياء" و"مقارنة بين الإسلام واليهودية والنصرانية". وتنظم المراكز الإسلامية زيارات دورية للسجون والمستشفيات لتقديم محاضرات دينية، وقد اعتنق كثير من السجناء غير المسلمين الإسلام بفضل الدروس التى تقدمها المراكز فى السجن للمسلمين، والتى يحضرها غير المسلمين. ويعانى المسلمون فى ناميبيا من قلة الإمكانات المادية والفقر المدقع وعدم الاعتراف الرسمى، فضلا عن حملات التنصير الواسعة. ويزيد عدد المسلمين فى ناميبيا على 5 آلاف مسلم، ويبلغ عدد سكان ناميبيا 2 مليون نسمة، ورغم قلة عدد المسلمين إلا أنهم ينتشرون فى مناطق متعددة، وأكبر تجمع للمسلمين فى العاصمة وندهوك، وللمسلمين فى ناميبيا 13 مسجدا، ومعظمهم من السنة. وتعد ناميبيا آخر دولة إفريقية يصلها الإسلام، حيث دخلها فى العقد الرابع من القرن العشرين عبر التجار القادمين من جنوب إفريقيا، إلا أن أول ناميبى دخل فى الإسلام كان فى عام 1978، وهو من قبيلة ناما ثالث أكبر القبائل. ويرجع تأخر دخول الإسلام ناميبيا إلى عدة أسباب تاريخية، من أبرزها أن ناميبيا ظلت قرونا تحت نير الاستعمار، حيث كانت مستعمرة ألمانية، حتى الحرب العالمية الأولى، ووقع بعضها تحت انتداب جنوب إفريقيا، عانت خلاله من النظام العنصرى، حتى نالت استقلالها عام 1990، إضافة إلى قصور الدعوة الإسلامية فى الوصول إليها، فضلا عن تبعثر سكانها فى مساحتها الشاسعة.