رحلة إصلاح السكك الحديدية تبدأ من "وردان"

رصدت وزارة النقل والمواصلات مبلغ 168 مليون جنيه للبدء فى عمليات تطوير معهد وردان، حيث تشمل أعمال التطوير تحديث أجهزة التدريب المختلفة وتزويده بالمحاكيات والمعامل الحديثة وتجهيزه بالمعدات والمعامل والورش، هذا إضافة إلى مليون دولار منحة أمريكية ليصبح المعهد من أكبر المعامل فى الشرق الأوسط، حيث إنه يستوعب 700 دارس يوميا.
ويهدف التطوير إلى إعداد وتدريب العاملين فى مجال السكك الحديدية، من أجل إعداد كوادر إدارية وهندسية وفنية ومهنية من خلال رفع كفاءة وتحديث أداء العاملين الحاليين، وإعادة تأهيل بعض العاملين، وتحويل مسار بعض العاملين، وإعداد كوادر حديثة، وإعداد عمالة مدربة من العاملين غير المؤهلين، وكذلك تأهيل الكوادر الهندسية المتميزة المناسبة للعمل فى مجال هندسة السكة الحديد، وفى مجالات النقل المشابهة من خلال رفع مستوى الخريج وتوجيه المقررات الدراسية، وأن يكون مستوى الخريج وفق أفضل المعايير الأكاديمية والمهنية فى العالم.
ويقع معهد وردان فى شمال غرب مدينة القاهرة على بعد 50 كم من بوابة رسوم الطريق الصحراوى وعلى طريق فرعى 19 كم من الطريق الصحراوى، ويرتبط المعهد بخط السكك الحديدية وصولاً لمحطة رمسيس "باب الحديد".
وتعد أعمال الشبكات والبنية التحتية العنصر الرئيس لتطوير مرافق المعهد وتحديثه ليواكب أحدث المراكز التدريبية العالمية؛ حيث تبلغ أعمال الشبكات والمعدات والأجهزة نسبة 70% من تكلفة التطوير.
وتم وضع برامج التدريب والتعليم بمعهد تدريب وردان فى ضوء الاحتياجات الفعلية للسكك الحديدية، ومن واقع بحث علمى وميدانى قام به فريق متخصص من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا بالتعاون مع فريقين متخصصين فى تدريب العاملين فى السكك الحديدية من كندا والولايات المتحدة الأمريكية.
وعن رحلة معهد وردان، جاءت البداية حينما قررت هيئة الأمم المتحدة فى 18 مايو 1959 إنشاء مركز تدريب مهنى مجمع لهيئة سكك حديد مصر بمساعدة الصندوق التابع لبرنامج التعاون الإنمائى بهيئة الأمم المتحدة، وتمت الإجراءات الأولية من خلال التعاون مع وزارة النقل والمواصلات المصرية لإنشاء المشروع المقترح وتم عرضه على سكك حديد مصر.
وفى 28/12/1960 انتهت جميع الإجراءات الخاصة بتحديد المساحة الكلية للمشروع وهى مساحة 150 فدانا على أرض مملوكة للدولة بزمام قرية وردان مركز إمبابة مجاورة لمحطة وردان سكك حديد مصر خط المناشى بجوار الرياح الناصرى، ويكون بذلك بعيدا عن الزحام والضوضاء والتلوث؛ حيث المكان الهادئ النقى ليتفرغ الدارسون بالمركز لتحصيل العلم فقط.
وفى عام 1966 تم إبرام اتفاقية خطة العمل فى تنفيذ المشروع بالتعاون مع برنامج التنمية بهيئة الأمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية، على أن يكون ذا طابع خاص مماثل لمركز التدريب فى أوروبا واليابان، ويكون ذا اكتفاء ذاتى لإقامة الدارسين والعاملين وأسرهم إقامة كاملة ليتفرغ الجميع للعمل فقط حسبما تم وضعه بمعرفة هيئه الأمم المتحدة وخبراء منظمة العمل الدولية وبرنامج التنمية بهيئة الأمم المتحدة.
وفى أكتوبر عام 1968 تم التشغيل الفعلى للمعهد؛ حيث تم تشغيل الورش والمعامل والفصول الدراسية فى التخصصات الفنية لسكك حديد مصر لجميع العاملين بالهيئة وتنفيذ برنامج التلمذة الصناعية.
وفى عام 1993 أبرمت اتفاقية بين الهيئة القومية لسكك حديد مصر ووزارة التربية والتعليم بإنشاء مدرسة فنية (ثانوية صناعية للنقل نظام الثلاث سنوات) بموجب القرار الوزارى رقم 227 لسنة 1922 الذى تم نشره فى الوقائع المصرية بالعدد 15 فى 23 يناير 1973 بسعة إجمالية لهذه المدرسة 200 دارس فى العام.