قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن إدارة الرئيس بارك أوباما تتحرك نحو دعم المتمردين فى سوريا بتزويدهم بمعدات عسكرية. وقالت الصحيفة، الأربعاء الماضى، إن الاتجاه الجديد يعد تحولا كبيرا فى السياسة الأمريكية تجاه سوريا؛ حيث سيتم تزويد الثوار بمعدات مثل السترات الواقية والسيارات المدرعة، مع احتمال توفير تدريبات عسكرية. وأضافت -نقلا عن مسئولين أوروبيين- أن توفير الدعم المباشر للثوار يمكن أن يشمل إرسال المساعدات الإنسانية إلى الائتلاف السورى السياسى المعارض، مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية لم تقدم دعما مباشر إلى الجانبين العسكرى والسياسى للثورة على مدار السنتين الماضيتين، كما أن المسئولين الأمريكيين ما زالوا ضد إمداد المتمردين بالسلاح. وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن عناصر السياسة الجديدة المقترحة -والتى لم يتم الانتهاء منها بعد- ناقشها جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى، فى عدة اجتماعات خلال الفترة الماضية، وستكون هناك مناقشات جديدة الأسبوع المقبل مع حلفاء فى أوروبا والشرق الأوسط كجزء من جهود مشتركة لإنهاء الصراع الدموى الذى تسبب فى مقتل نحو 70 ألف سورى. وأضافت أن لقاءات "كيرى" مع وزير الخارجية الروسى ومع الحلفاء ومع قادة المعارضة السورية فى روما يتوقع أن يكون لها ثقل وأثر كبيرين على مداولات الإدارة الأمريكية، وكانت المعارضة السورية قد هددت بمقاطعة اللقاء فى روما لولا تدخل "كيرى" و"جو بايدن" نائب الرئيس الأمريكى وإقناعهم بوجود مقترحات حقيقية على الطاولة. يأتى التحرك الأخير -طبقا للصحيفة- عقب توصل أمريكا ودول أوروبية ودول فى منطقة الشرق الأوسط إلى أن الأمل فى فرصة سانحة للتفاوض على تسوية سياسية مع الرئيس السورى بشار الأسد هو أمل ضعيف، فضلا عن توجيه المعارضة السورية نقدا حادا للولايات المتحدة ولآخرين لرفضهم تقديم الموارد اللازمة للمعارضة من أجل تنظيم حكومة ظل وتوسعة دعم المعارضة فى الداخل السورى. وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن إدارة أوباما أرسلت 385 مليون دولار فى شكل مساعدات إنسانية وذلك عبر المؤسسات الدولية والمنظمات غير الحكومية، لكنها تعمل تحت رقابة الحكومة السورية. ومن المرجح أن يكون التحول فى الموقف الأمريكى قد أتى نتيجة انسداد أفق الحل السياسى، وخشية الولاياتالمتحدة من عدم وجود يد لها عند النظام السورى الجديد، علاوة على تقدم الثوار السوريين بالفعل فى محيط العاصمة السورية دمشق.