قالت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية إن الولاياتالمتحدة لديها فرصة أخيرة لمساعدة سوريا، محذرة من أنه فى حالة فشل إدارة الرئيس باراك أوباما الآن فى التحرك بطريقة حاسمة لإنهاء المأزق الدموي في سوريا فإنها قد تخسر آخر الفرص لشراكة مع أكثر القوى اعتدالا والتي تتحدى الرئيس السوري بشار الأسد وتقود البلاد باتجاه نظام جديد يمكن للغرب دعمه. وذكرت الصحيفة - فى سياق مقال افتتاحى بثته اليوم الخميس على موقعها الإلكترونى - أن فريدريك هوف مستشار وزارة الخارجية الأمريكية بشأن سوريا خلال الولاية الأولى لأوباما قدم مؤخرا تقريرا بمخطط عام جيد للخطوات التي يمكن أن تتخذها واشنطن بهذا الصدد للمجلس الأطلنطي والتى يرى أنها تتضمن أنه يجب على الولاياتالمتحدة تبنى علاقات عمل وثيقة مع عناصر تم التدقيق بشأنها بعناية من الجيش السوري الحر. وأوضحت الصحيفة أن ذلك يعنى - على الأقل - توفير التدريب والمعلومات الاستخباراتية والمعدات غير العسكرية، مشددة على ضرورة أن يتضمن ذلك أيضا تزويد بأسلحة ثقيلة. ولفتت إلى أن السياسة الأمريكية حتى الآن كانت الرفض لجميع المساعدات إلى مثل تلك الجماعات - وهو نشاط كما حدده هوف يتجاهل حقيقة أن وجود رجال يحملون سلاحا سيكون له نفوذ كبير فى رسم مستقبل سوريا. وأكدت الصحيفة أيضا على ضرورة أن تستهدف السياسة الأمريكية أيضا مساعدة الثوار على إقامة حكومة بديلة كاملة الجوانب على الأراض السورية والاعتراف بها كحكومة قانونية لسوريا. وقالت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية إن ذلك سيمنح الشرعية لإمداد الأسلحة والسماح بالبطاريات المضادة للصواريخ إذا استلزم الأمر إيقاف استهداف النظام بشكل منعدم الضمير للأحياء المدنية بالصواريخ والمدفعية. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الأمر قد يساعد أيضا فى تهميش التواجد المتنامى لتنظيم القاعدة فى صفوف قوات الثوار. وقالت الصحيفة إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيرى يزيد خلال رحلته الخارجية الأولى بعد توليه المنصب من التوقعات بأن إدارة أوباما ستتخذ قريبا تحركا جديدا لمساعدة المعارضة السورية. وأضافت الصحيفة أن كيرى لا يزال يتحدث عن السعى لحل سياسي برغم أن الأمل فى التوسط من أجل اتفاق بين النظام والثوار ثبت أنه وهم منذ فترة طويلة. وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الأمريكى لا يزال يسعى أيضا إلى تعاون روسيا من أجل إنهاء الحرب برغم أن فلاديمير بوتين أوضح أن هدفه الأول هو منع تغيير نظام يتم بتدبير من الولاياتالمتحدة. ورأت الصحيفة أن مثل تلك الأساليب محكوم عليها بالفشل ولن تخدم سوى فى إطالة إراقة الدماء والزيادة من كثافتها وهو ما يصب فى مصلحة القاعدة ومن سيفضل حرب أهلية بلا نهاية على أى تغيير للحكومة - مثل قادة إيران. وخلصت الصحيفة إلى أنه إذا أرادت إدارة أوباما أن تقود فى سوريا فيتعين عليها الالتزام بخطوات يمكن أن تحقق الانهيار المبكر للنظام واستبداله ببديل يكون له تمثيل ومسئولية، معتبرة أن ذلك لن يحدث إلا بتدخل سياسى وعسكرى مباشر فى جانب المعارضة.