أُرسل لك يا رئيس جمهورية مصر العربية رسالتى من فلسطين الحبيبة إلينا وإليك وإلى الشعب المصرى، التى ما زالت تئِن تحت وطأة الاحتلال، أرسل لك من وسط قطاع غزة الذى ما زال ينتظر الجار الشقيق حتى يخفف عنه الآلام. أكتب رسالتى وأنا أعلم حجم المسئولية الملقاة على كاهلك، وحجم الحرب التى تُشن عليك من قِبل أعداء الديمقراطية الحقيقية، الذين لا يرغبون فى أن تعود مصر إلى دورها الحقيقى فى المنطقة العربية، فلا يريدون للشعوب أن تتحرر ولا أن تثور ضد الطغيان حتى يبقوا مستبيحين خيرات الأمة. فخامة الرئيس المصرى؛ كلنا نعلم حجم المعاناة التى يعيشها أهلنا فى فلسطين، وحجم الدعم الذى تحتاجه من قبل جيرانها حتى تصمد فى وجه بطش الاحتلال وتهويد مقدساتها ونهب أراضيها واعتقال أبنائها وحصار شعبها، وهذا لا يخفى عليك فأنت من المدافعين عن القضية الفلسطينية فى الساحات المصرية، وهى لم تخل من خطاباتك فى العديد من المنابر الرسمية والشعبية لنصرة شعبها. إن الشعب الفلسطينى يحمل الآمال الكبيرة منذ توليك حكم مصر بعد أن تنفس الصعداء عند سقوط الرئيس المخلوع وخرج ليعبِّر عن اقتراب الفرَج، هذا الشعب لم يكن يثق بالزعامات العربية السابقة التى كانت تجلس على كراسى الحكم، ولا يثق بالجامعة العربية؛ لأنهم لا يمثلون صوت الشعوب العربية المناصرة لقضيته المركزية "فلسطين"، هذا الشعب ينتظر منك المزيد يا قائد مصر. إن الشعب الفلسطينى ينتظر أن يرى تحركا فى ملف الأسرى، وعلى رأسهم الأسرى المضربون عن الطعام، الذين خرجوا بصفقة كانت مصر هى الراعى لها، وقام الاحتلال بنقضها وإعادة اعتقالهم. إن ملف الأسرى الفلسطينيين لَهُو وصمة عار على جبين الأمة العربية والإسلامية، فكيف يمكث الأسرى عقودا من الزمن فى السجون دون أن يتحرك أحد لنصرتهم وإخراجهم من الأسر؟ ما زال الشعب الفلسطينى فى القطاع ينتظر القرارات والوعود التى أطلقتها لترفع عنه الحصار، فمعاناتهم تتراكم يوما بعد يوم، فعلى الرغم من التحسن الحاصل على معبر رفح، إلا أن هذا التحسن لا يرقى إلى الحد الأدنى من واجباتكم ومسئولياتكم تجاه الشعب المحاصر، فساعات الانتظار الطويلة التى يقضيها الفلسطينى على معبر رفح وسوء المعاملة من قبل بعض رجال الأمن العاملين، لا يليق بدور مصر الريادى لنصرة الشعوب. لماذا نُمنَع من دخول مصر بحرية؟! فمصر التى نحب أن ندخلها لطلب حاجة أو علم أو علاج أو سياحة؟ لماذا نستسلم لما فرضته علينا "سايكس بيكو" من تقسيم للحدود ونترك ما كان عليه تاريخنا وخلفاؤنا؛ حيث لا تأشيرة دخول ولا موانع دخول؟ إن المطلوب من سيادتكم اليوم هو فقط تحسين الوضع اليومى لأهلنا فى فلسطين، فكيف يبقى قطاع غزة حتى يومنا هذا يعانى من أزمة كهرباء شديدة فى الوقت الذى يضىء العالم العربى أرجاء العالم كافة ببتروله! فكل ما يحتاجه قطاع غزة من كهرباء لا يقارن بحجم الكهرباء التى تنير مصر وغيرها من الدول العربية، ونحن ثقتنا بمن حضر إلى الحكم بإرادة شعبية عبر صندوق الانتخاب. سيادة الرئيس الدكتور محمد مرسى؛ ما ذكرته أقل القليل مما نعانيه فى فلسطين، ولدىّ الكثير لأقوله، فأتمنى أن يجمعنا لقاء بسيادتكم لأنقل لكم معاناة شعبنا بلسان المواطنين، الذين يعانون لا بلسان الساسة والقيادات، ونأمل من سيادتكم رفع الظلم والتعامل معنا خارج العقلية الأمنية التى تقيد الشعوب وحرياتهم. أُرسل رسالتى وكلى أمل أن تصلك وتجد الطريق إلى قرارات التخفيف عن المواطن الفلسطينى.