أمر عجيب أن نجد بعد الثورة -التى يزعم أهل اليسار واليمين أن التيار الإسلامى اختطفها ويقوم حاليا ب"أسلمة" أو "أخونة" الدولة- انفجارا فى مجارى المحطات الفضائية الإباحية المسماة (قنوات الرقص الشرقى)، وانفجارا آخر فى مواسير الصرف الصحى لأفلام المقاولات، بعد ما ظهرت فى الآونة الأخيرة كمية مقرفة من الأفلام الهابطة التى لا تختلف عن أفلام البورنو القذرة فى السوق المصرية لراقصات درجة عاشرة، الهدف منها هو إبراز مفاتن الراقصة بصورة مقززة قبل أن تكون قصة فيلم محترمة! ولذلك سعدت بقرار محكمة القضاء الإدارى بوقف بث قناة "التت" المتخصصة فى الرقص الشرقى على القمر نايل سات وسحب الإشارة منها، وضحكت من سخرية شباب فيس بوك أن تخرج مظاهرات لجبهة الإنقاذ الجمعة المقبلة للتضامن مع قناة (التت) الممنوعة تحت شعار: (يا ترجع "التت" بالذوق .. يا نولعها من تحت لفوق)، لأن هذه القنوات لا تعرض الرقص الشرقى فقط، ولكنها تعرض أيضا إعلانات قذرة عن مستحضرات جنسية صريحة، وتبث هواتف الراغبين فى المتعة على الطريقة الأوروبية المنحلة. وأتمنى أن يتم منع باقى قنوات الرقص الشرقى والخلاعة التى زادت كالسرطان حتى بلغت 10 قنوات، التى يدرها حنفى كرتونة والزغبى وحربى وغيرهم، ووضع حد لحالة إفساد الأخلاق التى برعت فيها الأنظمة السابقة وكانت تعدها جزءا من التغطية على الفساد السياسى. فللأسف هذه القنوات جذبت منذ بداية بثها عددا كبيرا من الشباب الضائع فى جميع أنحاء مصر، وخاصة فى الأرياف والصعيد، وبدأ الشباب يبحثون عن تردداتها من خلال مواقع الإنترنت، وتعرضها بعض المقاهى لجذب الشباب العاطل، ويروجون لها كفرصة للهروب من برامج توك شو السياسية المملة التى أصبحت لا تبث سوى مشاهد التخريب والحرق والمظاهرات!. والمشكل أن كثيرا من هذه القنوات تستغل قمرا صناعيا آخر فرنسيا هو (يوتلسات) تردداته قريبة من القمر المصرى نايل سات، ويمكن التقاط بثها بوضوح فى مصر على نايل سات، كما أن بعض القنوات العادية -وتحديدا فضائيات أطلقها تجار البضائع المضروبة التى تباع عبر إعلانات التلفزيون والمسماة (الTV شوب)- دخلت اللعبة؛ لإفساد ما تبقى من أخلاق المصريين والعرب، وبدأت تعرض "أفلاما ممنوعة للكبار فقط" على قنوات (تايم) المملوكة لأحد هؤلاء التجار ممن سبق القبض عليه عام 2011 فى قضايا مالية، الذى فتح الباب لتوفيق عكاشة أبرز الإعلاميين الفلول –بعد إغلاق القضاء لقناته الفراعين– ليقدم برنامجا يتسم بالعداء للرئيس والإخوان ويطالب فيه علنا بإنهاء حكم مرسى ويعتبره "غير شرعى"!!. هذه القناة –تايم- تعرض حاليا ما تقول إنه: (أفلام عربية للكبار فقط، أفلام ممنوعة من العرض، أفلام أجنبية للكبار فقط) عبر برنامج يسمى (تاكسى السهرة).. وأغلبها من تلك النوعية التى انتشرت فى مصر عقب هزيمة 67، وأنتجت فى لبنان، وظهرت فيها بعض الفنانات فى مشاهد مخلة بالآداب، قيل: إن بعضها مفبركة وبعضها حقيقى!!. أصحاب هذه القنوات حصلوا على مكاسب طائلة من وراء هذه البرامج التى تبيع بضائع أغلبها مضروب وغير مرخص عبر التلفزيون، فاتجهوا لامتلاك قنوات خاصة تمزج بين عرض السلع والأفلام لمزيد من السيطرة على السوق عبر الجذب التليفزيونى، وجاءت الكارثة عند ما اتجهوا لتدشين قنوات أكثر خلاعة متخصصة فى الرقص.. وكل هذا بعد الثورة، وكأن الأمر ممنهج ومخطط ضمن الثورة المضادة سياسيا وأخلاقيا (!). مطلوب ليس فقط غلق هذه القنوات، ولكن محاكمة من يطلقها وفقا للقانون بتهمة إفساد الأخلاق، لأن الإغلاق ليس حلا، وسوف يبثونها عبر أقمار صناعية تجارية أخرى يصل إرسالها لمصر والعالم العربى أيضا!.