* انحياز الناصريين لبشار "القاتل" استمرار لسياستهم الإقصائية * بسيونى حمادة: شعارات الناصريين عن الاستقلال والعزة للاستهلاك المحلى * إبراهيم يسرى: عيب عليكم مخالفة ضميركم الوطنى بمؤازرة سفاح * أيمن عامر: دعم بشار خيانة للثورتين المصرية والسورية معا فجّرت زيارة وفد الحزب الناصرى المصرى أمس الأول لسوريا وتكريم سفاح سوريا بشار الأسد على جرائم الإبادة للشعب السورى العديد من التساؤلات حول الدعم لسفك دماء الثوار وسط حالة من "الخرس" الإعلامى المصرى على تلك الزيارة، والتصريحات المتلفزة الصادرة عن أفراد الوفد الذى ضم أحمد حسن "رئيس الحزب الناصرى"، وإبراهيم بدراوى "رئيس حركة اليسار المصرى"، وإيهاب حسن "إعلامى". إبراهيم بدراوى قال: إن قدر سوريا وضعها فى مواجهة الحرب الهمجية الشرسة؛ نظرا لأهميتها ومركزها الإقليمى ودورها المقاوم لمشاريع الهيمنة الاستعمارية وتفكيك المنطقة، لافتا إلى أن سوريا المنتصرة ستفرض معادلات جديدة تعيد فرز القوى على المستويين الإقليمى والدولى. فيما أوضح الإعلامى إيهاب "أن التكوين المجتمعى السورى ونسيجه وتلاحمه أسهمت فى صمود سورية، وأن مصر وسوريا فى خندق واحد فى محاربة الفكر الإخوانى والجماعات السلفية الإرهابية والفكر المتطرف الذى استباح الدم العربى". سياسيون وإعلاميون أجمعوا –فى تصريحات ل"الحرية والعدالة"– على أن تلك الزيارة والتصريحات من شأنها إثارة دول الربيع العربى، كما أنها كانت كاشفة لتوجه التيار الناصرى وزيف ادعاءاته حول الديمقراطية والتعددية والسلطة الشعبية. ومن جانبه، قال الدكتور بسيونى حمادة -أستاذ الرأى العام بكلية الإعلام جامعة القاهرة وعضو المجلس الأعلى للصحافة-: إن أبعاد تلك الزيارة تحدد موقف التيار الناصرى والقومى فى مصر، مشددا على أن زيارة الحزب الناصرى وتكريمه بشار الأسد على قتله المواطنين يوميا واستخدمه العنف وارتكابه جرائم ضد الإنسانية يحاسب عليها أمام المحكمة الجنائية الدولية هو انقضاض على الفكر الناصرى الذى رفع شعارات حق الشعوب فى تقرير المصير. وأضاف حمادة: "آن الأوان للشعب المصرى أن يقرأ هذه الزيارة فى إطار ما يحدث داخل القطر؛ ليتأكد أن الشعارات المرفوعة عن الاستقلال والعزة من قبل التيار الناصرى تصلح فقط للاستهلاك المحلى والتأثير على العقل المصرى والتلاعب به". وأشار إلى أنه كان يتصور أن تلتحم الجماهير المصرية والقوى السياسية فى مواجهة بشار الأسد ونظامه لإسقاطه، ليس فقط لعربدته ضد شعبه السنى، ولكن لمواجهته لربيع عربى تنتصر فيه الشعوب لإرادتها الحرة، خاصة أن فى سوريا ثورة حقيقية. وكشف أن هذه الزيارة تنتقص من أرضية التيار الناصرى داخل الشعب المصرى، مؤكدا أن الشعب عليه الفرز بين القوى السياسية التى تعمل من أجله والتى تحقق مآرب خاصة وليس لها مصداقية حقيقية. من جانبه، قال السفير إبراهيم يسرى -عضو جبهة الضمير الوطنى-: إن تأييد الناصريين لتلك الزيارة خطأ كبير، مشيرا إلى أن عدم اعتذار قيادات التيار الناصرى عن تلك الزيارة كشف مدى تفككهم وضعف قدرتهم على التحكم فى تنظيمهم. وردا على مطالبات البعض لهم بتقديم اعتذار للشعوب العربية عن تلك الزيارة، قال يسرى: "إذا كان بعضهم يتجاهل الوضع الداخلى المصرى فكيف نطالبه بالاعتذار عن واقعة خارجية؟"، وخاطب قيادات الحزب الناصرى التى شاركت فى الزيارة قائلا: "عيب عليكم تخالفوا ضميركم الوطنى". بدوره، عدّ أيمن عامر -المتحدث الرسمى لتجمع الربيع العربى- أن فكرة دعم القومية العربية التى استند إليها أعضاء الوفد خلال زيارتهم لبشار هى مخطط غربى استعمارى من الأساس لتفتيت الأمة الإسلامية، مضيفا أن السياق التاريخى يشير لذلك، خاصة أن بشار ووالده تركا الجولان محتلة منذ 1967 وتجنبا المقاومة ضد الكيان الصهيونى، ولم يطلقا رصاصة واحدة أو صاروخ ضد المحتلين. وأوضح عامر، أنه لا توجد مقاومة سورية من قبل نظام بشار على أرض الواقع، متهما بشار بممارسة التطبيع الخفى مع الكيان الصهيونى باستسلامه وعدم المقاومة، قائلا: التاريخ والواقع يؤكدان أن بشار ومن يدعمه مطبعون مع الصهاينة على حساب القضية الفلسطينية والسورية، خاصة أن دعم بشار خيانة للثورة المصرية والسورية، وخيانة لموقف الشعب المصرى قيادة وحكومة وشعب. وقال: "المفترض أن يتبرأ التيار الناصرى الحقيقى من تلك الزيارة، وإلا سيوصم بصفات الخيانة والعار مدى الحياة"، مشيرا إلى أن عدم لقاء الوفد بالمعارضة السورية يدل على أنهم لم ينحازوا للشعب ضد ديكتاتور سفاح قتل ما يزيد عن 60 ألفا. ودعا عامر لمحاكمة أعضاء الوفد الذى زار بشار لمساندتهم للقاتل، مضيفا أن أقل ما يمكن أن يقدموه عقب زيارتهم هو الاعتذار لشعوب الربيع العربى على تحريضهم وموافقتهم على سفك الدماء السورية.