* ركاب المترو يحررون المترو.. والأهالى يشتبكون مع ملثمين أغلقوا مجمع التحرير * خبراء: ردود الفعل الغاضبة تتصاعد ضد "الإنقاذ" و"بلاك بلوك" ركاب مترو الأنفاق من أبناء الشعب المصرى، كانوا البطل الحقيقى فى معركة "محطة السادات"، أمس الأول "الاثنين"، بعد أن قام عدد من البلطجية فى زى "بلاك بلوك" بقطع خط مترو الأنفاق بمحطة السادات؛ حيث قاموا بقذف المترو بالحجارة بغرض تحطيمه، وإصابة العشرات من المواطنين، مما أدى إلى حالات إغماء بين السيدات خصوصا من كبار السن، ولكن أبى الركاب الانصياع للبلطجة، ونزل مجموعة من الشباب على قضبان المترو وقاموا برشق البلطجية بالحجارة، حتى فروا هاربين، فى ظل غياب تام للشرطة وأفراد الأمن الخاص بالمترو. وروى شهود عيان أن البلطجية قاموا بإرهاب الركاب من خلال طلقات الخرطوش التى ملأت المكان، إلى جانب تهديدهم بالسلاح الأبيض الذى كانوا يحملونه، مرددين: "مفيش شغل مفيش أمان.. كله ينزل الميدان"، فى محاولة لفرض العصيان المدنى بالقوة. على حد زعمهم. وأكدت سيدة مسنة ل"الحرية والعدالة" أن البلطجية كانوا ملثمين، ويحملون سلاحًا أبيض، ووقفوا على جانبى المحطة وقذفوا المترو والركاب بالحجارة وضربوا عليهم طلقات الخرطوش، إلى جانب الاعتداء على بعض الركاب الملتحين بالمطاوى؛ ظنا منهم أنهم ينتمون للإخوان المسلمين رغم إنكارهم لذلك. فى حين انتقد الشباب من ركاب المترو موقف الشرطة المتخاذل، والتى فرت وتركت الركاب فريسة للبلطجية الذين قاموا بتكسير نقطة شرطة السادات، وأكد عدد من ركاب المترو أن عدد الملثمين لم يتجاوز 25 شخصا، وكانت الشرطة تستطيع السيطرة عليهم، منتقدين الفوضى التى سادت البلد، واصفين الموجودين فى الميدان بالبلطجية الذين يهدفون إلى خراب البلد وعدم استقرارها بتحريض من فلول النظام السابق. كما رصدت "الحرية والعدالة" اختباء أفراد الشرطة وأمن المترو داخل المخازن، وإغلاق شبابيك التذاكر لمدة ساعة، رغم توقف القطار لمدة لم تتجاوز نصف الساعة فقط، حيث أصر الركاب على ضرورة تسيير مترو الأنفاق مرة أخرى واستكمال رحلته، وقاموا بالهتاف: "امشى.. امشى"، فى سلوك إيجابى رافض للبلطجة أو إيقاف حركة العمل والإنتاج. وبعد تلك الواقعة بقرابة الساعة، وفى تمام الرابعة عصرا قام عدد من الملثمين من الجنسين بنفس الأسلوب السابق -ويُعتقد أنهم نفس مجموعة المترو- بقطع الطريق فوق كوبرى أكتوبر لمدة تجاوزت نصف الساعة بواسطة الموتوسيكلات و"الفسبا"، فى حين استلقى بعضهم على الأرض، وقام البعض الآخر بترهيب المواطنين من خلال الأسلحة البيضاء والعصى والمواسير المعدنية. ورددوا "جيكا.. جيكا" ثم قاموا بفتح الطريق بعد تفاوض عدد المواطنين معهم لتعطل مصالحهم، واتجهوا فى مسيرة إلى ميدان التحرير، حيث أماطوا اللثام عن وجوههم فور دخول الميدان، مرددين هتافات مناهضة للرئيس وجماعة الإخوان المسلمين. وعلق الدكتور قدرى سعيد -رئيس وحدة الدراسات الأمنية بمركز الأهرام للدراسات السياسية الإستراتيجية- على هذه الأفعال قائلا: إن أعمال العنف جريمة واضحة للعيان لا علاقة لها بالثورة وذكرى التنحى، وما فعلوه هو إجرام وعقوبته واضحة بقانون العقوبات، مطالبا بالقبض عليهم ومحاكمتهم وفقا للقانون فورا، وبشكل رادع؛ لأن غلق المجمع يؤدى لتعطيل لصالح الناس بجميع محافظات مصر من الإسكندرية إلى أسوان، ويعطل حركة السفر. وطالب قدرى وسائل الإعلام بمعالجة هذه الجرائم بهذا الوصف ومن هذه الزاوية بوصفها جرائم مدانة لا علاقة لها بتاريخ ولا جغرافيا ولا ثورة، بل جريمة فى حق المواطنين فى الحياة والعيش وتسيير أمورهم اليومية. من جانبه، قال الدكتور غباشى محمد غباشى -نائب رئيس المركز العربى للدراسات السياسية والإستراتيجية-: إن فكرة العصيان المدنى وسيلة من وسائل التعبير عن الرأى، وهى أعلى درجات الاعتراض على السلطة، ولكن تلك الخطوة تكون بالتراضى بين موظفى المنشأة وبإرادة الناس وهم أصحاب القرار، ولا يتم إجبار أحد على تنفيذه من بين الموظفين أنفسهم. وأكد غباشى أن ما يقوم به مدعو الثورية بغلق مجمع التحرير وإيقاف جهاز المترو وغلق الكبارى والطرق، ليس له صلة بفكرة العصيان المدنى، بل إن ما يقومون به بلطجة وجريمة يحاسب عليها القانون، وهم يدعون أنه "عصيان مدنى" ليعطوا له الغطاء السياسى، فليس هناك "عصيان مدنى بالإكراه".