مش عيب إن الواحد فى مثل هذه السن يبحث عن وظيفة أو "سبوبة" يأكل منها عيش، وهى طبعا معارضة بالنهار و"سبوبة" محاماة بالليل مع شركاء المصير وممولى جبهة الإنقاذ. البرادعى عنده علاقات كثيرة يريد أن يستفيد منها، وسامح عاشور زعيم النقابة شريك محتمل ومرغوب للبرادعى فى مجال المحاماة، خصوصا أن لديه خبرة كبيرة فى المحاكم والقضايا والمواضيع ذات العلاقة "شئون التسليك القانونى". السؤال المهم هو فى أى تخصص سيعمل البرادعى أأو مكتبه، وأتصور والله أعلم أنه سيعمل فى مجال الاستشارات للشركات التى ستأتى لمصر، خصوصا المرتبطة بالمعونات، وهكذا سيحل محل منى ذو الفقار، التى كانت تقوم بهذا الموضوع عبر لجنة السياسات الهالكة. ومش بعيد يقوم أخونا البرادعى المحامى باستخدام مكتبه كواجهة يتحرك من خلالها كناشط سياسى ومحرك للعنف والاعتصامات وتعطيل المترو والمواصلات، ويبقى طلة رسمى ومن خلال مكتب محاماة معروف وصاحبه مشهور واسمه البرادعى المحامى وشركاه. ومفيش مانع إن مكتب البرادعى يكون وكيل عن جماعة "بلاك بلوك" والبلطجية وعن النساء اللواتى تم التحرش بهن، وعمن تحرش بهن فى الوقت نفسه من باب الدفاع عن حقوق الإنسان، وكله بالطبع بثمنه، وإذا كان سامح عاشور كان مدافعا عن مصابى الثورة ثم مدافعا عن البلطجية، ويحيى الجمل نائب رئيس وزارة الثورة ومدافعا عن أبناء المخلوع فما ضير البرادعى لو فعل ما يريد؟! لكن اللافت للنظر أن البرادعى المحامى الليبرالى أقسم اليمين أمام سامح عاشور المحامى الناصرى أو اليسارى رغم معارضة مجلس النقابة؛ لأن الرجل أى البرادعى لا يعمل بالمحاماة، ولكنه أراد أن يقسم وتظهر صوره فى الصحف والمواقع وهو يقسم، ولعلها بشرى خير يمكن أن تفتح له باب القسم الرئاسى "الشر برة وبعيد". البرادعى المحامى قد يكون أفضل حالا من البرادعى السياسى، فالمحامى يمكنه شأن كبار المحامين فى بلدنا اللعب بأوراق القضية وفتح طرق شيطانية لإخراج المتهم بريئا من كل التهم، براءة الذئب من دم بن يعقوب، بينما السياسى مثل البرادعى لا يمكنه فعل ذلك؛ لأن أدوات العمل السياسى مراقبة برقابة شعبية صارمة وربما رقابة إعلامية وإن كانت أقل صرامة مع البرادعى وشركاه. عموما تهانينا.. ونتمنى للبرادعى المحامى إن ربنا يفتح عليه ويزيده من فضله، وينسى موضوع السياسة؛ لأنه فعلا كبير عليه. ----------------------- د. حمزة زوبع [email protected]