استثمرت وزارة الخارجية المصرية الحدث الكبير بانعقاد القمة الإسلامية، في عقد الكثير من اللقاءات الثنائية مع الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي؛ وذلك دفعا للعلاقات الثنائية وتحقيقا للمصالح المشتركة، خاصة مع استلام مصر رئاسة القمة الإسلامية التي تعقد على أرضها للمرة الأولى. استقبل وزير الخارجية محمد كامل عمرو، مساء أمس الثلاثاء، نظيره اللبناني عدنان منصور الذي شارك في الاجتماعات الوزارية التحضيرية للقمة الإسلامية فى القاهرة. وبحث الوزيران تطورات الوضع في سوريا وتأثيراته على الساحة الإقليمية، وأعرب وزير الخارجية عن حرص مصر من ناحية على ألا يتأثر لبنان بتلك التطورات، ومن ناحية أخرى بإنهاء معاناة الشعب السوري بأسرع ما يمكن. وقد تناول الوزيران عددا من الأمور المرتبطة بالعلاقات الثنائية بين البلدين التي تتطور بشكل مستمر في ضوء القرب الجغرافي، وتنوع أوجه علاقات البلدين بين المجالات التجارية والثقافية والسياحية وغيرها. على صعيد متصل التقى في ذات اليوم وزير الخارجية بوسيط الدولة فى بوروندى محمد روكارا الذى يرأس وفد بلاده فى القمة الإسلامية، ويزور مصر حاملا رسالة موجهة إلى السيد رئيس الجمهورية من رئيس بوروندى تابو عبد الله وزير المالية البوروندى، حيث تناولت المقابلة تطورات العلاقات الثنائية بين البلدين وملف مياه النيل. وقد أكد وزير الخارجية خلال المقابلة حرص مصر على تعزيز التعاون مع بوروندى فى مختلف المجالات، خاصة في ظل الروابط والمصالح المشتركة بين البلدين. كما تناول وزير الخارجية أوجه التعاون القائمة بين البلدين سواء من خلال الدعم الفنى والمساعدات التى يقدمها الصندوق المصري للتعاون الفنى مع إفريقيا أو فى إطار المبادرة المصرية لتنمية دول حوض النيل والتى تشمل مشروعات فى مجالات الصحة والموارد المائية والكهرباء والتنمية البشرية. كما أعرب عمرو عن مؤازرة مصر للجانب البوروندي فى مواجهة تداعيات الحادث الذى وقع فى العاصمة بوجمبورا مؤخرا، وأدى إلى تدمير السوق الرئيسية بالعاصمة؛ مؤكدا اهتمام مصر بالحفاظ على التنسيق الوثيق بين دول حوض النيل، وعلى إنجازات مبادرة حوض النيل، وأن العلاقات القوية والتاريخية التي تربط بين مصر ودول الحوض تؤكد أهمية التوصل إلى توافق حول المسائل العالقة فى الاتفاقية الإطارية، وبما يؤمن حصة مصر المائية باعتبار أن نهر النيل هو شريان الحياة فى مصر، ويحقق في ذات الوقت التنمية المنشودة لشعوب دول حوض النيل كافة. من جانبه أكد محمد روكارا ذلك، معبرا عن إدراك بلاده لأهمية نهر النيل بالنسبة لمصر وحرصها على تأمين المصالح المائية المصرية. وأيضا على هامش الاجتماعات الوزارية لمنظمة التعاون الإسلامي تحضيرا لاجتماعات القمة التى تستضيفها القاهرة، استقبل محمد عمرو وزير الخارجية، الإثنين الماضي، عدة وزراء خارجية. وعلى هامش القمة استقبل عمرو كلا من وزير خارجية الصومال ونائبه وزير خارجية سيراليون، حيث تركزت المناقشات على تنمية العلاقات الثنائية مع البلدين، كما تطرقت إلى الأوضاع على الساحة الإفريقية وإمكانات مساهمة منظمة التعاون الإسلامي فى إيجاد تسويات سياسية للأزمات المختلفة التى تعانى منها القارة، وكيفية تعظيم الاستفادة من الطاقات والقدرات التى تملكها إفريقيا فى خدمة مصالح الشعوب الإفريقية. كما استقبل وزير الخارجية كذلك وزير خارجية كل من قرغيزيا وبنجلادش، وتداول معهما حول كيفية تحقيق الأهداف المشتركة للدول أعضاء منظمة التعاون الإسلامي والدفع بالقضايا التى تهم العالم الإسلامي إلى مصاف الأولويات على المستوى الدولي، كما تطرق النقاش إلى كيفية إعطاء دفعة للعلاقات الثنائية فى المجالات التجارية والثقافية وعدد آخر من مجالات التعاون مع كل من قرجيزيا وبنجلادش التى يجرى إعداد مذكرات تفاهم حولها. علاوة على ما سبق، استقبل وزير الخارجية وزيرة خارجية جامبيا وبحثا تعزيز التعاون الثنائى وتطوير الأطر التعاقدية المنظمة للعلاقات بين البلدين. على صعيد متصل، أصدرت وزارة الخارجية بيانا صحفيا قالت فيه إنه من منطلق أواصر الصداقة والأخوة التى تجمعها بالأشقاء فى مملكة البحرين الشقيقة ومتابعتها للجهود الحثيثة الجارية لتحقيق التوافق الوطنى البحريني، فإن مصر ترحب بالدعوة التى وجهها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستئناف الحوار الوطنى التوافقى، وتعرب عن أملها فى نجاح جهود التوافق الوطنى وترسيخ دعائم الاستقرار فى هذا البلد الشقيق.