عندما يلتبس عليك الأمر ولا تعرف الصح من الخطأ فى ظل حالة السيولة السياسية والأمنية والفوضى الحالية.. اسمع رأى عدوك فى الخارج.. مع مَن يقف؟ ومصلحته مع من؟ وحينها ستعرف من الصح ومن الخطأ فى بلدك!!. اسمعوا هذه التصريحات الصهيونية لتتأكدوا أن "إسرائيل" هى صاحبة المصلحة الأبرز فيما تشهده مصر الآن من اضطرابات، وأنها ليست فقط تقف موقف المتفرج، ولكنها عنصر فاعل ومؤثر لإثارة الفوضى ونشر الفتن، وأيضا تشجيع الدعوات المخبولة لفصل أجزاء من مصر وإعلان استقلالها مثل "النوبة". سيلفان شالوم -نائب نتيناهو- قال لإذاعة الجيش الإسرائيلى: على أوباما إصلاح خطأه ضد مبارك واستغلال أحداث مصر والمساعدة فى التخلص من مرسى!. والتليفزيون الاسرائيلى قال أمس الأول: إن هناك حالة من الاستنفار جارية فى ديوان نتنياهو لاستغلال أحداث مصر لدفع حملة لنزع الشرعية الدولية عن حكم مرسى، والقناة الأولى للتليفزيون الإسرائيلية قالت: إن وزير الخارجية الإسرائيلى الأسبق موشيه أرنس دعا "العالم الحر" لاستغلال ما يجرى فى مصر "لنزع الشرعية عن مرسى". وتذكروا هنا ما يقوله بعض المنتسبين لجبهة الإنقاذ حول ضرورة نزع الشرعية عن الرئيس مرسى، وإسقاط حكمه ورحيله!. تليفزيون إسرائيل قال أيضا: إن نتنياهو كلف بالفعل رئيس مجلس الأمن القومى بالتنسيق مع السيناتور الجمهورى راند دول لشن حملة لنزع الشرعية الدولية عن مرسى، وأن السفير الإسرائيلى فى واشنطن "م.أورن" يعمل على مدار الساعة لدفع تشريعات فى الكونجرس لمعاقبة مرسى. وأن يعكوف عامى درور -رئيس مجلس الأمن القومى الإسرائيلى- بدأ بالفعل ينسق مع السيناتور الجمهورى راند دول فعليا؛ لشن حملة نزع الشرعية الدولية عن مرسى، بتعليمات من نتنياهو والمنظمات اليهودية، وقالوا: إن نوابا فى الكونجرس يعكفون كذلك على مبادرة لفرض مقاطعة دولية على مرسى بطلب من نتنياهو! موشيه يعلون -نائب نتنياهو- قال للإذاعة العبرية أيضا: إن الاضطرابات فى مصر هدفها شل الاقتصاد.. وإن إنقاذ حكم مرسى يتوقف على نمو وتطور الاقتصاد، ويجب على الغرب عدم السماح بذلك! كذلك قال يحزكل درور –وهو أبو الفكر السياسى الإسرائيلى-: إن تجاوز مصر المرحلة الانتقالية الحالية بسلام سيكون تطورا سلبيا لنا، بغض النظر عن الهوية الأيديولوجية لنخبتها الحاكمة، أى سيجب منع الاستقرار والهدوء فى مصر! وهناك دراسة أعدتها جامعة بار إيلان الإسرائيلية، أكدت فيها أنه "يجب استغلال مخاوف الأقليات فى العالم العربى من صعود الإسلاميين ونسج تحالفات معها". وأخيرا.. أقول للذين يستبعدون الدور الإسرائيلى فيما يجرى فى محيطنا العربى.. إن عليهم أن يطلعوا -كما ينصحنا زميلنا د. صالح النعامى، المتخصص فى الشأن الإسرائيلى- على ما جاء فى كتاب "تسئيليم.. صدمة وحدة سييرت متكال"، الذى تناول الاستعدادات التى أجرتها وحدة "سييرت متكال" لتنفيذ خطة لاغتيال صدام حسين عام 1991، وقد ألغيت هذه الخطة بعد أن قتل 5 من عناصر الوحدة فى التدريبات. و"سييرت متكال" للعلم هى وحدة هيئة الأركان المختارة، واسمها الرسمى "الوحدة 269"، وهى مسئولة عن جمع المعلومات خلف خطوط أعداء "إسرائيل"، أى على أرضنا. أما أهم ما جاء فى هذا الكتاب، فهى عبارة وردت على لسان المؤلف عومرى أسانهيم، يقول فيها: "لقد تشكلت وحدة "سييرت متكال" من أجل تصميم العالم العربى وفق ما يرتأيه العقل اليهودى".. وهذا يعنى أن "آلية عمل إسرائيل تجاه العالم العربى هى المبادرة للتأثير على مجريات الأمور فيه".. و"هذا التدخل لا ينحصر بالوسائل العسكرية، بل أيضا بالتآمر السياسى مع أطراف أخرى"!!.