* ارتفاع رسوم العلاج والأشعة ونقص شديد فى الأدوية * المرضى أغلبهم محدودو الدخل.. وقلة التوعية وتلوث المياه تزيدان الحالات * مدير مركز الكبد: المشاركة المجتمعية بالتبرع وكفالة مرضى الكبد.. ضرورة استبشر أهالى محافظة كفر الشيخ خيرا عندما تم إنشاء مركز ومعهد للكبد بمدينة كفر الشيخ منذ سنوات عدة؛ حيث تحتل المحافظة المرتبة الأولى على مستوى محافظات الجمهورية فى الإصابة بأمراض الكبد والكلى، بنسبة قد تصل إلى 25%؛ نظرا لانتشار مرض البلهارسيا بين الأهالى حتى الآن. وفى بداية عمل المعهد كانت رسوم العلاج يسيرة وفى متناول الجميع ومعظم الأدوية متوفرة، إلا أنه وبمرور الوقت تحول الحلم إلى سراب بعد ارتفاع أسعار الرسوم والنقص الشديد فى الأدوية، حتى بات الأهالى والمرضى من الكبار والصغار يعيشون مأساة حقيقية كل يوم عندما يقصدون المركز للعلاج. تكاليف مرتفعة فى البداية تقول فوزية حسين -ربة منزل ومن أهالى البرلس التابعة لمركز بلطيم بكفر الشيخ-: إن زوجى مريض بالمركز ومصاب بدوالى المرىء ولعمل منظار على المرىء، الدكتور طلب 500 جنيه تكاليف عمل المنظار"، مشيرة إلى أنه ليس فى مقدورها دفع هذا المبلغ وعندما تحدثت مع المسئولين بالمركز قالوا لها "لا بد من الدفع لأنك لو ها تعملى المنظار خارج المركز هيكلفك أكثر". وتساءلت فوزية: لماذا يعاندوننا؟؟ قائلة: "مش عاوزين يعالجونا ليه يعنى ال500 جنيه دى واقفة على المركز؟"، وطالبت المسئولين بالمركز النظر بعين الرحمة والشفقة خاصة أن كل من يدخلون المركز من محدودى الدخل وحالتهم الصحية متدهورة. وتعانى صيدلية المركز من نقص حاد فى الأدوية المتخصصة لمرضى الغيبوبة الكبدية، ويقول عمرو عبد المقصود –مريض من مركز سيدى سالم بمحافظة كفر الشيخ-: "الطبيب أعطانى روشتة لأقوم بصرفها من الخارج لأن الدواء المطلوب لا يتوفر فى المركز والغريب أننى لم أجد الدواء فى أى صيدلية وعندما طلبت من الطبيب إعطائى البديل أخبرنى أن البديل مضروب، وأن أحد المرضى أخذه ودخل فى غيبوبة، متسائلا: أعمل إيه أنا؟ وألِفّ على الدواء دا فين؟. وتأتى مراكز الحامول والرياض وبلطيم بالمحافظة من أكثر المراكز التى يوجد فيها مرضى الفشل الكبدى؛ وذلك بسبب أن آخر مصب مجرى النيل والصرف من المصانع وغيرها يمر من محافظة كفر الشيخ، وما زال هناك بعض المواطنين الأشد فقرا يغسلون أكلهم وشربهم فى البحر، والكارثة أنهم يشربون منها أيضا. وتقول منى عبد الحميد: "اكتشفنا أن بنتى شمس (18 سنة) مصابة بفيروس الكبد سى من 6 سنين والدكاترة قالوا دا من المية واختلاط مية الشرب بالصرف الصحى وماكنش معانا فلوس نبتدى العلاج ساعتها.. دلوقتى هناخد 48 حقنة مرحلة أولى علشان المرض زاد ولو كنا عالجناه من أول ما عرفنا إنها تعبانة كانت هتاخد 12 حقنة بس". دعوة للتبرع ويؤكد الدكتور مدحت الحصرى -مدير مركز الكبد- أن المركز هو المكان الوحيد على مستوى الجمهورية الذى يستقبل حالات الطوارئ التى تعانى من نزيف فى الجهاز الهضمى 24 ساعة والتى تعانى من الغيبوبة المزمنة وهم مرضى التليف الكبدى غير المتكافئ، ويتم التعامل معهم فى أقسام الطوارئ والمناظير والقسم الداخلى من ربط لدوالى المرىء والمعدة، وإذا لم يجدوا العناية المناسبة بتكون فيه وفيات كبيرة، الأمر الذى يسبب إرهاقا كبيرا على المركز سواء على الطاقم الطبى أو فى استهلاك الأدوية. وعند استفسارنا عن معاناة المرضى من عدم الحصول على الأدوية فى المركز أجابنا بأن "هذا طبيعى جدا فى المعاهد أو المستشفيات الحكومية أن يكون هناك صنف أو اثنان من الأدوية غير متوفر"، مرجعا ذلك إلى "الطبيعة البيروقراطية لنظام صرف الدواء للمستشفيات والمراكز من وزارة الصحة". وشدد مدير المركز على ضرورة رفع المشاركة المجتمعية سواء فى التبرع بأجهزة طبية وكفالة مرضى الكبد لأن غالبيتهم لا يقوى على تكاليفه الباهظة ولا يستطيع المركز توفيرها ونشر ثقافة انتقال الفيروس من شخص لآخر وطرق الوقاية منها خاصة أن المركز يمتلك جهاز التردد الحرارى والذى يقوم بالكشف المبكر للمرض. وطالب الدكتور عبد المنعم الشاذلى -استشارى أمراض الكبد بالمركز- بضرورة توفير العلاج بعقار "الأنترفيرون" لجميع المترددين على المركز من الحالات التى تنطبق عليها شروط العلاج دون أدنى تأخير، نظرا لأن تأخيرهم فى العلاج يؤدى إلى سوء حالتهم المرضية نظرا لتكسير الخلايا بشكل يومى مما يزيد من معدل التليف وتكون بداية المرض بالاستسقاء أو الارتشاح بالبطن وارتفاع نسبة الصفراء بالدم ونقص الألبومين وظهور دوالى المرىء والغيبوبة الكبدية فيكون الحل الأوحد هو زراعة كبد للمريض.