تجلى الشعب المصرى وأثبت أنه صاحب السيادة ومالك القرار وهو وحده الذى يقوم بالتصديق على أوراق اعتماد أى فصيل أو قوة سياسية، فيجب حينئذ أن ينحنى الجميع لهذا الشعب (الأستاذ) والذى وضع الجميع أمام جملة من الحقائق منها: 1- اصطفاف المصريين على تباينهم واختلاف آرائهم حول مشروع الدستور فى صفوف انتخابية واحدة فى ملحمة وطنية رائعة دون عنف أو تطاحن ليبدد أكاذيب النخبة حول حالة انقسام وانشطار المجتمع المصرى كما روجت فضائيات (مسيلمة) وشركاه. 2- انحياز أهل سيناء شمالها وجنوبها إلى التصويت لصالح مشروع الدستور اتساقًا مع موقف القوى الإسلامية يسقط بوعى أكذوبة أن هذه القوى ستفرط فى سيناء لتوطين الفلسطينيين. 3- أن التيار الإسلامى بكل فصائله هو الأكثر ديمقراطية من فصائل الليبراليين والعلمانيين واليساريين. إذن نحن بصدد حدث تاريخى بالفعل فقد أصبح لمصر دستور صيغ بإرادة حرة وخط بمداد من دماء شهداء مصر الأبرار وعرق المخلصين من أبناء مصر المجيدة. والتحية لشعبنا العظيم الذى أبى إلا أن يعلن عن نفسه بشموخه وإبائه متعاليًا عن أهواء النخب التى تعزف على ناى الأغاليط متجاهلًا الأصوات النشاز الغريبة عنه، المتحدثة بلغة لم يعرفها عبر تاريخه الطويل مستخفة بعقله متصادمة مع مزاجه ورغبته فى أن يُحكم فى إطار قيمه الأصيلة. وستبقى مصر يا سادة أكثر رقيًا، مصر النيل والغيط، مصر الوادى والصحراء، مصر العامل والفلاح، مصر الفكاهة والدموع فى المآقى، مصر الشهداء والكادحين، مصر أولاد البلد والبسطاء، مصر الدكان والمول والسويقة، مصر الحارة والحى الراقى، مصر المسلم والمسيحى، مصر الجلابية والبدلة، مصر المآذن وعمائم الأزهريين، مصر الألم والأمل، خلطة مصرية عجيبة، مصر المحروسة دائمًا وأبدًا إن شاء الله، فهى تعيش أجمل لحظات حياتها لحظة ميلاد أعظم دستور لأعظم شعب، تريدها فرحة تزداد بالانطلاق الجاد فى لم الشمل وتقدير المسئولية الوطنية والعودة إلى الرشد والصواب من أجل الارتقاء إلى مستوى التحديات التى تحيط بالوطن كله والأمة جمعاء. بصراحة «عايزين عقيقة وسبوع» لدستورنا الوليد، مائدة تجمع كل المصريين وحلوى وفرحة كى نكون جميعًا للوطن حراسًا ولحلمنا الكبير رعاة وبعرقنا معًا، نصنع الغد وحتمًا سيكون ولو كره المجرمون وتربص المتربصون وعظيمة يا مصر. ----------- ياسر حسانين عضو مجلس الشورى