اليوم أصبح بإمكانك أن تؤسس حزبك السياسى الجديد دون أن تتقيد بشروط قد لا تتوفر لدى حزب ناشئ، ودون ترقّب قرار يصدر من جهة حكومية قد توافق أو ترفض. اليوم بإمكانك أن تصدر صحيفتك الجديدة دون قيد أو شرط أو انتظار لشروط تعجيزية، ودون أن تستجدى أحدا أن يوافق على إصدارك للصحيفة، ومن غير أن تستجدى أحدا الموافقة أو تطلب توسط نافذ ليسهل لك المهمة. اليوم انتقلت مهمة التشريع وإصدار القوانين من رأس السلطة التنفيذية عن طواعية والتزام بحكم الشعب وقراره إلى مجلس الشورى بصورة مؤقتة لحين انتخاب مجلس نواب جديد. اليوم لم يعد من صلاحيات رأس السلطة التنفيذية أن يصدر قرارات استثنائية أو إعلانات دستورية يتفق الناس عليها أو يختلفون؛ فهناك دستور واضح المعالم محدد الاختصاصات يفصل بين السلطات. اليوم أصبح الطريق ممهدا لسير الجميع فى اتجاه الإنجاز الاقتصادى، وبات الطريق ممهدا أمام مؤسسة الرئاسة والحكومة لجذب الاستثمارات والاهتمام بمشاكل المواطن البسيط التى تاهت فى أتون الأزمات السياسية المتلاحقة التى يسعى البعض إلى إشغالنا بها. اليوم أصبح الطريق ممهدا لاستكمال مؤسسات الدولة فى ظل وجود رئيس دولة منتخب ودستور وافق عليه الشعب، ومؤسسة تشريعية منتخبة تقوم بمهمة التشريع الكامل بصورة مؤقتة لحين استكمال بقية المؤسسات التشريعية بانتخاب مجلس نواب جديد. اليوم أصبحت مصر بصورة رسمية دولة مدنية تحكمها مؤسسات مدنية وتساهم القوات المسلحة فيها بأشرف دور وأغلى مهمة تتمثل فى حماية حدود الوطن والحفاظ على أمنه بعيدا عن معترك العمل السياسى وخلافاته. اليوم أصبح من حق الشباب أن يشارك على نطاق واسع فى المؤسسات النيابية المنتخبة عند سن الخامسة والعشرين ويشارك فى المجالس المحلية عند سن واحد وعشرين عاما. اليوم أصبح للفقير حق معلوم فى العمل والمشاركة فى دورة الإنتاج إذا كان عاطلا، والأجر المناسب والعناية الصحية الكافية إذا كان عاملا، والكفالة الكاملة من الدولة إذا كان عاجزا عن العمل. اليوم أصبح للمؤسسات الرقابية رأس ينسق بينها ويتعرف إلى تفاصيلها دون أن يفلت من العقاب من يستوجب العقاب ومن غير أن يروغ من المسئولية من تجب محاسبته. اليوم لن يكون هناك مجال لإهدار المؤسسات المنتخبة أو جهود الشعب ومبادرته أو هدم المؤسسات بعد تشكيلها بحجج واهية وأسباب لا ترقى إلى المستوى الذى يسمح لها بمواجهة إدارة الجماهير.