يختلفون فيما بينهم ويتفقون على معاداة التيار الإسلامى "موسى" فلول يدّعى الثورية ويطمع فى مكاسب شخصية "صباحى" حذّر المستثمرين الأجانب لأنه يجهّز لثورة ضد الشرعية "حمزة" حشد البلطجية وموّلهم لاقتحام قصر الرئاسة "البرادعى" طالب الغرب بالتدخل والجيش بالانقلاب "رءوس الفتنة" الذين يدّعون أنهم قوى معارضة سياسية تستمد قوتها من الشارع، وتعمل بالحوار والتظاهر السلمى، ويتشبثون بالديمقراطية وقواعدها فى اللعبة السياسية، وأن يكون الشعب صانع الثورة المصرية هو مصدر السلطات وصاحب الكلمة الأولى والأخيرة وصاحب قراره وإرادته الحرة فى الانتخابات بجميع أنواعها والاستفتاءات أيضا. ولكن حين تخالف هذه الديمقراطية وقواعد اللعبة السياسية مصالحهم وأطماعهم فى السلطة تجدهم لا يعترفون بها ويطالبون بالتظاهرات والاعتصامات والعصيان المدنى، ضاربين برأى الشعب وكلمته عرض الحائط، مدعين أن الشعب لا يعرف مصلحته، ولكن فى الحقيقة هم يسعون إلى مصلحتهم الشخصية دون النظر لمصلحة الوطن؛ لأنهم طالبو سلطة وليس مصلحة عامة. ولأن رصيد تلك الشخصيات، وعلى رأسهم: عمرو موسى، ومحمد البرادعى، وحمدين صباحى، وممدوح حمزة،فى الشارع لا يرتقى إلى كونهم متحدثين باسمه، فهو –أى الشارع- دائما يلقنهم دروسا فى فنون الديمقراطية ويضعهم فى حجمهم الطبيعى، سواء فى الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية أو الاستفتاء التى يخرج فيها الشعب بإرادة حرة نزيهة لقول كلمته التى تصب دائما فى مصلحة الوطن واستقراره وتنميته ونهضته. نتناول من خلال هذا التقرير ما تريده "رءوس الفتنة" من إفشال ثورة يناير، ومحاولات إسقاط الشرعية والرئيس المنتخب، وإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار فى البلاد، على الرغم من أن هذه المرحلة دقيقة تتطلب الاحتشاد خلف القيادة السياسية المنتخبة للانتهاء من المرحلة الانتقالية والدخول فى مرحلة الديمقراطية وبناء المؤسسات. عمرو موسى عمرو موسى المرشح الخاسر فى انتخابات الرئاسة، هو رمز من رموز النظام البائد؛ حيث عمل وزيرا لخارجية المخلوع فى الفترة من 1991 وحتى 2001 ثم أمينا عاما سابقا لجامعة الدول العربية، فى عهد المخلوع أيضا منذ عام 2001 وحتى 2011، وظلت خلالها القضية الفلسطينية والعديد من القضايا العربية حبيسة الأدراج لا يتخذ فيها قرارات مهمة. يدّعى الثورية الآن، ونسى أنه نزل للتحرير فى أعقاب ثورة 25 يناير ليطلب من الثوار أن يعطوا مبارك مهلة وهدنة ولكنهم طردوه شر طردة؛ لأنه حينما سُئل: إن كان سيعطى صوته لمبارك إذا ترشح للرئاسة مجددا أم لمرشح آخر؟ فأجاب أن صوته لمبارك؛ لأنه يدرك جيدا طريقة إدارته للأمور، وطالب ببقاء مبارك حتى نهاية فترة ولايته. ونشرت إحدى المواقع وثيقة تُدين عمرو موسى فيما يتعلق بتورطه فى تصدير الغاز إلى الكيان الصهيونى، حيث اعترف موسى بأنه طالب بتصدير الغاز المصرى لإسرائيل لدعم موقف المفاوضين العرب، وكان رد موسى وقتها: طالما وثائق الحكومة يتم فتحها فسنطالب بفتح الملفات بالكامل. وذكرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية، أن لقاء جمع بين موسى ورجل الأعمال الإسرائيلى رامى ليفى فى 4 نوفمبر الماضى بمنزل رجل الأعمال الفلسطينى منيب المصرى ب"نابلس"،وأشارت إلى أن اليهودى هو نجم حزب الليكود الجديد، وكان مفاد البيان الصادر عن اللقاء هو أنه يهدف إلى خلق تحالف دولى عربى إسلامى يهودى لكسر الجمود الذى يصيب عملية السلام، وخلق مبادرة جديدة، وتخفيف الضغط من على عاتق القيادة الفلسطينية، إلا أن موسى نفى التعامل مع الاحتلال الإسرائيلى فى وسائل الإعلام، ووصفها بالشائعة!. وفى الوقت الذى كان من المفترض أن يستمر فيه موسى داخل الجمعية التأسيسية للدستور ويناقش ويعرض وجهة نظره ويرفض ما يريد أن يرفضه، انسحب من الجمعية التأسيسية ودعا للانسحاب منها رافضا مشروع الدستور الجديد دون سبب واضح أو أن يقدم بديلا لما يعترض عليه. وعندما أصدر الرئيس مرسى الإعلان الدستورى فى نوفمبر الماضى انضم موسى لجبهة الإنقاذ الوطنى، ودعا للاعتصامات والإضرابات، ورغم أنه صرح أن الوقت المتبقى للحوار قليل جدا، وينبغى استثماره، إلا أنه غاب عن الحوار الوطنى الذى دعا له الرئيس للخروج من الأزمة السياسية التى تمر بها البلاد، ورفض الاستفتاء على الدستور رغم أن الرئيس ألغى الإعلان الدستورى. حمدين صباحى يعد حمدين صباحى مؤسس التيار الشعبى والمرشح الخاسر فى انتخابات الرئاسة، رأسا من رءوس الفتنة فى مصر، والمحرض الأكبر للانقلاب على الشرعية، وعاملا أساسيا فى اشتباكات "قصر الاتحادية" التى راح ضحيتها 9 شهداء من شباب الإخوان و1450 مصابا بعد استعانته و"جبهة الإنقاذ الوطنى" –كما يسمونها- بالبلطجية فى مواجهتهم. يتضح ذلك جليًّا عند إمعان النظر فى تصريحاته الأخيرة بشأن الإعلان الدستورى والدستور، ورفضه لدعوات الحوار الوطنى ودعوته لمليونيات لتصعيد الأمر حتى لا تنتهى الأزمة السياسية وألا تصل البلاد إلى مرحلة الاستقرار. وأوضحت بعض الفيديوهات التى تم تداولها على الإنترنت أن مستثمرا أمريكيا يدعى تشارلز روزوت -نائب رئيس شركة أوراكل، وكان ضمن وفد رجال الأعمال الأمريكيين الذين قدموا إلى القاهرة لبحث آفاق الاستثمار– أعلن أن صباحى والمعارضة حذروا الوفد الأمريكى فى أثناء لقائهم من الاستثمار فى مصر بحجة عدم توافق المصريين على تشكيل الجمعية التأسيسية، واحتمال قيام ثورة جديدة ضد الرئيس مرسى للسبب ذاته!!. هو عضو ب"الجبهة الوطنية لإنقاذ مصر" التى أعلنت رفضها حضور الحوار الذى اقترحه رئيس الجمهورية، وتعقيبا على الحوار الوطنى.. قال حمدين: "لا حوار مع الرئاسة إلا بعد سحب الإعلان الدستورى.. ولن نقبل أن تضيع أبسط معانى الديمقراطية من أجل إعلان دستورى، يرسخ لدولة الاستبداد تحت مسمى القصاص للشهداء!". وفى تصريحات أخرى شدد صباحى على أن المعتصمين لن يغادروا الميدان حتى إسقاط الإعلان الدستورى، وإن لم يسقط فالاتحادية هى الهدف التالى كخطوة تصعيدية.. وأضاف: "لن نسمح بالاستفتاء على دستور غير متوافق عليه.. نحن كتيار شعبى ضد خروج دستور دون توافق". ممدوح حمزة يعتبر الناشط السياسى ممدوح حمزة الممول الأول للتظاهرات التى يُحشد لها البلطجية من المحافظات كافة للتظاهر فى ميدان التحرير ضد الشرعية المنتخبة فى البلاد، لدرجة أنه أعلن منذ أيام -وعلى الملأ- أنه يمول المعتصمين فى التحرير بكل شىء حتى الملابس الداخلية. وبعد رفضه المشاركة فى الحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس محمد مرسى.. جاء رده لوسائل الإعلام: "إن ما تم من حوار مع الرئيس محمد مرسى لم يمثل فيه أى من القوى الوطنية، وفصيل واحد (الإخوان المسلمون) هو الذى حضر، ونتيجة الحوار ليس حلا للأزمة؛ لأن الاستفتاء سيتم فى موعده"، مضيفا أن مَن ذهب للتفاوض مع مرسى لا يمثل إلا نفسه ولا يمثل القوى المعارضة الموجودة فى الشارع. واتهم ممدوح حمزة كل من يقبل الحوار قبل إسقاط الإعلان الدستورى بالخيانة.. وقال: "إن هناك أفكارا مطروحة على القوى الوطنية فى حال عدم استجابة السلطة لمطالب الميدان فى مقدمتها العصيان المدنى". وفى سابقة خطيرة حرّض حمزة متظاهرى ما يسمى "جبهة الإنقاذ الوطنى" باقتحام القصر الرئاسى وإعلان مجلس رئاسى مدنى كما حدث فى دول أخرى.. وعن محاولاته لإسقاط الشرعية عرض حمزة -وفى جرأة شديدة- على الهواء مباشرة التفاصيل الدقيقة لمخطط الإطاحة بالرئيس محمد مرسى وتشكيل مجلس رئاسى من حمدين صباحى وعمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح، ويكون برئاسة الدكتور محمد غنيم، مشيرا إلى أن المخطط كان يتضمن إلزام الرئيس بإلغاء الإعلان الدستورى والاستفتاء على الدستور فورا، وإن لم يستجب يتم تشكيل مجلس رئاسى مدنى، وذلك بعد قيام مجموعات من المتظاهرين باقتحاممقر الرئاسة فى الاتحادية، ووضع المجلس الرئاسى وإعلان ذلك للعالم، مع تحريك مجموعات لمهاجمة بيت الرئيس محمد مرسى واقتحامه، وتحريك مجموعات فى محافظات مختلفة للاشتباك مع مؤيدى الرئيس مرسى، وهذا الفيديو يتم تداوله الآن على شبكة الإنترنت. وهذه ليست المرة الأولى التى يمارس فيها حمزة التحريض ضد مؤسسات الدولة المنتخبة والشرعية، فقد أحيل داعية الفتنة منذ أشهر عدة إلى النيابة العامة ببلاغ مماثل، إلا أن النائب العام السابق عبد المجيد محمود قام بحفظ التحقيقات!! (محمد البرادعى محمد البرادعى رئيس حزب الدستور والمنسق العام لما يسمى ب"جبهة الإنقاذ الوطنى"، الذى ترأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وحمّله البعضُ مسئوليةَ دخول قوات الاحتلال الأمريكية لدولة العراق الشقيقة.. تقدم لانتخابات الرئاسة ثم انسحب منها بادعاء أنه لا يوجد ديمقراطية ثم عاد ليترأس حزب الدستور ويبدأ فى تهييج الأحداث فى محاولة منه لإسقاط النظام الشرعى؛ لأنه على خلاف مع التيار الإسلامى. واعتبره البعض أحد الرءوس المحركة للأحداث بشكل أو بآخر، وله العديد من المواقف التى صدمت الكثيرين من مؤيديه قبل معارضيه، ومنها حواره مع "دير شبيجل" الصحيفة الألمانية، الذى أعلن فيه عن سبب انسحاب الليبراليين من الجمعية التأسيسية.. فكان رده: لأننا جميعا نخشى من أن الإخوان المسلمين سيمررون وثيقة (الدستور) ذات طابع إسلامى يهمش من حقوق المرأة، والأقليات الدينية!!.. وأضاف البرادعى: إن أحدهم يحرم الموسيقى؛ لأنها تخالف الشريعة الإسلامية.. وآخر ينكر محرقة "الهولوكوست".. وثالث يندد علنا بالديمقراطية!!! واصل البرادعى تهديداته للرئيس المنتخب محمد مرسى، قائلا: "كسرنا حاجز الخوف، ودستور يجهض حقوقنا وحرياتنا هو دستور سنسقطه اليوم قبل الغد"، دون أن يحدد خطوات التصعيد التى سيلجأ إليها. وفى محاولة لإثارة البلبلة والوقيعة بين الشعب وقواته المسلحة حذر البرادعى من تدخل عسكرى، وقال: "سلطات الرئيس مرسى الآن تفوق سلطات مبارك"، مهددا بتدخل عسكرى كأحد السيناريوهات المطروحة فى البلاد، لكنه تجاهل رفض الجهة التى ستقوم بالتدخل المنتظر. وأضاف البرادعى مخاطبا الغرب فى مقاله لصحيفة "فاينانشيال تايمز"، أن "انقسام مصر المرير بين الإسلاميين وسائر البلاد يفتح الباب لسيناريوهات مثل التدخل العسكرى، وثورة الفقراء، أو حتى الحرب الأهلية"، زَعْما بحسب قوله. واعترف البرادعى -الذى حرص فى الآونة الأخيرة على مخاطبة الغرب من خلال تصريحات وحوارات لصحف أمريكية وبريطانية وألمانية- بأن "الثوار الذين تخلصوا من الرئيس السابق مبارك يدعمهم الآن أعضاء حزبه القديم – فى إشارة إلى الحزب الوطنى المنحل- حيث اتحدوا لمعارضة المشروع الإسلامى الغامض الذى يرغب السيد مرسى ومؤيدوه أن يصنعوه من بلدنا!". وفى الوقت الذى رفض فيه محمد البرادعى الحوار الوطنى مع الرئيس، قال: "سنخرج فى الشوارع ونستخدم كل الوسائل المشروعة". وصرح البرادعى لقناة العربية أن "الحوار ممكن شريطة أن يتخلى الرئيس عن الاستفتاء المطروح يوم السبت المقبل، مراهنا على وطنية الرئيس وأن مرسى سيستمع إلى صوت الشعب، ويستجيب لطلباته"، ورغم أن الرئيس ألغى الإعلان الدستورى ودعا الشعب للاستفتاء، وأن يحتكم الجميع لكلمة الشعب ورسم خارطة طريق فى حال اتجاه نتيجة الاستفتاء بنعم أم لا، إلا أن المعارضة ترفض ذلك، وترفض الاحتكام للشعب، وتدعو لعصيان مدنى فى مشهد يظهر منه أنها لا تريد إلا مصالحها ولا تهتم بمصالح الوطن.