جاء تأسيس "الائتلاف السورى المعارض" والاعترافات الدولية المتوالية به كمسمار آخر فى نعش النظام السورى، خاصة بعدما تلافى الائتلاف -الذى تم الإعلان عنه فى الدوحة الأسبوع الماضى- سلبيات المجلس الوطنى السورى التى استغلها النظام السورى لصالحه. وما زاد من أهمية وتأثير الائتلاف السورى الوليد الاعتراف السريع به دوليًّا، رغم عدم اكتمال لجانه ومكاتبه التنفيذية. وفى إطار نشاطه الحثيث لتوسيع نطاق عمله وتمثيله للشعب السورى التقى معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف، وزير الخارجية المصرى محمد كامل عمرو، الاثنين الماضى؛ وردا على سؤال صحفى عما إذا تم الاعتراف الرسمى لمصر بالائتلاف، قال الخطيب إن قرار الجامعة العربية يتضمن هذا بالعموم. وفى سؤال ل"الحرية والعدالة" عما إذا كانت هناك توقعات باعترافات غربية بالائتلاف كممثل شرعى ووحيد للشعب السورى كما فعلت فرنسا، قال الخطيب إن ذلك سيحدث خلال فترة قريبة. ومما زاد من قوة موقف الائتلاف السورى المعارض قراره بإنشاء مقر رئيس له فى القاهرة؛ حيث أعلن الخطيب أن من بين ما تناوله مع وزير خارجية مصر وما يخص التعاون من أجل الائتلاف السورى الجديد، وكيفية حركته فى مصر وأمور فنية أخرى؛ إضافة إلى وضع لمسات لبعض الأمور المتعلقة بالجالية السورية فى مصر. وعلى الصعيد العربى، اعترفت جامعة الدول العربية بالائتلاف الوطنى السورى بصفته الممثل الشرعى للمعارضة السورية والمحاور الأساسى للجامعة العربية؛ بينما اعترفت دول مجلس التعاون الخليجى به بصفته "الممثل الشرعى للشعب السورى". على الصعيد الغربى اعتبر الاتحاد الأوروبى الائتلاف السورى المعارض لنظام الرئيس بشار الأسد "ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السورى"، وذلك فى ختام اجتماع له فى بروكسل. وأكد الاتحاد الأوروبى فى بيان له استعداده لدعم هذا الائتلاف الجديد فى جهوده وعلاقاته مع المجموعة الدولية، مطالبين قادة الائتلاف الاتصال بالمبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمى وتقديم برنامجهم السياسى له "من أجل تأمين بديل من النظام الحالى يتمتع بالمصداقية". وكانت فرنسا وإيطاليا من أولى البلدان التى اعترفت بالائتلاف ممثلا شرعيا "وحيدا" للشعب السورى. فقد استقبل فرانسوا هولاند، الرئيس الفرنسى معاذ الخطيب، واتفقا على تعيين سفير للائتلاف فى باريس، وقد أثار هذا الأمر النظام السورى، الذى اعتبر على لسان وزير المصالحة الوطنية السورى "على حيدر" إياه عملا عدائيا تجاه سوريا، واتهم نائب رئيس الوزراء السورى "قدرى جميل" فرنسا ب"السعى إلى إضفاء الشرعية على تقديم السلاح إلى الائتلاف الذى يرفض حل الأزمة عبر الحوار". علاوة على ما سبق، فقد اعتبرت الولاياتالمتحدةالأمريكية الائتلاف المعارض الجديد ممثلا شرعيا للشعب السورى؛ لكنه ليس الممثل الوحيد. ويأتى ذلك المكسب الدبلوماسى بالتزامن مع مكتسبات أخرى ميدانية للمعارضة والثوار السوريين؛ حيث كان من أواخر تلك المكتسبات استيلاء المعارضة السورية المسلحة على معسكر للقوات الخاصة السورية النظامية يقع بين مدينة حلب والحدود التركى. وعلى المستوى التنظيمى العسكرى، أكد رئيس الائتلاف السورى المعارض أن هناك اتفاقا بين أطراف عسكرية سورية كثيرة من أجل بلورة مجلس عسكرى أعلى لتسيير الأمور العسكرية. وعن الوعود بمساعدات عسكرية قال الخطيب "الوعود كثيرة، ولكن ننتظر تفعيلها، والمجلس العسكرى هو من سينظم هذه الأمور".