نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الإثنين عن رئيس ائتلاف المعارضة الجديد في سوريا قوله إن الائتلاف قرر اتخاذ مصر مقرا له. ووقعت اطراف المعارضة السورية في 12 نوفمبر/تشرين الثاني في الدوحة، وبعد ضغوطات مكثفة عربية وغربية، اتفاقا لتشكيل ائتلاف يتمتع بالقوة والوحدة لكي يتمكن من اسقاط النظام في سوريا. وكان معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري للقوات المعارضة والثورية، يتحدث بعد اجتماع مع وزير الخارجية المصري محمد عمرو في القاهرة. ونقلت وكالة الشرق الأوسط عن الخطيب قوله "هناك قرار للائتلاف بأن تكون مصر هي المقر الرئيسي له". وأضاف الخطيب أنه أطلع وزير الخارجية المصري على نتائج جولته في باريس ولندن من أجل الحشد للشعب السوري وعبرنا عن شكرنا للشعب المصري والحكومة المصرية. وقال إنه طلب من محمد عمرو تذليل بعض العقبات التي تواجه الجالية السورية المتواجدة في القاهرة، إلى جانب تحرك الائتلاف السوري خلال المرحلة المقبلة في مصر حيث نعتبرها هى الأم والجهة الأقرب لنا. وردا على سؤال حول ما إذا كانت مصر قد اعترفت بالائتلاف أم لا، قال الخطيب إن مصر اعترفت بالائتلاف في إطار القرار الذي اتخذه مجلس الجامعة العربية منذ أيام. وقال إنه "لا توجد اعتراضات عربية على تشكيل حكومة انتقالية في الخارج برئاسة الائتلاف الوطني، طالما أن ذلك يصب في مصلحة الشعب السوري"، مضيفا أن "مصر تفتح يدها للشعب السوري". وأكد الخطيب أن "الائتلاف الوطني يسمح في نظامه الداخلي بانضمام أطراف أخرى من المعارضة مع الأخذ في الاعتبار أن الائتلاف مولود حديث، وهو الآن بصدد تشكيل لجانه التنفيذية". وأضاف أنه سيدعو "إلى اجتماع للهيئة العامة (للمجلس للوطني) بالقاهرة، في أقل من 10 أيام لإطلاق الائتلاف بهيئته الكاملة". ولم يشر بيان مقتضب أصدرته وزارة الخارجية المصرية بعد الاجتماع بمعاذ الخطيب، إلى ما إذا كان الكيان المعارض السوري الجديد سينتقل إلى القاهرة. وقال البيان "عبر وزير الخارجية عن استعداد مصر لتقديم كافة أوجه المساعدة للائتلاف السوري في المرحلة المقبل". ويأتي إقدام القاهرة على استقبال قيادة الائتلاف الوطني السوري المعارض ليسرّع من وتيرة الاعترافات العربية والدولية المتزايدة بهذا الكيان السياسي الوليد. وقال رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي خلال مؤتمر صحافي في قطر الاثنين ان بلاده تعترف بالائتلاف المعارض للنظام في دمشق "ممثلا شرعيا للشعب السوري". واضاف مونتي، طبقا للترجمة العربية لتصريحاته خلال مؤتمر صحافي مع نظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، "لقد اعترفنا بالائتلاف الذي يضم مختلف اطياف المعارضة ممثلا شرعيا للشعب السوري". وردا على سؤال حول احتمال قيام أوروبا بإرسال اسلحة الى المعارضة السورية، اجاب مونتي "هذا ليس انعكاسا مباشرا لعملية الاعتراف". واضاف دون توضيحات "يجب اخذ عوامل اخرى في الاعتبار". ومن جهته، اعتبر الاتحاد الاوروبي الاثنين الائتلاف السوري المعارض لنظام الرئيس بشار الاسد "ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري". واكد وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في ختام اجتماع الاثنين في بروكسل "ان الاتحاد الاوروبي يعتبر (الائتلاف السوري المعارض) ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري". واضاف البيان ان الأوروبيين يأملون في ان يواصل الائتلاف "العمل من دون قيود عبر الالتزام بمبادىء حقوق الانسان والديموقراطية، بمشاركة كل مجموعات المعارضة وكل قطاعات المجتمع المدني السوري". واكد البيان "استعداد الاتحاد الاوروبي لدعم هذا الائتلاف الجديد في جهوده وعلاقاته مع المجموعة الدولية". وطلب وزراء الخارجية من قادة الائتلاف الاتصال بالمبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية الاخضر الابراهيمي وتقديم برنامجهم السياسي له "من اجل تأمين بديل من النظام الحالي يتمتع بالصدقية". وقد وقعت اكثرية مكونات المعارضة السورية في 11 تشرين الثاني/نوفمبر في الدوحة اتفاقا نشأ بموجبه "الائتلاف" من اجل التصدي لنظام بشار الاسد بطريقة موحدة. وكانت فرنسا وايطاليا من اولى البلدان التي اعترفت بالائتلاف ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري. وفي ختام الاجتماع، اشار وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الى ان نظراءه الاوروبيين "اعربوا عن تعاطف كبير مع الائتلاف". واضاف ان من الممكن توجيه دعوات الى قادته للقاء الوزراء الاوروبيين في منتصف كانون الاول/ديسمبر في بروكسل، موضحا ان ذلك سيكون "خطوة مهمة".