أكد الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أنه ليس هناك غرابة في أن يأتي أحد للجامع الأزهر ليخطب فيه.. ليس هناك غرابة، إنني الآن ومنذ نحو 70 عاما وأنا اعتلي منابر الجمعة لأخطب بمساجد المسلمين. وقال في بداية خطبته بالجامع الأزهر: "لقد بدأت الخطابة في مسجد قريتي وأنا عمري 17 سنة، وأنا الآن 87 عاما من عمري، فسبعون عاما وأنا أخطب في مساجد العالم، فخطبت في مساجد آسيا وروسيا وأمريكا، خطبت في كل بلاد العالم وجوامع العالم الكبرى، ولذلك لا عجب أن أخطب في الجامع الأزهر الذي تعلمت فيه وتخرجت فيه وكنت أول خريج لكلية أصول الدين. استطرد: "ليس المهم أن أخطب أيها الأخوة ولكن المهم أن أرى الناس ويروني، فلقد حرموني أن أصلي في الجامع الأزهر وفي مساجد مصر كلها عشرات السنين، فكانت مساجد مصر محرمة عليَّ ومساجد العالم مفتوحة لي، الآن عاد الأمر لطبيعته، وطلبت أن أصلي في الجامع الأزهر أيام العدوان الثلاثي وأرسلوا إلي في قريتي من يتوسط إلى الشيخ الباقوري، فامتنعت، وقلت تأتون بي لأخطب شهرين أو ثلاثة ثم تمنعوني، وبعد ذلك استرضوني وخطبت في مسجد الشيخ الغزالي نحو سنة ثم منعوني. أضاف: "الأزهر منبر الإسلام والقرآن، ولا بد أن يعود إلى أهله ورجاله، ونحن أمة الإسلام نتحدث باسم أمة القرآن ونحن مليار وثلث المليار في العام، ويحاول أعداء الإسلام أن يقللوا من هذه الأعداد لكن الدنيا تفرض الحقيقية، العالم يتناقص والمسلمون يتزايدون، فهي أمة قوة، ومن مصادر قوتها الكثرة العددية والمادية. كما تناول القرضاوي فضل مصر الذي ذكرها القرآن خمس مرات، وهي بلد الإسلام والمسيحية والإيمان، فقام الشعب بثورته وعلم الناس أن الثورة بذل العطاء، فعلم المصريون كيف تكون الثورات، ولكن هناك أناس يريدون الاستحواذ على الشعب فهيات هيات؛ حيث انتهت العهود التي يورث فيها الآباء الأبناء الحكم. ثم تطرق القرضاوي للقضية السورية وقال: "إن بشار يستعمل الأسلحة الثقيلة في قتل شعبه وقتل الأطفال الرضع، والشعب الثوري هو من يستحق الثورة، ومع أنه لا يملك عصا ولا سلاحا إلا الحرية لكن الحكم الظالم قابل الشعب بلا رصاص والقتل وإزهاق الأرواح، مشيرا إلى أن الشعب السوري استقام على ثورته، واختار أحمد معاذ الخطيب وهو عضو اتحاد العلماء المسلمين ليكون على رأس الثورة. وشدد الشيخ القرضاوي على أن أي شهيد أقوى من أعظم مسلح في العالم، فالشهيد يملك روحه، ولن تستطيع إسرائيل المتكبرة المستكبرة في الأرض أن تذل الأمة بما تملك من أسلحة جوية وبرية ونووية. ولفت إلى أن إسرائيل الظالمة المتكبرة المتجبرة في الأرض اعتدت على إخواننا في غزة بغير حق، إلا أن يقولوا ربنا الله، مشيدا بما قام به الرئيس مرسي من استدعاء سفير مصر من إسرائيل. وقال: "نريد أن تتكاثر الدول العربية وترفع صوتها، فهي أمة لا تقبل أن يقتل إخوانها، فماذا فعل الغزيون؟، هم لم يفعلوا شيئا، ولكن إسرائيل الكافرة الفاجرة أعملت فيهم القتل، ونقول لإسرائيل إن الأمة واحدة وحدتها العبادات، فهناك أمة محمد القوية المؤمنة بربها، ولن تخر أمام استكبار إسرائيل؛ حيث تملك القرآن والإسلام ودعوة الحق والقوة والحرية والسماحة التي لا تردد فيها. أضاف: "نحن أمة مكارم أخلاق، ونريد العالم أن يتعلم، ونحن ندعو الأمة الإسلامية أن تتجمع على قلب رجل واحد" المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، وأن تتجمع على العدل لا على الظلم، وتعلِّم العالم أنها أمة واحدة تجمعها العبادات الإسلامية. وأفتى الشيخ القرضاوي في خطبته بأنه لا يجوز للمسلم أن يُعتدى على أخيه ويقف صامتا، وقال: "نقول لإسرائيل إن لك يوما؛ حيث إن الله يملي للظالم حتى يأخذه أخذ عزيز مقتدر، حيث إنهم جمعوا بين الفساد والطغيان، والله سيأخذهم أخذ عزيز مقتدر. واختتم خطبته بالقول: "علينا ونحن نستقبل عاما جديدا أن نعامل الله تعالى بصدق العمل والأمانة، ونثق أن الله سينصر المسلمين، وما عند الله خير مما عند الناس، ونقول يا رب انصرنا على الظالمين، وانصرنا على إسرئيل والقتلة وانصرنا على الظالمين في كل ظالم". ثم دعا بزوال سلطان الظلمة في سوريا، وقال: "اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، ولا أقل من ذلك.. يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث.. اللهم عليك باليهود المستكبرين وعليك بالسوريين المتكبرين في الأرض وخذ المتكبرين جميعا، اللهم أهلك دولتهم وأذهب عنهم سلطانهم". كما دعا الشيخ القرضاوي قائلا: "اللهم انصر إخواننا في غزة وفلسطين وفي مصر وسوريا وتونس والمغرب وفي ليبيا وفي اليمن وفي الصومال، وانصر إخواننا في كل مكان بالعالم". وقد قام الشيخ يوسف القرضاوي بتقديم وزير الأوقاف د. طلعت عفيفي بإمامة المصلين، وقبل قيامه بالصلاة قال عفيفي: "لا يجوز ترك الصلاة من أجل التصوير أو الإعلام، ولا بد من أداء الصلاة.. ومن تركها فهو آثم".