إبراهيم يسرى: يفتح طريقًا لتبادل الخبرات مع الدول الأخرى عبد الله الأشعل: الاستفادة من العلماء وأبحاثهم فى النهوض بالبلد وليد الحداد: يسهم فى تحقيق التنمية والنهضة هيثم محمد لسنوات طويلة ظل المصريون فى الخارج ضحية إهمال وفساد النظام السابق الذى كان ينظر إليهم بوصفهم مصدرا فقط للعملة الصعبة التى يقومون بتحويلها للبلاد، كما عانى المصريون فى الغربة من فساد المخلوع ورجاله وأجهزة الدولة، الذين لم يكن فى حسبانهم الاهتمام بأبناء الوطن فى الخارج. ولم يكن الطير المهاجر لأم الدنيا يبحث عن المال أو الجاه، ولكنه فقط غادر وطنه هربا من الفقر وبحثا عن لقمة العيش والستر الذى افتقده على أرضه، ومع ذلك لم يجد ظهرا يستند إليه أو يحميه فى الغربة خلال سنوات حكم المخلوع، لكن اليوم وفى ظل أول رئيس مصرى مدنى بعد الثورة الدكتور محمد مرسى وضع هذا الملف فى المكانة التى يستحقها، وكلف أحد مستشاريه بهذا الملف وهو د. أيمن على -مستشار رئيس الجمهورية لشئون المصريين فى الخارج- الذى أعلن أمس الأول عن تشكيل مجلس استشارى يمثل المصريين بالخارج فى خطوة تعكس اهتماما ملحوظا بأنباء الوطن. وقال د. أيمن على: إن الرئيس وجه بتشكيل مجلس استشارى يمثل المصريين فى الخارج يتولى تلبية احتياجاتهم وحل مشاكلهم، وتفعيل دورهم فى عمليات التنمية الاقتصادية وزيادة الاستثمار الأجنبى المباشر، والاستفادة من تجاربهم وأفكارهم وأفكار العلماء فى الدول المقيمين بها، مشيرا إلى أن اللقاء الأول لهذا المجلس سينعقد خلال شهر تحت رعاية رئاسة الجمهورية وسيفتتح أعماله الرئيس. وأضاف أن هذا المجلس سيهتم بنقل التكنولوجيا الحديثة لمصر، وإقامة جسر حضارى يربط مصر بالكفاءات المصرية المقيمة بالخارج، وتعميق الهوية المصرية لدى الجيل الثانى من أبناء المصريين فى الخارج وربطهم بوطنهم الأم. وأوضح مستشار الرئيس أن المجلس الجديد سيكون برئاسته، وسيضم عددا من أعضاء الجاليات المصرية المقيمة بالخارج، وسيكون بمثابة هيئة استشارية مساندة لعمل الحكومة لرعاية شئون المصريين فى الخارج، وستضم أعضاء من الوزارات المعنية كمراقبين ومساندين لعمل الهيئة. تعزيز التواصل من جانبهم، رحَّب عدد من خبراء العلاقات الخارجية بفكرة إنشاء "مجلس استشارى يمثل المصريين فى الخارج"؛ حيث إنها ستعمل على ربط المصريين بالخارج بوطنهم الأم بشكل كبير، داعين إلى توفير كل ضمانات النجاح لهذا المجلس وتعزيز مشاركته مع كافة الجهات المعنية فى الدولة التى تحدث بها مشاكل للمصريين الموجودين فيها. من جانبه، يرى السفير إبراهيم يسرى -مساعد وزير الخارجية السابق- أن هذه فكرة مفيدة إذا تمت إدارتها من خلال عمل وتنظيم جيد، وقال إن المصريين الذين سيتم اختيارهم فى هذا المجلس من الخارج يمكن أن يتم اختيارهم من خلال طريقين؛ إما باختيار المواطنين الأكثر شهرة منهم أو خدمة للمواطنين، أو من خلال إجراء انتخابات بين عدد ممن يتم ترشيحهم للمشاركة فى هذا المجلس. وأضاف أن هذا المجلس من الممكن أن يعمل على إيجاد اتصال وثيق بين المصريين العاملين بالخارج وبين وطنهم، كما سيفتح العديد من قنوات الاتصال بينهم وبين المجتمع المدنى فى تلك الدول، ومن الممكن الاستفادة منه فى تبادل الخبرات ومعرفة المعلومات عن مراحل وسُبُل التقدم فى الخارج. وأوضح أن هذا المجلس إذا قام بعمله بطريقة منظمة سيعمل على تعزيز التواصل مع كافة الدوائر الخاصة فى الدول الأجنبية؛ مما سيكون من شأنه زيادة الأنشطة المتبادلة بما يصب فى صالح المصريين فى الخارج وتقديم المعونة لهم فى أوقات الشدة. وعما إذا كانت هناك دول أخرى لها تجارب مماثلة أو أنشأت مجلسًا مثل المزمع إنشاؤه من قِبَلْ مصر، أشار إلى أنه لا يوجد سوى جمعيات أهلية تقوم بتقديم أعمال خدمية فقط للمصريين العاملين بالخارج، لافتا إلى أن مهمة هذا المجلس ستختلف من دولة لأخرى. دعم الانتماء أما السفير الدكتور عبد الله الأشعل -المرشح السابق لرئاسة الجمهورية ومساعد وزير الخارجية الأسبق- فأوضح أن المصريين فى الخارج يحتاجون إلى ربطهم بالوطن من خلال مجلس استشارى أو وزارة أو هيئة حتى يشعروا بالانتماء إليه ويفيدونه فى المستقبل. ودعا الأشعل -فى الوقت ذاته- إلى النظر فى أحد المشروعات التى تعمل وزارة الخارجية عليها منذ سنوات لإنشاء ما يُسمى ب"هيئة المصريين فى الخارج"، وذلك بدلا من البدء من نقطة الصفر؛ لأن هذا من الممكن أن يسهم بشكل كبير فى فكرة إنشاء المجلس الاستشارى الجديد. وأشار إلى أهمية أن يكون اختيار المصريين العاملين فى الخارج عن طريق الانتخاب، وذلك حتى لا يخرج أحد ويقول إن السلطة جاءت بأشخاص تابعين لها أو مثل هذه الأمور. وأضاف أنه لا بد من منح هذا المجلس كل ضمانات النجاح حتى يكون له دور فعال فى الخارج، مشيرا إلى أن مهمته ستكون فى عرض مشاكل المصريين فى الخارج وطرح آلية حلها والأجهزة التى يمكن أن تشارك فى حلها من كل الجهات المعنية فى الداخل كوزارة الخارجية والتعليم العالى والأزهر والكنيسة والتجنيد وغيرها من هيئات ومؤسسات الدولة، حتى يتم القضاء بنسبة كبيرة على مشاكل المصريين فى الخارج. وقال إن أهم شىء يقوم به هذا المجلس هو التركيز على ربط المصريين العاملين بالخارج بوطنهم الأم وبحث شكاواهم والتواصل مع أسرهم فى الداخل، إضافة إلى بحث طرق الاستفادة من قدراتهم "العملية" من خلال العلماء فى الخارج، و"المادية" بالتواصل لضخ استثماراتهم فى مصر حتى يكون لهم دور فاعل فى بنائها. أبعاد سياسية واقتصادية وأوضح وليد الحداد -عضو لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة- أن فكرة إنشاء مجلس استشارى يمثل المصريين فى الخارج فكرة جيدة ولها العديد من الأبعاد الإيجابية تجاه المصريين فى الخارج وعوائد أخرى على مصر فى الداخل. وقال إن من بين تلك الأبعاد التى ستترتب على إنشاء المجلس تتمثل فى دمج المصريين العاملين فى الخارج بالداخل المصرى سياسيا، وتفعيل مشاركتهم فى الحياة السياسية المصرية وستشعرهم باهتمام الدولة بهم. وأضاف أنها ستشمل أبعادا اقتصادية من خلال دفعهم للمشاركة فى ضخ استثماراتهم داخل مصر، بجانب الاستفادة من الخبرات الخارجية فى مجالات العلوم والتكنولوجيا وخبرات العلماء المصريين فى الخارج فى كافة المجالات التى يمكن أن تسهم فى تحقيق التنمية فى مصر خلال الفترة القادمة. وأشار إلى أن المجلس سيكون له دور مساعد للدور الذى تقوم به الخارجية المصرية فى التعامل مع رعاية المصريين المغتربين، كما سيخلق عملية من التواصل بين السفارات والقنصليات فى الخارج بشكل يسهم فى رعاية المصريين العاملين فى الخارج، ويجعل لهم فى الوقت ذاته أدوارا مضاعفة بشكل يرفع من أسهمهم فى الدول التى يعملون بها.