كتبت الناشطة الحقوقية "سوزان نوسل" SUZANNE NOSSEL، المديرة التنفيذية لمنظمة العفو الدولية (مكتب واشنطن)، مقالا فى مجلة فورين بوليسى عن سجل الرئيس أوباما فى حقوق الإنسان "المخيب للآمال"، كما وصفته، معتبرة أن فى إعادة انتخابه رئيسا للولايات المتحدة "فرصة ثانية" لتحسين سجله. وقالت إن انتخاب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة أول مرة فى 2008 استقبله العديد من ناشطى حقوق الإنسان بارتياح كبير، ذلك أن الحكومة الأمريكية ولمدة ثمانى سنوات فى عهد جورج دبليو بوش، استخدمت أساليب التعذيب واحتجزت المئات لفترات طويلة دون محاكمة، وارتكبت انتهاكات فظيعة فى سجون البلاد التى احتلتها، مثل سجن أبو غريب فى العراق. وأضافت أن المدافعين عن حقوق الإنسان يأملون -بناء على العديد من الملاحظات للتجديد الانتخابى للرئيس أوباما- فى تخلص أوباما خلال عهدته الثانية من عمليات الترحيل القسرى غير القانونى والسجون السرية والمحاكمات الجائرة لفسح المجال أمام التزام أمريكى جديد بالدستور والقانون الدولى. ورغم أن أوباما واجه معارضة سياسية مشاكسة خلال فترة ولايته الأولى، كما كتبت الناشطة الحقوقية، فإنه لا يمكن تبرير سجله الضعيف فى مجال حقوق الإنسان بمقتضيات اقتصادية أو حتى بتحديات الكونجرس. وكتبت تقول: "أوباما الآن يحتضن علنا مفهوم "الحرب العالمية على الإرهاب" كأساس لتجاوز معايير حقوق الإنسان الدولية وإعادة تفسير الدستور. وكان قتل أسامة بن لادن ليس فقط المحور الرئيس لحملته الانتخابية، ولكنه الدافع الأساس لتسويق رؤيته للتهديد الإرهابى". وأضافت: "رغم أن منع وقوع هجمات على الأراضى الأمريكية يمثل انتصارا مهما لحقوق الإنسان، فإن هذا لا ينبغى أن يغطى على الاتجاه المقلق للسياسة الأمريكية تجاه حقوق الإنسان وعواقبها على المدى البعيد. وإذا كان وعد الرئيس هو استعادة مصداقية الولاياتالمتحدة، فإنه يحتاج إلى مواجهة سجله المقلق فى مجال حقوق الإنسان وإصلاحه". نكث أوباما بوعده الذى تعهد به خلال فترته الرئاسية الأولى بإغلاق سجن جوانتنامو، كما رأت الكاتبة، فبعد أربع سنوات من حكمه الأول، فإن نحو 167 سجينا لا يزال يعانى فى هذا المعتقل الرهيب، منهم 55 صدر قرار بالإفراج عنهم لكن لم يتم تحويلهم بعد. وقد كشفت تقارير فى الأسابيع الأخيرة عن تفاصيل قائمة قتل "رءوس إرهابية كبرى"؛ حيث تدعى إدارة أوباما فى هذا أنها تملك حق تصفية الأشخاص الذين وردت أسماؤهم، فى أى وقت وفى أى مكان، بناء على معلومات سرية غير قابلة للمراجعة. وأعلنت إدارة أوباما أن أى رجل تغتاله الطائرات من دون طيار، فهو عدو إرهابى، وتدافع بشراسة عن عمليات القتل هذه بغض النظر عن سقوط ضحايا من المدنيين. وهذا السجل "المقلق والمخيب للآمال"، كما أشارت الكاتبة، يحتاج إلى مواجهة صريحة وإصلاح عميق من الرئيس أوباما فى عهدته الثانية والأخيرة.