قالت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية إنه آن الأوان للرئيس "باراك أوباما " أن يحسن سجل حقوق الانسان سواء فيما يتعلق بالولاياتالمتحدة أم العالم الخارجى. وأشارت المجلة الى ان الفرصة أتيحت مرة ثانية ل "اوباما" لتنفيذ وعوده التى قطعها على نفسه وتحسين سجله المخيب للآمال، عندما جاء الى البيت الابيض رئيسا فى عام 2008 . وأضافت ان أوباما جاء الى البيت الابيض فى عام 2008 ، بعد أن كان سلفه "جورج دبليو بوش" قد أساء لسجل الولاياتالمتحدة فى حقوق الإنسان على مدار 8 سنوات قضاها فى البيت الابيض، حيث تم استخدام التعذيب فى المعتقلات، واحتجاز المئات لفترات طويلة دون محاكمة، والعديد من الانتهاكات التي ارتكبت في زمن الحرب فى السجون مثل سجن "أبو غريب" في العراق. آمال كبيرة ويأمل المدافعون عن حقوق الانسان، بناء على العديد من الملاحظات فى الحملات الانتخابية للموسم الجديد، أن يغير "أوباما" بشكل معقول من بعض الاجراءات المثيرة للجدل ، مثل عمليات الترحيل السري غير القانونية، والسجون السرية، والمحاكمات الجائرة ، وإفساح المجال أمام التزام أميركي جديد بالدستور والقانون الدولي. وعلى الرغم من أن "أوباما" واجه معارضة سياسية مصعبة في فترة ولايته الأولى، لا يمكن تبرير سجله الضعيف في مجال حقوق الإنسان بالمقتضيات الاقتصادية أو حتى تحد الكونجرس واذا كان "أوباما" قد اعتنق علنا مفهوم عالمي هو "الحرب على الإرهاب" كأساس لتجاوز معايير حقوق الإنسان الدولية وإعادة تفسير الدستور ، وهو ماحدث خلال عملية قتل "أسامة بن لادن " زعيم تنظيم القاعدة ، وعلى الرغم من أن منع وقوع هجمات على الاراضي الاميركية يمثل أهمية فى الانتصار لحقوق الإنسان، فأن هذا لا ينبغي أن يطغى على الاتجاه المقلق للسياسة الأمريكية لحقوق الإنسان وعواقبها على المدى البعيد. مصداقية أمريكا وقالت المجلة إن اهم التحديات التى تواجه اوباما هى استعادة مصداقية الولاياتالمتحدة وتشمل حقوق الإنسان، وبالتالى فإنه يحتاج إلى مواجهة سجله المقلق وإصلاحه. ورغم ذلك نجحت إدارة "أوباما" في بعض مجالات حقوق الإنسان داخل الولاياتالمتحدة ؛ ومنها على سبيل المثال تعزيز حقوق الشواذ جنسيا، وتعزيز آليات ومعايير حقوق الإنسان ضد تكتيكات مكافحة الإرهاب فى الاممالمتحدة، وحرية الانترنت ، الا ان النقطة السوداء التى فشل "أوباما" فى التخلص منها كما تعهد قبل أربع سنوات ، هى إغلاق معسكر "جوانتانامو" للمعتقلين السياسيين الذى لا زال يضم 167 سجينا ، من بينهم 55 شخصا تقررالافراج عنهم ، لكن لم يتم التنفيذ. الطائرات بدون طيار والاخطر من هذا وذاك، هو القائمة الطويلة للاهداف التى وضعت للقتل بالطائرات بدون طيار فى أنحاء متفرقة من العالم ، وهى العمليات التى لا تخضع لمساءلة او محاسبة وتثير الكثير من اللغط والقلق ، نظرا لما تسببه تلك العمليات من اذى لمدنيين ابرياء. وقالت المجلة انه مع انسحاب الولاياتالمتحدة من أفغانستان كما هو مقرر عام 2014، فأن "أوباما" سيكون تخلص من احد الهموم المزعجة التى شكلت مفهوما خاطئا للحرب على الارهاب ، وانتهاكا للقوانين والقواعد الخاصة بحقوق الانسان ، كما ان المقايضة مع تنظيم القاعدة بوقف الحرب مقابل السلام يمكن ان تكون خطوة جيدة. واكدت المجلة ان السنوات الأربع القادمة ستحدد ما إذا كانت إعادة كتابة قواعد حقوق الانسان ستصبح معيارا جديدا للحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولاياتالمتحدة، ولبقية دول العالم المتجاوزة لحقوق الإنسان . وختمت المجلة بأنه آن الآوان لاتخاذ قرارت جريئة تحظى بتأييد ودعم الحزبين دون النظر الى أى اعتبارات اخرى ، فلا يمكن ان يظل معتقل "جوانتانامو" قائما ، بينما يموت المساجين هناك الواحد تلو الاخر ، دون ان يكن هناك اجراء، حتى لو نقلهم الى سجن امريكى يخضع لمعايير وظروف ملائمة ، كما انه لا يمكن تبرير عمليات الطائرات بدون طيار العشوائية بلا ضابط ولا رابط.