* انقسام جنوبى بين دعاة الوحدة وتيار الانفصال.. وقوى مبعثرة تزيد الارتباك السياسى * خبراء: العفو الوطنى الشامل وإعادة المحالين للتقاعد قسرا ورد الممتلكات ضرورة للوفاق أكد عدد من الخبراء اليمنيين والمصريين أن قضية الجنوب فى اليمن تشكل التحدى الأكبر أمام مؤتمر الحوار الوطنى الشامل المزمع عقده الشهر القادم- وأن ما يزيد تعقيد القضية انقسام الشارع الجنوبى وعدم وجود ممثل سياسى شرعى ووحيد متفق عليه بين أبناء المحافظات الجنوبية. حيث ينقسم الشارع بين مؤيد لاستمرار الوحدة لكنه يطالب بإصلاح منظومة الحكم، وآخر يرفض الاستمرار ويطالب الانفصال، وهذا الانقسام يهدد بإفشال المؤتمر المرتقب. ووضعت القضية الجنوبية مؤتمر الحوار الوطنى الذى سيعقد بموجب المبادرة الخليجية على المحك بسبب رفض القوى الفاعلة فى الجنوب المشاركة، وتمسكها بمطلب الانفصال، ودفع هذه الارتباك الذى تعيشه لجنة الحوار مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة "جمال بن عمر" إلى التحرك مباشرة والالتقاء بقيادات فى الحراك الجنوبى لإقناعهم بالمشاركة فى الحوار غير أن قيادات فصائل جنوبية بارزة كالرئيس على سالم البيض رفضت المشاركة. وقال رئيس تكتل الثورة اليمنية "عبد الرقيب منصور": إن الجنوب تتجاذبه قوى كثيرة من دعاة الانفصال ودعاة الوحدة ومن بقايا النظام السابق وخصومهم، وهى قوى مبعثرة ومرشحة لمزيد من التبعثر حيث لا يجمعها حزب سياسى أو تيار معين، وإن استمرار الصراع فى الجنوب وحالة التشرذم يشكلان أبرز التحديات أمام مؤتمر الحوار الوطنى ويجعل من الصعب الخروج بحل للقضية الجنوبية. وأضاف فى تصريحات ل"الحرية والعدالة" أن مقعد الجنوب فى مؤتمر الحوار لن يكون خاليا، وقد يتم ملؤه بجنوبيين من القوى والتيارات التى أبدت استعدادها للمشاركة، مشيرا إلى أى حل للقضية الجنوبية فى إطار الوحدة سيقابل بالرفض من قبل القوى الانفصالية الرافضة التى ستستمر فى الاحتجاج، وقد تجنح للتصعيد. وتابع: إن "دعوات الانفصال التى بذرتها ممارسات المخلوع صالح عندما دخل بقواته لمدينة عدن عام 1994 وتمت سرقة الأراضى، أينعت الآن حيث يحصد اليمنيون زرع صالح المر، فكل ما نراه اليوم هى تلك البذرة التى زرعها، وبدأت تينع الآن وتهدد وحدة اليمنيين. من جهته، أكد نائب رئيس اللجنة الفنية التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطنى "سلطان العتوانى" أن الحوار هو السبيل الوحيد لإخراج اليمن من أزماته بما فى ذلك القضية الجنوبية التى ستحظى باهتمام بالغ فى مؤتمر الحوار ضمن قضايا أخرى ستناقش ويتخذ بشأنها موقف وطنى. وأضاف أن كل القوى مطالبة بوضع ما لديها على طاولة الحوار، وشدد على أن كل من يرفض دعوات الحوار أو يضع شروطا مسبقة للحضور يحكم على نفسه بالعزلة، وسيتم تجاوزه. بدوره، يعلق د. مصطفى علوى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن إزالة التحديات أمام الحوار لن تنجح ما لم تقم السلطة بالتهيئة عبر خطوات إصلاحية لكسب ثقة المتحاورين، وإبداء حسن النية قبل دعوة الأطراف الجنوبية للمشاركة. واعتبر علوى فى تصريحات ل"الحرية والعدالة" أن إعادة الموظفين المدنيين والعسكريين والموقوفين والمحالين قسرا إلى التقاعد، وإعادة الممتلكات العامة والخاصة وإطلاق المعتقلين الجنوبيين، وإعلان العفو الوطنى الشامل، من شأنها أن تهيئ المناخ للحوار خاصة إذا توفرت رؤية صادقة وأزيلت العقبات القائمة. وكان عدد من قادة وفصائل الحراك الجنوبى فى اليمن عقدوا مؤتمرات فى مسعى لتوحيد الصف الجنوبى، فى الوقت الذى تظهر فيه خلافات واضحة بين قيادات الحراك بشأن الموقف من مؤتمر الحوار الوطنى، حيث عقد المجلس الأعلى للحراك الجنوبى -أكبر فصائل الحراك- مؤتمره العام الأول فى 30 سبتمبر الماضى، فى حين يحضر القيادى البارز فى الحراك "محمد على أحمد" مؤتمرا آخر قال: إنه يهدف لاختيار قيادة موحدة تمثل الجنوب أمام المجتمع الدولى فى مؤتمر الحوار الوطنى، كما يسعى تيار نائب الرئيس اليمنى الأسبق على سالم البيض لعقد مؤتمر ثالث خلال الأيام المقبلة.