لا أعرف كيف خرج علينا الدكتور ياسر على المتحدث باسم الرئاسة ليؤكد صحة خطاب الدكتور مرسى إلى الرئيس "الإسرائيلى" شيمون بيريز؟.وقال بكل بساطة: إن الخطاب بروتوكولى حيث يوجه إلى كل دول العالم بلا استثناء. وكأن ثورة لم تقم.. وكأن عداء ودماء بيننا وبينهم جفت.. وكأننا استرددنا القدس وحررنا فلسطين وأخذنا بثأر أسرانا الذين سفكت إسرائيل دماءهم غدرا. ألا يعرف الدكتور ياسر على أن أحد أهم أسباب ثورتنا هو عمالة النظام السابق للأمريكان وتواطؤهم مع الصهاينة.. وأن الثورة جاءت لتدمر كل ما أفسده هذا النظام. فكيف تستمر بروتوكولات نظام المخلوع فى التعامل مع "إسرائيل" كما هى؟. وأريد هنا أن أوضح أن الرئيس محمد مرسى نفسه قام بوضع إستراتيجية جديدة فى التعامل مع القضية الفلسطينية، ووضح ذلك من خلال تبنّيه المصالحة بين حماس وفتح.. بل فتح معبر رفح، وبدأ يوطد العلاقة بين المصريين والفلسطينيين، وأرسل رسالة واضحة إلى العدو الصهيونى بعدم ترك سيناء لهم يعيثون فيها فسادا؛ فقام لأول مرة بحشد قواتنا المسلحة لكى تحافظ على أمن مصر القومى بعد استشهاد وإصابة العشرات فى رفح فى عملية إجرامية بشعة. وبعد كل هذا يأتى علينا المتحدث باسم الرئاسة ليبرر وبكل بساطة فداحة ما جاء فى الخطاب من عبارات غزل مع الرئيس الإسرائيلى بأنه بروتوكول متبع مع كل الدول. يا سيدى لا بروتوكول يعلو فوق بروتوكول الثورة.. لن نضيع دماء شهدائنا الأبرار وعيون أبطال ثورتنا العظيمة من أجل بروتوكولات فارغة ورثتموها من نظام المخلوع. كان الأجدى أن تقترح على سيادة الرئيس أن يخرج ليعتذر عن هذا الخطاب الكارثة.. بل ويحقق مع المسئولين عن هذا الخطأ الجسيم فى وزارة الخارجية أو فى مؤسسة الرئاسة.. ويأمر بإعادة صياغة خطاب جديد لكى لا يتكرر الخطأ نفسه، فليس معقولا أن نساوى فى خطابنا بين دول عربية وإسلامية شقيقة وأخرى لنا معها تاريخ طويل من العداء والحروب. ليس معقولا ألا تصل الثورة إلى وزارة الخارجية وبروتوكولاتها "المبجلة" بعد مرور ما يقرب من 4 أشهر على تولى الرئيس لمنصبه.. وليس معقولا ألا يتابع الفريق الرئاسى هذه الأمور.. وليس معقولا أن تظل هناك "كانتونات" داخل الدولة ترتكب مثل هذه الأخطاء الكارثية التى تؤثر سلبا فى شعبية مرسى. لا بد من إعادة النظر فى المجموعة المحيطة بالرئيس والتى أثبت عدد منهم عدم كفاءته وأوقع الرئاسة فى عدة أخطاء. وكما طلبت من الرئيس أن يلتزم ببروتوكول الثورة فعلى القوى الثورية بكل أطيافها أن تلتزم أيضا ببروتوكول يوقعه الجميع لإنهاء حالة الاستقطاب.. فليس معقولا أن نرى هذا العراك بين شركاء الثورة فى ميدان التحرير وعلى الفضائيات وصفحات الجرائد.. علينا جميعا يا سادة أن نستفيق قبل أن نستيقظ كلنا غدا على قبول الجميع بإعادة استنساخ النظام القديم فى ثوب جديد تحت أى مبرر يشبه قصة الخطاب البروتوكولى إياه. وقد رأينا كيف تمكن أبناء مبارك من الدخول إلى ميدان التحرير- رمز الثورة- فى مظاهرات الجمعة الماضية، بل رفعوا شعارات يطالبون فيه بعودة مبارك.. ورغم قيام بعض الثوار بطردهم إلا أن هذا الموقف لا يكفى؛ لأن هؤلاء تجرءوا ودخلوا الميدان مستغلين المعارك الجانبية المشتعلة بين شركاء الثورة. باختصار نحن فى حاجة إلى بروتوكول للثورة يحميها من الوقوع فى فخ خطاب "الصديق الوفى!".