"والله عدت من الجلسة لا أشعر بشيء إلا الاختناق والبكاء.. وما زادني تصفح فيس بوك إلا قهرا وحزنا".. هذا ما كتبته زوجة معتقل بعد عودتها من حضور إحدى الجلسات، ونقلت صفحة أطفال ضد الانقلاب ما وثّقته زوجة أحد المعتقلين القابعين بمقبرة العقرب عن الأوضاع المأساوية وظروف الاحتجاز والانتهاكات التى يتعرض لها بما يخالف أدنى معايير حقوق الإنسان. وذكرت أنها "وجدت صديقات يشيرن بوست يحكي عن فتاة أعطت الجاكت بتاعها لقطة في الشارع عشان البرد والبوست هز مشاعرهم أوي وبيشيروة وبيكتبوا تعليقات ياااااااااااة.. تعرفك اد ايه رقه القلب والإحساس تنسي منها إنك في الهالكه مصر وتحس انك في عالم رقيق مليان احساس". وتابعت "تلاقي الأخوات دول لما نكتب كلمه عن أزوجنا في العقرب ونقول للناس شيروا وصعدوا القضية أزوجنا بيموتوا تلاقيهم تجاهلوا الموقف.. مبررين إن زوجها مثلا محذرها تكتب في السياسة يااااااااااااااة هي دي بقت سياسة!!! دا إنسان بيموت وبيبرد ذي القطة.. على فكرة واكتر وبعدين أنا مطلبتش منك تطالبي بخروج زوجي عشان تبقي سياسة.. لا.. أنا بس بقول إن لزوجي حقوق وهو محبوس هو محتاجها والمفروض تساعديني في نشرها وطلبها لأنه إنسان من حقه ياكل ويشرب ويلبس حتى لو كان مجرما، دا غير التقارير اللي كتبتها صفحات العقرب عن التعذيب، دا غير الجلسه بقي". وأضافت "زوجي والإخوة اللي جابوهم القفص من سته صباحا دون أكل ولا شرب حتى الرابعة عصرا، زوجي اللي لقيته قالع لبسه ومستلف من أخ في سجن الاستقبال لبس داخلي لبسه وقلع بدلته وغسلها ونشرها عشان ممنوع عندهم الصابون، وفضل زوجي لابس بنصف كوم ادامي هو وأخوة كتير وأنا لابسه عبايه صوف وسقعانه". واستكملت "زوجي وإخوانه في القفص كانوا قافلين عليهم النور والشفاط الصغير الذي لا يكاد يرى بالعين.. وهو المنفس الوحيد ليهم في القفص الزجاجي.. لا كانوا قادرين يتنفسوا ولا يشفونا، زوجي والإخوة كانوا قاعدين في الأرض معظم الوقت مش قادرين يقفوا من ضعفهم، زوجي شاور لنا مرة واحدة أنا واخته وبعدين شاور إنه تعبان وعايز يقعد، زوجي بقي هيكل عظمي لما قلع بدلته مصدقتش نفسي، لا تقولوا الكتاتني ولا عصام ولا البلتاجي، والاهم من دا كله اني راجعه حاسه اني مشفتهوش لانه مش هو، براجع قلبي في ملامحه وبقنع نفسي إنه هو لكن مش قادرة مش عايزة غير إني أعيط اعيط اعيط واموت". وقبل أن تختم قالت "زوجي سالناة جابولك لبس في غيار بيتوزع فعلا.. قال لا سالناة طيب بطانيه.. قال لا وبعدين شاور إنهم خدوا كل حاجه كل حاجه". وتساءلت قائلة: طب اذاي انام ازاي اعيش.. بجد يا جماعه يا بتوع القطه؟؟؟ ازاي اعيش؟؟؟ وازاي انتوا عايشين وبتحسوا بالقطة. واختتمت "لما نكتب وننشر وننصر الحق ونادي بحق بني آدمين هنموت؟؟؟؟ طب ما نموت احسن ما نعيش معدومين الإحساس وخايفين، حسبنا الله ونعم الوكيل، فوضنا أمرنا لله".