نفَّذت سلطات الانقلاب، اليوم الثلاثاء، حكم الإعدام الذي صدر ضد 4 شباب أبرياء معتقلين في الهزلية المعروفة إعلاميًا باسم "تفجيرات استاد كفر الشيخ"، وتم إرسال سيارات الإسعاف لحمل الجثامين لنقلها إلى مشرحة كوم الدكة، تمهيدًا لتسليمها لأسرهم. وقد وصفت "هيومن رايتس مونيتور" الحكم بأنه جريمة جديدة ترتكبها السلطات المصرية في حق المواطنين الأبرياء، وذلك باستخدام القضاء العسكري الذي تغيب فيه قيم العدالة وسلامة إجراءات تقاضي المدنيين، والذي نص الدستور على حقهم بالتقاضي أمام قاضيهم الطبيعي في محاكم مدنية. أوقفوا الإعدامات وكان عزت غنيم، رئيس التنسيقية المصرية للحقوق والحريات، قد أكد أن أهالي المعتقلين على ذمة قضية تفجير استاد كفر الشيخ، والذين قضت المحكمة العسكرية العليا بمصر بإعدامهم، سوف يتم تنفيذ حكم الإعدام بحقهم، فجر الثلاثاء، بسجن برج العرب بمحافظة الإسكندرية غرب القاهرة. وتفاعل رواد مواقع التواصل حزنًا على ما آلت إليه الأوضاع في مصر، إذ كتبت صاحبة حساب "أم البنين" أن "منظمة العدل بتقول بسبب انعدام العدالة، أوقفوا الإعدامات في مصر.. يا فضيحتك يا قضاء العار". وغرد محمد "الأرض لو راحت الشباب دول هيرجعوها.. الشباب دول لو راحوا مش هنرجعهم ولا هنرجع الأرض". وقال نور الدين نادر: "سيذكر التاريخ أن عدد عقوبات الإعدام التي صدرت في الأعوام الثلاثة الماضية، يتجاوز ضعف ما صدر من عقوبات إعدام خلال قرن كامل في مصر". وتساءل صلاح إسماعيل: "31 حكم إعدام.. إلى متى هذه المهزلة القانونية؟ أليس فيهم رجل عنده ذرة من دين الله؟". وسخر "عمدة المريخ" من الكيل بمكيالين، "ضابط يقتل متظاهر عمد أو تحت تأثير التعذيب ياخد براءة، إنما شباب مقبوض عليه ظلم ومفيش أي أدلة على جرائمه يتحكم عليه بالإعدام عادي جدا". وعلَّقت "الشيماء": "31 واحد في قضية واحدة إعدام!!، هي الإعدامات دي مش حنتحرك لها طيب نص اللي اتحركناه للجزر؟!.. كنا بنعيش على أمل النقض، ودلوقتي دخلنا في مرحلة النقض اللي بيترفض بدون حتى قراءة الدفوع ولا غيره... إيه طيب؟". العقوبة البشعة يقول الدكتور إبراهيم صالح، النائب الأول السابق لرئيس محكمة النقض: إن "عقوبة الإعدام يطلق عليها القضاء الفرنسي عقوبة الموت، فالإنسان عندهم لديه قيمة، ولكن خلال العام الماضي زادت حالات الإعدام فى مصر أكثر من اللازم". مضيفا: "الموضوع متعلق بحياة شخص، وبالتالي لا بد أن يكون هناك نوع من ضبط النفس والتروي فى إصدار الأحكام، وأذكر أنه منذ سنتين عندما كنت فى محكمة النقض عرض عليّ قضية محكوم فيها بالإعدام على شخص مرتين، وفى المرة لثالثة حكمت فيها بالبراءة بعد أن تحرت الدقة، لذلك أطالب زملائى القضاة بالتريث فى هذه الأحكام". وتابع: "لأن هذا الحكم يسميه الفرنسيون "خطأ لا علاج له"، ومسألة تحويل الأوراق للمفتى، فرأيه ليس إلزاميًا، سواء أيد الحكم أو رفضه، وبالتالي ليس هناك رقابة على هذه العقوبة البشعة، وبالتالي أطالب بأن يكون رأى المفتى إلزاميًا، هذه قضية خطيرة". مشددا: "أنا لم أكن أنام الليل عندما كنت أحكم في قضية إعدام، وعندما كنت وكيل نيابة فى أسيوط حضرت حالتي إعدام، وقال لي "عشماوي" إن المتهم بمجرد وضع الحبل على رقبته يموت قبل أن ينفذ الحكم فيه، وتحدى أن يثبت أي طبيب شرعي غير ذلك". وجاءت أسماء "الشهداء" المنفذ ضدهم حكم الإعدام كما يلي: "لطفي إبراهيم إسماعيل خليل، أحمد عبد المنعم سلامة علي سلامة، أحمد عبد الهادي محمد السحيمي، سامح عبد الله محمد يوسف"، وزعمت النيابة أن المعتقلين قد قاموا بتفجيرات استاد كفر الشيخ، التي زعمت التحقيقات أنها أسفرت عن مقتل عدد من طلبة الكلية الحربية. وقد عادت القضية إلى 15 إبريل 2015, عندما انفجرت أحد الأجهزة في غرفة مجاورة لبوابة الملعب الرياضي في كفر الشيخ, حيث يجتمع طلاب الأكاديمية العسكرية في طريقهم إلى القاهرة، وقد قتل ثلاثة طلاب وأصيب اثنان من الجرحى.