أصدرت محكمة الجنايات العسكرية بالإسكندرية، الأربعاء 2 مارس 2016، حكمها في القضية رقم 22 لسنة 2015 جنايات طنطا، والمقيدة برقم 325 لسنة 2015 جنايات عسكرية الإسكندرية، والمعروفة إعلاميا بقضية "استاد كفر الشيح" على 7 من المتهمين بالإعدام. ونص الحكم على إعدام كل من: أحمد عبد المنعم سلامة علي سلامة، وأحمد عبد الهادي محمد السحيمي، وسامح عبد الله محمد يوسف، ولطفي إبراهيم إسماعيل خليل. ورصدت العديد من المنظمات والمبادرات الحقوقية في قضية استاد كفر الشيخ، العديد من الانتهاكات لحقوق المتهمين، وفقًا للدستور المصري وقانون حقوق الإنسان الدولي. لطفي إبراهيم إسماعيل خليل اعتقلت مليشيات الانقلاب لطفي إبراهيم "25 عاما"، في 19 أبريل 2015، بعد حادثة كفر الشيخ بأربعة أيام، وأُخفي قسريا 76 يوما، تعرض خلالها لأقسى أنواع التعذيب، بين قسم أول كفر الشيخ، ومقر الأمن الوطني بالمدينة، ومقر الأمن الوطني بلاظوغلي، ومقر المخابرات الحربية، ليعترف بجريمة لم يرتكبها، وكان اعتقاله دون إذن قضائي من أحد شوارع قرية شنو– محل إقامته- بمحافظة كفر الشيخ. وخلال فترة اختفائه، كان يتم تعذيبه بالصعق الكهربائي في جميع أجزاء جسده، وخاصة الأماكن الحساسة، وتعليقه من يديه، وتعليقه بطريقة الشواية، والضرب بالعصي الخشبية، بالإضافة إلى الإهانات اللفظية. وأجبرت قوات الانقلاب "لطفي" على تصوير فيديو معاينة تصويرية للواقعة المتهم فيها، يعترف فيه بكيفية وقوع الجريمة، وبالاعتراف أمام النيابة بالواقعة، وذلك بعد تهديده بالقتل، وباغتصاب والدته وشقيقته. ولم يتم تمكين المحامين من الحضور في التحقيقات التي أجرتها النيابة العسكرية معهم، في خرق واضح لحقوق الدفاع؛ إذ تم التحقيق معهم خلال فترة إخفائهم قسريًّا عندما كان ذووهم يبحثون عنهم، عن طريق تقديم بلاغات. ولكن النيابة العسكرية انتدبت محاميًا يحضر عن المحامين، وحدثت مشادات بينه وبين المتهم لطفي، على حسب كلام والده، لأنه لم يكن يقوم بدوره تجاه المتهمين، ومع أول جلسة عسكرية بشهر أكتوبر حضر محامي المتهمين. وأثبت تقرير الطب الشرعي تعرضه للتعذيب، إلا أن الجهات القضائية تجاهلت التقرير، ورفضت فتح أي تحقيقات فيما تم معه فيما تعرض له من تعذيب، والذي ترك آثارا على جسده حتى الآن، كما تجاهلت شهادات موثقة من شهود أقروا بتواجده بمكان مختلف عن مكان الحادث وقت وقوعه، وباعتقاله في تاريخ مختلف عن التاريخ المذكور في محضر الضبط الرسمي. ولم تسمح سلطات السجون لأسرته برؤيته أو زيارته إلا بعد 93 يوما من اعتقاله، وكان بسجن طنطا العمومي، والذي تم نقله منه إلى سجن الغربينيات ببرج العرب بالإسكندرية ليتم احتجازه انفراديا في ظروف غير آدمية حتى وقت إعدامه. أحمد عبد المنعم سلامة ويعمل أحمد عبد المنعم علي سلامة "42 سنة"، مدرس رياضيات بإدارة التربية والتعليم بكفر الشيخ، متزوج وأب لثلاثة أبناء، ويعمل أيضا صاحب شركة دعاية وإعلان، وتم القبض عليه أثناء ذهابه إلى مقر عمله، وتم إخفاؤه قسريا 75 يوما، تعرض خلالها لأبشع أنواع التعذيب كالصعق بالكهرباء والشبح للاعترف، ثم الحكم عليه بالإعدام أمام محكمة عسكرية. وتم القبض عليه بتاريخ 20 أبريل 2015، بينما ذكر محضر الضبط أنه تم القبض عليه بتاريخ 1 يوليو 2015م من قبل الشرطة، ورفضت السلطات الإفصاح عن مكان تواجدهم أو مصيرهم. وحصلت المبادرة المصرية لحقوق الإنسان على نسخ من محاضر اﻷمن الوطني في ضبط أربعة منهم، وبها تواريخ ضبط مغايرة بعد أكثر من شهرين من تواريخ القبض الحقيقية. وقدمت زوجته استغاثة لإنقاذ سلامة من الإعدام، يوم 2 مارس الماضي، وأدلت هبة علي ندا (زوجة المعتقل أحمد عبد المنعم سلامة) بشهادتها باعتقال زوجها من أمام شركته الخاصة بشارع الخليفة المأمون بكفر الشيخ: "كانت الساعة حوالي 2 ظهرا وهو نازل خدوه وربطوا عينه بعصابة وأخدوه بالعربية.. اللي بلغنا كان عميل نازل معاه من الشركة واتاخد معاه على قسم أول كفر الشيخ، الشخص ده طلعوه بعد 3 ساعات وهو اللى اتصل بنا وقالنا، عرفنا بعدين إن أحمد اتضرب فى القسم وهددوه بزوجته.. اللي هنقولك عليه هتقوله وإلا هنجيب مراتك هنا". أحمد عبد الهادي محمد السحيمي ويعمل أحمد عبد الهادي، 29 عاما، بجامعة كفر الشيخ، وتم القبض عليه في 14 أبريل 2015. وتم إخفاؤه قسريا لفترة طويلة تعرض خلالها للتعذيب والضرب المبرح، وعومل معاملة قاسية من قوات الأمن. وعبرت والدة أحمد عبد الهادي عن بالغ حزنها لما يتعرض له ولدها الشاب، وأكدت أنه بريء من كل التهم الملفقة له، والتي راح ضحيتها 3 طلاب بالكلية الحربية. وقالت أسماء: "قبض عليه بعد حادثة تفجير أمام استاد كفر الشيخ من منزله عقب صلاة المغرب، لم يكن أحمد يعلم بالواقعة إلا من خلال التلفزيون"، بحسب قولها، مؤكدة أنه كان في عمله في ذلك اليوم 15 أبريل 2015. وبحسب الأم، فإن نجلها أحمد اختفى قسريًّا لمدة 15 يوما لم تعلم شيئا عنه، وأنكرت مقرات الاحتجاز وجوده، وتعرض خلالها للتعذيب يوميا للاعتراف بجرائم لم يرتكبها، بحسب تعبيرها. وأكدت أسرته أنها تخوفت في البداية من الحديث إلى وسائل الإعلام أو تقديم بلاغات باختفائه على أمل ظهوره، وفي النهاية وجدوه في قسم أول كفر الشيخ. وفضّل أحمد عدم رواية ما تعرض له من تعذيب لمدة 3 شهور، خلال فترة تواجده داخل القسم؛ خوفًا من تعرضه للتعذيب مرة أخرى"، على حد قول والدته، إلا أنه بمجرد نقله لسجن طنطا استطاع رواية ما حدث له من صعق بالكهرباء، وتعليقه من يده يوميا للاعتراف باشتراكه في التفجير الذي استهدف طلاب الكلية الحربية أمام الاستاد. وقالت والدته: أثبتنا أنه كان في عمله وقت الواقعة، بشهادة صاحب العمل، ومواعيد اتصالاته الهاتفية به، ولم يكن في مكان التفجير، وهو ما اتفق مع شهادة الضباط بأنه لا يمكن لأحد من المدانين التواجد في ذلك المكان، على حد قولها، حتى حصل على إخلاء سبيل من القضية. وتكمل والدته "أنه بعد صدور القرار حُرر له محضر ضبط في اليوم التالي بتاريخ 3 يوليو، في نفس القضية باتهامات أخرى، وأحيل للمحاكمة العسكرية في القضية رقم 325 لسنة 2015". وفي 1 فبراير 2017، أحيلت أوراق أحمد للمفتي، وأصيبت زوجته بصدمة عصبية، فقدت بسببها النطق حتى الآن، موضحة أنه كان متزوجا منذ 6 أشهر فقط حين قُبض عليه، ووُلِدت ابنتُه وهو داخل السجن. ونُقل أحمد لزنزانة انفرداية بسجن برج العرب منذ النطق بالحكم. سامح عبد الله يوسف ويبلغ سامح عبد الله، 32 عامًا، ويعمل "استورجي"، ويقيم بقرية الكفر الجديد – محافظة كفر الشيخ، وقد تم اعتقاله حال تواجده بالمطار مسافرًا، حيث كان اسمه من ضمن مصابي ثورة يناير فتم استيقافه واعتقاله في 28 أغسطس 2015. تقول زوجته: إن زوجها دائم السفر للخليج، ولم يهرب، وأشارت إلى أنه بعد تفجير استاد الكلية الحربية فى كفر الشيخ، بدأت حملة اعتقالات للشباب بشكل عشوائي، وصدر قرار بالضبط والإحضار لأكثر من ألف شاب، ولم يستطيعوا القبض إلا على 63 شابًا ومنهم "صلاح عطية، محمد فؤاد، مصطفى كامل، عزب عبد الحليم، عمار أسامة، نبوى عز الدين، أيمن السيد أشرف عبد الصمد، أحمد السيد، وهم محكومون بالمؤبد، إضافة للأربعة الذين يحاكمون بالإعدام حضوريا.