تصوير: دعاء السيد طرق تعذيب مختلفة تعرض لها المختفون قسريًا من صعق كهربائى وتعليق من الأيدى والأرجل ومنع الأدوية والزيارات، هذه بعض الشهادات التى رصدتها «التحرير» من خلال أهالى ضحايا المختفين قسريا، وظهروا فى السجون مؤخرًا، ومنهم بالطبع من لم يظهر حتى الآن قصص وروايات يحكيها هؤلاء.. فى أسرة واحدة: اعتقال واختفاء ومرض قالت فايزة عبد الستار، 58 عاما، والدة الطالب محمد محمود العطار، 21 عامًا إنه ابنها تم اختطافه من داخل كليته، الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، محافظة الزقازيق، من قبل الأمن، وسألت عليه فى جميع أقسام الشرطة بالمحافظة، وقدمت بلاغًا للنائب العام باختفائه لكن لم أتلق أى رد. وأضافت أم المختفى أن لديها ابن آخر معتقل، وأصبح الوالد مريضًا، ويحتاج إلى 700 جنيه شهريًا للعلاج، وهناك اثنان من أبنائها الآخرين مطاردان من الشرطة، وهدمت الأسرة تمامًا، ولا أحد ينفق على البيت. تنكر ضابط وضياع أسرة رواية أخرى تحكيها فاطمة عبد العظيم، والدة الطبيب أحمد حسين عبد الله، الذى ألقى القبض عليه فى 28 يناير الماضى من داخل عيادة الأسنان بالشرقية تقول الأم "ابنى أحمد 26 عامًا يعمل طبيب أسنان، وفى يوم 28 يناير الماضى تنكر أحد ضباط الأمن الوطنى، وقام بدفع تذكرة للكشف على أسنانه، ودخل بالفعل، وقام ابنى بعلاج أسنانه، وبعد ذلك ألقى القبض عليه". وتضيف الأم لم أر ابنى حتى الآن، وسألت عليه قالوا إنه تم احتجازه داخل الأمن الوطنى، وشقيقه الآخر تم القبض عليه فى 6 أكتوبر الماضى، وحكم عليه من خلال محاكمة عسكرية 5 سنوات بتهمة حرق إدارة تعليمية، أما الابن الثالث فهو مطارد من الشرطة، وأبوهم تم القبض عليه وهو يصلى الفجر فى 28 ديسمبر الماضى، والأسرة كلها الآن فى مهب الريح بلا عائل. الصعق الكهربائى إسراء يحيى عبد المعطى، اختفى شقيقها محمد، 24 عامًا، فى 11 سبتمبر 2014 من مدينة راس سدر بجنوب سيناء، وأخبرتنا الشرطة أنها أفرجت عنه بعض القبض عليه، لكننا لم نعثر عليه حتى الآن رغم أنه ليس له أى نشاط سياسى، ومؤخرا أخبرنا أحد الأشخاص أنه فى أحد المعتقلات.
فادية الشوادفى بدر اختفى نجلها عمار فرحات فؤاد الدين، 18 عامًا، فى 22 أبريل 2015 ثم ظهر فى 3 يوليو 2015، وهو فى الفرقة الثالثة بالثانوية العامة، وقاموا بتلفيق قضية لأبيه، وهى قضية تفجير ستاد كفر الشيخ، ويحاكم حاليا محاكمة عسكرية، وقد تعرض ابنى للصعق الكهربائى، وتم تعذيبه وضربه وتعليقه من الأيدى والأرجل، وتعرض لفترات كبيرة للحرمان من المياه والأطعمة رغم أنه ليس له أى انتماءات سياسية، وخرج ابنى من السجن، واضطر للسفر إلى السودان لاستكمال الثانوية العامة هناك. اعتقلونى وأطلقوا سراحى "عندما اقتحموا المنزل اعتقلونى وبعد تجمهر الأهالى أطلقوا سراحى"، هذا ما تؤكده سمية عبد الفتاح، زوجة محمد عبد اللطيف الحليسى، 54 عامًا أحد المختفين قسريا، وتم القبض عليه فى منطقة المعادى فى 30 مايو 2015، وعثرت عليه أسرته أثناء مشاهدته فى إحدى المحاكمات العسكرية بالإسكندرية فى 23 أغسطس 2015. تقول سمية تعرض زوجى للتعذيب بالكهرباء والتعليق فى السقف من يده، وهو فى سجن العقرب حاليا، وقد تم منع الزيارات عنه حتى الملابس ممنوع دخولها، وتضيف يبيعوا له الثمرة الواحدة من البرتقال أو الموز ب5 جنيهات داخل السجن، وتفجر مفاجاة بأن زوجها حكم عليه ب52 عامًا فى 3 قضايا منها 42 عامًا حكم غيابى، وما زال لديه قضيتان لم يحاكم فيهما. الشواية أحمد عبد المنعم سلامة، 41 عاما، مدرس وخطاط، اختفى قسريا فى 20 أبريل الماضى، ثم ظهر فى 2 يوليو 2015، وهو أحد المتهمين فى قضية تفجير استاد كفر الشيخ تقول زوجته إن أوراقه أحيلت إلى المفتى بعد أن تعرض لأبشع أنواع التعذيب، إذ كان يتم تجريده نهائيا من ملابسه، ثم يتم صعقه بالكهرباء بجميع أجزاء الجسد، ويتم تعليقه من خلال ربط ذراعه ووضع عصا بين قدميه فيما يعرف بأسلوب الشواية فى التعذيب.
ولفتت إلى أن زوجها كان يتم إرساله من كفر الشيخ إلى الأمن الوطنى بلاظوغلى، فيما يشبه الانتداب من أجل التعذيب، إذ يتعرض هناك لأساليب أشد قسوة لإجباره على الاعتراف بتهم لم يقم بها وتضيف "لم يعد فى جسده شىء سليم ورفض رئيس النيابة العسكرية تحويله للكشف الطبى عليه، وأخيرا فى ديسمبر الماضى طلب محاميه الكشف عليه، وبالفعل أثبت الطب الشرعى بعد 8 شهور من التعذيب أن جسده عليه آثار للكدمات، ويعانى من خلع فى الكتف، وخلع فى المفصل، وهو مسجون حاليًا بسجن العقرب، بعد أن تم عزله فى حبس انفرادى بلا مياه أو إضاءة أو حمامات". أين الجثة الطالب محمد خضر بالفرقة الرابعة بكلية الهندسة مختفى قسريا منذ 14 أغسطس 2103 كما تقول والدته زوزو سعيد، فى آخر اتصال له، أخبرنا أنهم يتم ضربهم بالرصاص الحى من قبل الشرطة، وتضيف أتصل يوميا على تليفونه على أمل عودته وقمنا بتحليل الدى إن إيه فى مشرحة زينهم، وأثبت أنه غير موجود لديهم، وتشير إلى أنها ذهبت لمكتب النائب العام لتقديم شكوى فقال لها "إحنا بنحط الشكاوى فى الأدراج لأنها بالآلاف" كما ذهبت للمجلس القومى لحقوق الإنسان، وكل ما يفعلونه هو أن يعطونا رقمًا ولا شىء أكثر، وتابعت "كل ما أريده هو أن أعرف أين دفنوا جثته".