تفاعلت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي مع بطولة الطفلة الفلسطينية التي تبدأ العقد الثاني من عمرها عهد التميمي، والتي أكدت أن روح المقاومة مع سابقيها من الفتيات الفلسطينيات لم تقتصر على الرجال فقط، بل إنها تمتد بجسارة للنساء والفتيات أيضا. "عهد التميمي" طفلة فلسطينية شاركت في مظاهرات اندلعت في قرية النبي صالح في رام الله بالضفة الغربية، إذ قام أهالي القرية بالاعتراض على مصادرة الكيان الإسرائيلي للأراضي، وخلال المظاهرات قام جندي إسرائيلي باعتقال الطفل الفلسطيني "محمد باسم التميمي" البالغ من العمر 12 عامًا، زاعمًا أن الطفل كان يلقي الحجارة على الجنود، وقام الجندي بوضع الطفل فوق الصخور ليضغط عليه بشدة، وبعد لحظات جاءت الطفلة "عهد" شقيقة الطفل والبالغة من العمر 13 عامًا وقامت بمهاجمة الجندي الإسرائيلي، لتأتي والدته وخالته في وقت لاحق للمشارکة في تحرير الطفل. صور مقاومة الطفلة وأمها وخالتها للجندي الإسرائيلي ملأت المحطات الإخبارية ووسائل الإعلام، فرغم قوة الجندي والسلاح المدجج به لم يستطع الصمود في وجه الطفلة وذويها واضطر إلى الانسحاب تاركاً الطفل في حال سبيله، مشاهد المقاومة والشجاعة التي أبدتها الطفلة كانت مضرب المثل، وقد دُعيت عهد إلى مدينة "إسطنبول" لتكريمها على شجاعتها في التصدي للكيان الإسرائيلي، وقدّمت لها بلدية "باشاك شهير" جائزة "حنظلة للشجاعة". وجاء اعتقال "عهد" بعد أن حاولت طرد الجنود من ساحة بيتها أثناء مواجهات في قريتها يوم الجمعة وقد وثقت ذلك بفيديو. وأظهر الفيديو كيف ظلت تطرد عنصرين من جنود الاحتلال وصفعتهما على وجهيهما، لعدم اكتراثهما بطلبها بالذهاب بعيدا عن منزلها، ودفعتهما للخروج من ساحة المنزل. وتصدر هذا المشهد بعض وسائل الإعلام العبرية؛ ففي مقابلة مع الوزير الصهيوني "نفتالي بينيت" قال إن عليها أن تقضي حياتها في السجن، أما ليبرمان وزير أمن الصهاينة فقال إن مهاجمي الجنود سوف يعتقلون. وفي الفيديو المتداول تظهر "عهد" وهي تدفع الجندي ليخرج من ساحة بيتها، وقد لقي المشهد تفاعلا كبيرا في وسائل التواصل الاجتماعي، كما اعتقال "عهد". وفي عام 2012 انتشرت أيضاً صور للطفلة مع أمها "ناريمان التميمي" وهما تواجهان الجنود الصهاينة. وتعتبر أسرة "عهد" من العائلات الفلسطينية المقاومة، فالأب "باسم التميمي" تعرض للاعتقال 9 مرات، وخلال السنوات الثلاث الأخيرة اعتقل مرتين، مرة حُكم عليه بمدة 13 شهرًا، والمرة الثانية اعتقل 4 أشهر بسبب مشاركته بمظاهرة احتجاجية رفضًا للتعامل الاقتصادي مع الکيان الإسرائيلي، أما حال الأم والأبناء فهم يشاركون بشكلٍ دائم في التظاهرات الأسبوعية التي تقام في القرية ضد مصادرة الأراضي وتنديدًا بالهجمات المتكررة التي يشنها الجنود الإسرائيليون على القرية. "عهد" ليست الأولى ما فعلته "عهد" ليس جديدًا في تاريخ المقاومة الفلسطينية، التي تمتليء بإخوةِ عهدٍ وأخواتها في درب النضال، كما يقول الشاعر "نزار القباني" واصفًا المرأة الفلسطينية المقاومة "كل ليمونةٍ ستنجب طفلاً.. ومحالٌ أن ينتهي الليمون". ومن أبرز الفتيات الفلسطينيات كانت دلال المغربي، التى كان عمرها 20 عامًا فى عام 1978، وانطلقت من مخيمها بجنوب لبنان تقود مجموعة مكونة من 13 مقاومًا فلسطينيا، ونزلوا على شواطئ إسرائيل، وأسروا أتوبيسين بهما ركاب، وانطلقوا نحو تل أبيب. دارت معارك شرسة مع قوات الجيش الصهيوني وانتهت بمقتل ما يقرب من 50 من الجيش الصهويني، وجرح ما يقرب من 80، فيما قتلت دلال و10 من المقاومين بعد نفاد ذخيرتهم، فى بطولة يتحاكاها التاريخ. فى 2002، وخلال اشتعال انتفاضة الأقصى، خرجت آيات الأخرس الطالبة فى الصف الثانى الثانوى، التى لم يبلغ عمرها سوى 17 عامًا، من بيتها إلى المدرسة، ولكن الوجهة الحقيقية كانت إحدى المولات بالقدس المحتلة. ونفذت آيات عملية استشهادية بتفجير نفسها فى المول، ونتج عن العملية وقتها قتل وجرح ما يقرب من 20 صهيونيا.. وظلت إسرائيل ترفض تسليم جسدها حتى عام 2014. قيل وقتها إن آيات كانت مخطوبة، ولم تنتظر عرسها على الأرض، لتزف نفسها إلى اسلماء دفاعًا عن قضية أمة. قبل آيات كانت وفاء قسطنين سبقتها بأشهر وكن عمرها 31 عامًا وفجرت نفسها أيضًا داخل دولة الاحتلال الإسرائيل. تلك مجرد نماذج اشتهرت لتضحية ونضال الفتاة والمرأة الفلسطينية، والحقيقة والواقع لا يسعه مجلدات لذكره.