منذ اللحظات الأولى للانقلاب العسكري فى الثالث من يوليو 2013، بدا عبد الفتاح السيسي مفتونًا بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، فزاره عندما كان وزيرًا للدفاع وزاره لاحقًا عندما أصبح منقلبًا على الشرعية، وعقد معه صفقات سلاح وانتهى به الأمر إلى علاقات عسكرية تزداد قوة مع موسكو. "جاكت" هدية
كانت أول زيارة للسيسى لروسيا في 12 فبراير 2014، زار خلالها النائب الأول لرئيس الوزراء، وزير الدفاع والإنتاج الحربي لبحث التعاون المشترك بين البلدين، بصحبة وزير خارجيته أنذالك نبيل فهمي، وأهدى الرئيس بوتين المشير السيسى "جاكت" هدية، وظهر به خلال لقائهما الأول فى روسيا.
دوافع اقتصادية
في الشأن هذا، يؤكد الباحث في الشأن المصري توفيق حميد أن السيسي يتجه نحو موسكو كورقة ضغط على الأمريكيين؛ لأنهم لم يدعموه في الجانب الاقتصادي، بالإضافة إلى أن أعدادًا كبيرة من السياح الروس كانوا يفدون إلى مصر، والأخيرة تسعى لإعادتهم عبر تعزيز العلاقات مع روسيا في جميع المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية. فنكوش نووي "الضبعة"
من بين محسنات المذاق لدى الروس ورشى الانقلاب العسكرى المصرى لهم ما قادته زيارة بوتين الأخيرة للقاهرة في فبراير 2015، حيث أبرمت مصر وروسيا عدة اتفاقيات للتعاون الاقتصادي والعسكري، أبرزها اتفاقية إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في السويس، واتفاقية إنشاء محطة فنكوش تحت مسمى" الضبعة النووية". سقوط الطائرة الروسية
وشهدت علاقات "سيسى بوتين" شقًا عقب سقوط الطائرة الروسية في صحراء سيناء، في خريف 2015، وقتل جميع من كانوا على متن الطائرة وعددهم 224 شخصًا.
وتسبب الحادث في إعلان روسيا وقف رحلاتها الجوية لنقل السياح إلى مواقع سياحية في مصر، وهو الموقف الذي تبنته عدد من الشركات الأخرى، كما تسبب في بعض التوتر في العلاقات بين مصر وروسيا.
صفقات سلاح
الأمر الذى دفع المنقلب السيسى لمحاولات لإرضاء فلادمير بوتين من خلال توقيع صفقات سلاح والتي لخصها في زيارته بعقد صفقات بالملايين لكسب ودّ الروس لإعلان تأييدهم، إذ بدأ تنفيذ الاتفاق على تعاقدات لشراء قطع الغيار التي تحتاجها الأسلحة الروسية الموجودة بالقوات المسلحة بمصر.
كما تركز لقاء جمع بين الاثنين على بحث عمليات تسليم الصادرات العسكرية الروسية عالية التقنية ومن بينها مقاتلات من طراز "ميج 29" وكذلك أنظمة صواريخ "كورنيت" المضادة للدبابات والمروحيات الهجومية "كاموف كا 25" و"ميل مى 28"، و"مى 25".
إلا أن القرار برغم الصفقات جاء بوقف رحلات الطيران بين البلدين، حتى استيفاء شروط الأمان بالمطارات المصرية!. القاعدة الروسية
واستمرارًا لانبطاح العسكر، وافق السيسي على مسودة اتفاق بين روسيا ومصر يسمح للطائرات العسكرية الروسية بتبادل استخدام المجال الجوي والقواعد الجوية.
وعلى إثر الأمر نقلت وكالة الصحافة الفرنسية أن روسيا نشرت قوات خاصة في قاعدة جوية في مدينة سيدي براني" الواقعة على بعد نحو مائة كيلومتر شرق الحدود الليبية.
كما أشارت المصادر الأمنية المصرية إلى أن روسيا استخدمت قاعدة مصرية أخرى إلى الشرق من سيدي براني بمرسى مطروح أوائل فبراير 2016. النفايات الروسية
وكدليل واضخ على عدم أهمية مصر لدى العسكر، كشفت مصادر إعلامية، أن شركة المركز الفيدرالي للسلامة النووية والإشعاعية، الروسية، التابعة ل"روس آتوم"، اتفاقًا مع مصر لبناء مستودع لتخزين الوقود النووي المستنفد، لمحطة "الضبعة" النووية المستقبلية.
ويشير الخبراء إلى أن هناك حاجة إلى حاويات ثنائية الغرض مخصصة لنقل وتخزين الوقود النووي المستنفد لمشاريع "روس آتوم" في الخارج من أجل بناء محطات الطاقة النووية (الكهرذرية) التي لم يضع زبائنها بعد، استراتيجية للتعامل مع الوقود النووي المستنفد. ووفقًا لهم، في مثل هذه البلدان، (كمصر مثلا)، هناك حاجة إلى مساحة تخزين للحاويات، التي سيتم فيما بعد إرسالها إلى روسيا إلى مصنع لمعالجة الوقود النووي المستنفد (النفايات المشعة).
وكانت مصر وروسيا، وقعتا في 19 نوفمبر 2015، اتفاقية لبناء وتشغيل أول محطة نووية بتكنولوجيا روسية في منطقة الضبعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، غرب مصر. زيارات السيسي
ونختتم التقرير بعدد الزيارات التي قام بها عبد الفتاح السيسي لروسيا أو الإلتقاء بظيره الروسي خارج القطر، وجاءت كما يلي:
- عقب الانقلاب زار السيسي روسيا في يومي 12 و13 أغسطس 2014
- زار السيسي روسيا، للمرة الثالثة، يومي 8 و9 مايو 2015 للمشاركة في عيد النصر الروسي بدعوة من بوتين، ووجه دعوة للرئيس الروسي في حفل افتتاح فنكوش قناة السويس الجديدة إلا أنه لم يحضر!
- في 5 سبتمبر 2016، الرئيس الروسي على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين بمدينة هانجشو الصينية .
- في 4 سبتمبر 2017، التقى السيسي بوتين على هامش أعمال قمة تجمع "بريكس"، التي استضافتها مدينة شيامن الصينية.