قال المفكر والكاتب الصحفي فهمي هويدي: إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتهى سياسيًا، متوقعًا أن تشهد الانتفاضة الفلسطينية في 2018، فرصة كبيرة مع تراجع التطبيع مع الكيان الصهيوني، ورفع أسهم تركيا في الدفاع عن قضية فلسطين. جاء ذلك ضمن الجزء الأول من مقابلة، تنشر الأناضول جزأها الثاني غدًا الثلاثاء، حول عدد من قضايا المنطقة.
وأوضح المفكر هويدي، في حديثه الموسع بعد فترة من توقفه عن كتابة عموده اليومي بصحيفة مصرية خاصة، أن "هناك بُعدين يحيطان الآن بترامب: أحدهما سياسي والآخر قانوني".
وأضاف: "سياسيًا ترامب انتهى وشعبته متراجعة للغاية أما الإجراءات القانونية فأمريكا دولة مؤسسات والتحقيقات الجارية جادة وصارمة وحازمة"، في إشارة إلى تحقيقات أمريكية بشأن إدعاءات حول تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي جرت في 8 نوفمبر الماضي، وشملت مساعدين لترامب، واستدرك قائلاً: "لكن المؤكد أن ترامب لن ينتخب لولاية ثانية، والسؤال الآن هل سيكمل ولايته الأولى أم لا؟".
وحول سياسات ترامب بالمنطقة، وقراره الأخير بشأن القدس، قال المفكر البارز: "لا نستطيع أن نحاسب ترامب ونقيم سياسيته بمعزل عن الهشاشة والانفراط والضعف الموجود في المنطقة"، مضيفًا: "لا يفاجئنا أن الإرادة الأمريكية لها موقف منحاز لإسرائيل باستمرار، ولكن ما يفاجئنا هو استجابة الجسم العربي أو بعض الأطراف لهذا الإرادة".
وحول توقعاته للعام المقبل في ظل ذلك القرار قال هويدي: "أولاً في العام الجديد واضح أنه هناك أمران يتحركان في الساحة الإقليمية والدولية، الأول التحرك ضد إيران، وهذا أمر مهم وذات أولوية لدى واشنطن وثانيًا الموضوع الفلسطيني الذي انكشف فيه هذا العام مخطط ما يسمى صفقة القرن (تقارير عن طرح مصري لحل القضية الفلسطينية)".
وتابع: "ما حدث من قرار ترامب سيعري المواجهة، ويجعل التطبيع يتراجع بعض الشيء، والتحدي الجماهيري والشعبي يتزايد، ومن الممكن أن تحدث قلاقل في بعض العالم العربي"، مؤكدًا أن الانتفاضة الفلسطينية فرصتها كبيرة في 2018.
وتابع المفكر فهمي هويدي: "قرار ترامب صدر ولكن المهم أصداء مواجهته في العالم العربي والمحيط الدولي خاصة ونحن لا نعرف ترامب هل سيبقي في 2018 أم سيرحل؟"، واستدرك "لكن القرار صدر والكرة في مرمى الشعوب والأنظمة وهذا يمكن أن يرفع أسهم إيرانوتركيا في ظل السكون العربي الذي نلاحظه".
وحذر من تداعيات قرار ترامب قائلاً: إنه "برغم أن الانتفاضة الفلسطينية فرصتها كبيرة في 2018، فقد يتحرك تنظيم داعش لاستغلال تهويد القدس كفرصة لاستعادة نشاطه المتطرف".
وحول ما يراه البعض من أن الكيان الصهيوني الرابح في عام 2017، أجاب هويدي :"كلما ضعفت المنطقة وانفرط عقدها قويت إسرائيل، ولذلك هي الرابح الأكبر".
موضحًا أنه "برز في عام 2017 (في العالم العربي) أن العدو هو إيران وليس إسرائيل فضلاً عن الجرأة في ممارسة التطبيع أو الحديث عنه، فضلاً عن قرار نقل سفارة واشنطن إلى القدس، ولكن هذا مردوده على الساحة الفلسطينية بدا معاكسًا؛ حيث هناك إدراك أكبر أن النظام العربي أصبح عبئا على القضية، والشعب الفلصسطيني عليه أن يتصدى بصدره للاحتلال".