تنطلق، غدًا، مسرحية انتخابات اتحاد الطلاب بالجامعات، وفقًا للائحة الطلابية الجديدة التي لم يشارك الطلاب في عملها، وسط سيطرة أمنية كاملة على كل مراحل المسرحية التي تم ترتيب كافة تفاصيلها مسبقًا، وباتت معلومة النتائج بحسب كافة المراقبين والمحللين للشأن الطلابي، وصادرت حق الطلاب في اختيار ممثليهم. وتجرى عملية التصويت للمرحلة الأولى على مستوى الكليات، غدا الأحد، وتعلن النتيجة عقب انتهاء الفرز في نفس اليوم، وفي حال التساوي في الأصوات أو عدم الحصول على 50% وواحد تجرى جولة الإعادة، الإثنين المقبل، وحال عدم حصول أي المرشحين على نسبة 20% أو مشاركة "1000" طالب في التصويت؛ يحق للجامعة التعيين من بين المتنافسين وفقا للائحة المشبوهة. وتستكمل الانتخابات، الثلاثاء 12 ديسمبر، بانتخابات أمناء اللجان ومساعديهم بالكليات، وفي اليوم التالي يتم انتخاب رئيس اتحاد طلاب الكلية، وتختتم المسرحية يوم 14 ديسمبر، بانتخاب أمناء اللجان ومساعديهم على مستوى الجامعة ورئيس اتحاد الطلاب. ورغم إعلان الكليات التي ستقوم بها المسرحية عن وضع صناديق الاقتراع الشفافة والزجاجية ولجان المراقبة، كما انتهت الجامعات من كشوف الناخبين، على أن يكون الدخول للإدلاء بالأصوات من خلال البطاقات الجامعية للعام الجامعي الحالي، إلا أن المسرحية رديئة لدرجة أنه لم يشارك فيها إلا الكومبارسات فقط، وسط عزف الغالبية الساحقة من الطلاب عن المشاركة فيها. أسباب عزوف الطلاب ويعزو البعض عزوف الطلاب إلى سيطرة التكتلات الموالية للأمن على المشهد الانتخابى، موضحة أنه «توجد قناعة لدى الطلاب بأن أسماء رؤساء الاتحادات واللجان المقبلة معدة بالفعل قبل إعلان موعد إجراء الانتخابات، كما أن تحديد يوم واحد للسحب والتقديم أضعف العملية الانتخابية، خاصة أن الفترة السابقة لإعلان موعد الانتخابات لم تكن كافية، ورفعت بعض الكليات شعار «لم يتقدم أحد». وأصدرت اتحادات بعض الجامعات، بيانات لانتقاد الخريطة الزمنية للانتخابات الطلابية، وبنود اللائحة، معتبرين أن وزير التعليم العالى يسعى لأن تجرى الانتخابات فى أضيق الحدود، خاصة أن هناك بنودا فى لائحة 2017، تعيد بنود لائحة 2007 التى سبق الاعتراض عليها، وبينها شرط اكتمال النصاب بالأغلبية المطلقة فى اليوم الأول، و20% أو 1000 طالب فى اليوم التالى، مع تعيين جهة الإدارة لأعضاء الاتحاد حال عدم تحقق الشرط، بالإضافة إلى إلغاء اتحاد طلاب مصر. وتؤكد المصادر الطلابية أن الجدول الزمني للاتحادات الطلابية وضع بعناية ليضمن أن تجرى الانتخابات دون طلاب، مشيرة إلى أنها تعقد مع نهاية الفصل الدراسى الأول، وانشغال طلاب الكليات النظرية بالاستعداد للامتحانات، ووجود طلاب الكليات العملية فى الامتحانات العملية بالفعل، ما يتعارض مع مبرر دفاع الوزارة عن شرط اكتمال النصاب القانونى، بشأن سعيها إلى توسيع المشاركة الطلابية، ووصف البيان الجدول بأنه «قطار سريع»؛ نظرا لإجراء الانتخابات فى 5 أيام متواصلة، واعتبرت أن «الجدول الحالى محاولة من الوزارة للعودة إلى أجواء ما قبل 2011». "12" كلية بالتزكية في القاهرة وليس أدل على عزوف الطلاب وسيطرة الأمن الكاملة على المسرحية مما يجري في جامعة القاهرة، كبرى الجامعات المصرية، والتي كانت تتسم الانتخابات فيها بمنافسة شديدة؛ حيث أعلنت اللجنة المشرفة على المسرحية عن منافسة 1215 طالبا وطالبة في جميع الكليات، وذلك في 12 كلية بعد أن حسمت نحو 12 كلية أخرى الانتخابات بالتزكية؛ لعدم اكتمال العدد المرشح لمقاعد اللجان داخل الكليات التي تحتاج إلى 56 مرشحًا، وهي كليات الزراعة والتي تقدم بها 55 مرشحًا، والطب البشري 54، والآداب 52، ورياض الأطفال 50، والهندسة 49، والصيدلة 44، والحاسبات والمعلومات 43، والتمريض 39، والإعلام 38، والعلوم 33، والتربية النوعية 20، وطب الفم والأسنان 19. وبحسب مراقبين، فإن الحجم الكبير لعدد طلاب كليتي التجارة والحقوق يحول دون تحقيق النصاب القانوني، ما يتجه بها إلى التعيين وفق اللائحة المشبوهة. "عين شمس": انتخابات في 8 كليات فقط ورغم أن جامعة الإسكندرية تضم "24" كلية ومعهدا، أعلنت إدارات الرعاية عن أن الانتخابات ستجرى في بعض الفرق ب8 كليات فقط، وتم حسم معظم الكليات بالتزكية!. ووفق بيان صادر عن الجامعة، بلغ إجمالي أعداد الطلاب المتقدمين 936 طالبا ممن تنطبق عليهم شروط اللائحة الطلابية الجديدة. ومن المقرر أن تجرى الانتخابات غدا الأحد فى بعض الفرق ب 8 كليات هى: الآداب والعلوم والألسن والهندسة والبنات والزراعة وطب الأسنان والتمريض. قيود صادرت حق الطلاب ووضعت اللائحة الجديدة التي أقرتها وزارة التعليم العالي بحكومة العسكر، كثيرا من الإجراءات والقيود الحديدية التي دفعت معظم الطلاب إلى الترحم على انتخابات الطلاب بعد ثورة يناير 2011م، وقبل انقلاب العسكر في 30 يونيو 2013م، حيث شهدت الجامعات تنافسا كبيرا بين القوائم التي كانت تعكس التيارات السياسية والفكرية في المجتمع، وسط منافسات شرسة أسفرت عن أعظم انتخابات شهدها الطلاب طوال تاريخ الجامعات المصرية. لكن هذه الأيام الجميلة تحولت إلى أحلام صادرها العسكر بممارسة أبشع أنواع الاستبداد والديكتاتورية، ومصادرة حق الشعب في اختيار ممثليه، سواء في الرئاسة أو البرلمان أو حتى الاتحادات الطلابية.