في زمن العجائب يتحقق كل شيء، حتى الدراما قادرة على أن تنتقل إلى الواقع، ففي الوقت الذي زاد فيه شغف الشباب العربي بمسلسل "أرطغرل" التركي، يمضي الرئيس رجب طيب أردوغان إلى نقل مشاهد البطولة والمروءة إلى أرض السياسة، ومع الحصار الذي تفرضه عصابة الخليج ضد دولة قطر بقيادة محمد بن زايد، الذي يمثل شخصية الأمير "سعد الدين كوبيك"، دفع أردوغان ب2000 جندي تركي لمساعدة قطر؛ ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 5000 بعد مصادقة البرلمان. وقالت قناة الجزيرة، في وقت سابق، إن تركيا سترسل قوات من الجيش التركي سريعا، ونشرها في كل أنحاء قطر للتصدي لأي محاولة تزعزع الاستقرار في قطر. أردوغان وأرطغرل ورأى عدد من النشطاء تشابها بين مواقف أردوغان و(أرطغرل)، ويرون في كليهما (سوبر مان) و(سبيدرمان)، لكنه بثوب إسلامي، يستعين بالله إذا قاتل، ويكبر إذا حوصر، ويسجد إذا انتصر، ولا ينكسر إذا هزم، ولهذا تعلقت قلوب النشطاء بالرئيس أردوغان، كما تعلقت ب(أرطغرل)، ومن حوله من رجاله وإخوانه ك(تورغوت، وبامسي، ودوغان). وفي وقت سابق، استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، منتج المسلسل التركي المعروف "قيامة أرطغرل" واثنين من أبطاله.
وأفاد مراسل "الأناضول" أن الزعيمين استقبلا في الديوان الأميري، بالدوحة، المنتج محمد بوزداغ والممثلين جنكيز جوشكون الذي يلعب دور "تورغوت ألب" في المسلسل؛ ونور الدين سونمز الذي يؤدي شخصية "بامسي ألب". كما شارك بطلا المسلسل والمنتج في مأدبة الغداء التي أقامها أمير قطر، على شرف الرئيس التركي. ويواصل مسلسل "قيامة أرطغرل" التاريخي التركي جذب أنظار واهتمام المشاهد العربي، مع بدء عرض الموسم الرابع منه، حيث يتابعه الملايين بالمنطقة، مترجما أو مدبلجا، عبر شاشات التلفزيون أو مواقع الفيديو، لينافس بذلك النسخة التركية منه. وزار أردوغان الدوحة قادما من الكويت، في آخر محطة لجولته الآسيوية التي شملت روسيا أيضاً، وانتهت أمس الأربعاء 15 نوفمبر الجاري. وشهدت العاصمة القطرية، أمس الأربعاء، توقيع عدد من اتفاقيات التعاون الثنائية بين أنقرةوالدوحة، بمشاركة الرئيس التركي، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، بعد اجتماع ثنائي بين الزعيمين، وانعقاد أعمال اجتماع الدورة الثالثة للجنة الاستراتيجية العليا بين البلدين. وتعد هذه ثاني زيارة لأردوغان لقطر منذ بدء الأزمة الخليجية في 5 يونيو الماضي. خير لكم! على الصعيد الاقتصادي، ساهم الحصار المفروض على قطر في تقوية المبادلات التجارية القطرية التركية، في ظل توجه الاستثمارات القطرية نحو تركيا؛ حيث تزيد قيمتها عن 20 مليار دولار، كما يبلغ حجم استثمارات الشركات التركية العاملة في قطر نحو 11.6 مليار دولار؛ في ظل رهان تركيا على رفع المبادلات التجارية إلى 30 مليار دولار مقابل 14 مليار دولار حالياً. وبلغت الصادرات التركية نحو قطر 44 مليون دولار بنهاية 2016، مقابل 271 مليون دولار صادرات قطرية نحو تركيا. واعتبارا من يوينو الماضي، زادت الصادرات التركية نحو قطر بنسبة 50 % بعد الحصار، مع تدفق المنتجات والسلع التركية إلى السوق القطريو. وتتواجد حاليا 65 شركة تركية مسجلة في قطر، في وقت تأمل تركيا رفع صادراتها إلى نحو 3 مليارات دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة، علما أن حجم الصادرات التركية نحو العالم يصل إلى 150 مليار دولار حاليا. وبعد 24 ساعة من إعلان الحصار على قطر، بدأ تدفق السلع والمنتجات التركية على قطر، ولم يشعر القطريون والمقيمون بأي تأثير للحصار.