عاود نظام الانقلاب تأهيل المصريين على استقبال الجوع والعطش، بعد إعلان وزير الموارد المائية والري محمد عبد العاطي، فشل المفاوضات حول بناء سد النهضة الأثيوبي الذي أنجزت منه أكثر من 70% من مراحل بنائه، وخدعة نظام السيسي للمصريين، بمفاوضات مسرحية استمرت طوال أربعة أعوام لحين اكتمال بناء السد. وإمعانا في استمرار المسرحية، بدأت سلطات الانقلاب في التجهيز لمسرحية جديدة، جاءت على لسان اللواء كامل الوزيري رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، حينما قال أمس الاثنين، إنه جارٍ تنفيذ محطات تحلية مياه بمصر ضمن أكبر المحطات بالعالم. وأشار الوزيري، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "كل يوم" المذاع على فضائية "ON E"، إلى أنه تتم تحلية مليون متر مكعب من مياه البحر يوميًّا، لافتًا إلى أن هذا الرقم مرشح للزيادة. وأوضح رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة أن ما سبق مجموع ما تنتجه محطات تحلية المياه التي دخلت الخدمة فعليًّا بالغردقة، إضافة إلى المحطات الأخرى في الساحل الشمالي الغربي بمطروح ومنطقة الضبعة، وكذاك محطات المياه في جنوبسيناء. وعلق الكاتب الصحفي سليم عزوز على تصريحات الوزيري قائلا: "الجنرال خالد الذكر كامل الوزيري: القوات المسلحة تقوم بانشاء أكبر محطات تحلية مياه في العالم..دور الجيش المصري يا كامل هو في الحفاظ على مياه النيل.. ولو باعلان الحرب.. أيوه باعلان الحرب". وأضاف عزوز خلال تدوينة على صفحته بموقع "فيس بوك" اليوم الثلاثاء، "وبقولها تاني: إعلان الحرب مش بتحلية مياه البحر أو تنقية مياه المجاري استعدادا لقطع مياه النيل". وتابع: "الجيوش دورها أن تحارب.. أيوه تحارب.. الحروب ليست بدعة وليس حفاظ الجيش المصري على ماء النيل بمستغرب في التاريخ!.. إنما ما تفعلوه الآن لا علاقة له بدور الجيوش.. وليس مهمة الجيوش الحكم أو المنظرة". واختتم عزوز تدوينته بهاشتاج "#النيل_يجمعنا". وكان قد حذر الخبراء مرارا وتكرارا من مناورات عبد الفتاح السيسي تجاه إدارة ملف سد النهضة، والذي أعلن وزيره للري والموارد المائي، فشل المفاوضات بين مصر وأثيوبيا والسودان، وإنجاز أثيوبيا لأكثر من 70% من مراحل بناء السد، كما حذر الخبراء من اتفاقية المبادئ السرية التي أخفاها السيسي بعد أن وقع عليها مع الجانب الأثيوبي لتعطيش مصر، ورفض أن يفصح عن بنودها، متعللا بأهل الشر الذي يبرر بهم جرائمه وتوطؤه على الشعب المصري. إلا أن تحذيرات الخبراء لم تجد لها باب تطرقه عند عدد من المصريين الذين وثقوا في عبد الفتاح السيسي، وسمحوا له مرة ببيع العرض ومرة أخرى ببيع الأرض (تيران وصنافير) ومرة ثالثة ببيع الحياة (نهر النيل). وفي غضون انشغال المصريين بمكافحة هذا الانقلاب، ذهب السيسي ليوقع على اتفاقية المبادئ السرية حول سد النهضة، ورفض أن يفصح للشعب المصري على بنودها، لتنتهز أثيوبيا الفرصة، وتنجز بناء سد النهضة بأموال الصهاينة وعملائهم من العرب، في مقابل خداع السيسي للمصريين بأن هناك مفاوضات وجلسات استشارية، حول التفاوض على هذه القضية، بل أنه دفع من مال المصريين لانتداب شركة فرنسية وخبراء أجانب لدراسة الملف، وتمرير الوقت، من أجل إنجاز السد، ليخرج في النهاية وزيره يعلن تعثر المفاوضات وفشلها، بعد أن نجح السيسي في تعطيش المصريين، وخداعهم.